كيف على الأهل التعامل مع الولد المرهف الحساس

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

رقيقون ، حساسون مرهفون .. هكذا هم بعض الأولاد..تجدهم يتأثرون بسرعة ويبكون بسرعة فينعصر قلبنا عليهم ولا نعرف كيف نتعامل معهم بدون أن نؤذيهم أو نحطم شخصيتهم. إليكم كيف تتعاملون مع الأولاد المرهفين الحساسين؟

التعامل مع الطفل الحسّاس- ifarasha

نقول عن بعض الاطفال انهم “أقوياء”! فاذا سقط أحدهم أثناء الركض نراه ينهض بسرعة ويتابع دون توقف أو تذمّر من الالم. لكأن الجروح والكدمات لا تؤثر فيه! انه نموذج الطفل النشيط والجريء والمغامر. في المقابل، هناك أطفال يبكون من دون أن يظهر عليهم اثر لاذى يذكر، ويصرخون لاقل خدش أو لمرأى قنينة ” السبيرتو”. هؤلاء يبالغون في التعبير عن أي ألم بسيط، ويوحون الينا بأن كارثة قد حلت! لا يضعون حداً لذلك الا بعد أن نضع لهم ضماداً ونمنحهم الكثير من الحلوى وارضاء الخاطر. زيارة الطبيب مع أحد هؤلاء الاطفال المرهفين تستوجب معركة طاحنة. يبدأ الطفل بالبكاء مسبقاً. يتوجب علينا اللجوء الى ألف وعد وخدعة كي نتوصل الى زيارة الطبيب او اعطائه جرعة اللقاح اللازمة. وبالنسبة لبعض هؤلاء، فان تناول الدواء، خصوصاً التحميلة، من شأنه أن يطلق نوبة عصبية.

مثال عن هذه الحالة
ما الذي يميّز هؤلاء الاطفال عن سواهم؟ لم هم على هذه الدرجة من رهافة الاحساس؟ لهذه الحالة آلية ما ان تكرر ويشارك بها الاهل حتى تصبح عادة متأصلة. في الواقع، لا يشرع الطفل بالبكاء من الم بسيط الا بحضور شاهد. نأخذ مثالاً على ذلك طفلاً يلعب في الحديقة. ركض الطفل فيقع ويخدش ركبته خدشاً بسيطاً ويبقى مسمراً في مكانه من وقع الصدمة. تهرع أمه اليه بفزع ظاهر. هذا القلق الظاهر من خلال تصرف الام يدفع الطفل الى الاعتقاد بان أمراً خطيراً قد حدث، فيخاف ويبكي. خوفه وبكاؤه يؤكدان بدورهما للام أن الامر خطير بالفعل، فتبدأ بلوم نفسها على مسمعه: ” كان ينبغي عليّ أن امنعه من الركض.. كان عليّ الا أتلهى عنه… أن ألبسه بنطلوناً واقياً..الخ “. وفي جميع الاحوال، نراها تسارع الى احضار الضمادات وأدوية الجروح. ثم تصبح مباشرة بعد هذا الحادث شديدة الرقة والعطف، فتنصرف عن كل شيء وتهتم بالطفل. هنا يقع الطفل في الفخ : لقد علمته الام أن اعطاء أهمية كبيرة ومضاعفة لاي حادث بسيط من شأنها أن تجعله يحصل على كل العطف والاهتمام. بذلك يصبح الطفل أكثر رهافة وعطباً، ويجد مصلحة في ذلك!.

ما الذي يحصل في الحقيقة
يتعامل الطفل مع محيطه بطريقة لا شعورية. فهو في الواقع لا يتعمد التمثيل، ولا يدرك الاليات التي تجعله شيئاً فشيئاً شديد الحساسية تجاه الألم ( الاحساس المادي بالألم يبقى هو نفسه، بينما يتضاعف الاحساس النفسي). هدفه ان يكون مركز اهتمام الاخرين وخصوصا والدته، لان الامور تسير دائما على هواه. فهو يشعر بانه بات محبوباً اكثر ومهماً أكثر اذا بكى واشتكى ( نجد هذه الالية نفسها في حال المرضى). سيجد ان رفاهته تدر عليه مكاسب واضحة فيصبح بالتالي أسير هذه الحلقة المفرغة.

ما العمل؟
نلفت النظر هنا الى أننا نتحدث عن مواجهة الالام البسيطة لدى الطفل ( واوا) وليس عن مواجهة الالام الجدية والحقيقية.

التظاهر بعد رؤية اي شيء: تابعوا عملكم كأن شيئاً لم يحدث هذه غالباً ما يضع حداً لردة فعل الطفل.
قبل التدخل واظهار القلق، يجب تقدير الوضع بدقة. اي خدش لا يستحق الضماد، وهو يلتئم بسرعة مع تعرضه للهواء.
اذا انفعل الطفل، يمكننا ان نتعاطف معه قائلين: ” نعم! هذا مؤلم قليلاً… انه غير لطيف” ثم نحتضن مكان الالم وننفخ عليه، وندفع الطفل الى متابعة اللعب وكأن شيئاً لم يكن.

يمكننا ان نعلم الطفل كيف يعالج الامر بنفسه ويقوم بدور الطبيب. يستطيع ان ان يصب ماء بارداً على الكدمة او الخدش، أن يضع قطعة ثلج أو لصقة معقمة. ان قيامه بهذا العمل مهم جداً لانه يصرفه عن البكاء.
اذا توجب علينا القيام ببعض العلاج بامكاننا اثناء ذلك لفت اهتمامه الى شيء اخر. بعض الاطباء ماهرون في هذا العمل. من غير المفيد اعلان الطفل قبل وقت طويل لاننا سنعطيه حقنة كعلاج، فهذا يزيد من قلقه وبكائه في المقابل، وقبل العلاج مباشرة، يفضل عدم الكذب واعطاء الطفل عما سنقوم به وعما سنشعر به. ان التعامل بصدق وامانة مع الطفل هو الطريقة الوحيدة لجعله يصدقنا حين نقول له بان الامر سيكون بسيطاً.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.