لماذا نتلهّف لتساقط الثلج ونحتفل به؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

IFARASHA.تساقط الثلج

تساقط الثلج

الضيف الأبيض يغطي اليوم أماكن كثيرة من العالم. وقد ردّ وشاحه المثلج على سواحل وتلال وجبال دول عربية كثيرة هذا الأسبوع. فلماذا تبتهج قلوبنا لمنظر الثلج المتساقط برداً ونفنافاً. لماذا تعلو غبطة غريبة في قلوبنا كلما تراكم وارتفع؟ ما قصتنا مع هذه الظاهرة الطبيعيّة وهل هي طبيعيّة؟ لماذا هذا التهافت على التقاط الصور وإرسالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

يرسم الثلج لوحات بريشة الطبيعة من أجمل ما يمكن أن نرى. ونقف أمام تلك الجمالات مذهولين. كيف غطت الأشياء العادية وحوّلتها إلى مناظر غير مألوفة! ثمة شعور رائع يراودنا حين نمشي على بساط ثلجي لم يمشِ عليه أحد من قبل. نشعر أننا مميّزون وأننا نقوم بشيء لم يفعله أحد قبلنا.

بهبوط الثلج يحلّ على الدنيا سكون غريب وكأن الطبيعة والخليقة تصغي وكأن الزمن يتوقّف ويبدو أن لا أحد ينشغل بشيء غير الاستمتاع بهذه الجواهر البيضاء الهابطة علينا من السماء.

يرتبط الثلج في وجدان كلّ شخص بمرح الطفولة وبذكريات دافئة على عكس الصقيع المرافق له، وبالأيام التي كنّا فيها أطفالاً نتحلّق حول مصدر الدفء ننعم بحميمية غير عادية مع الأهل والأصحاب وربما الحبيب. إنها الذكريات العاطفيّة، أي تلك التي ترتبط بعاطفة ما وليس فقط بصورة. في صغرنا كانت تلك النتف البيضاء المتساقطة من السماء تذهلنا وتعدنا بمواعيد جميلة كإقفال المدارس، ومازال ذلك يحدث اليوم، أي باللعب والمرح وبتعطّل الأعمال وبالتالي بقاء الأهل في البيت. تكفي استعادة هذه الذكريات للشعور بسعادة داخلية عميقة.

ومن ناحية أخرى نعاني جميعنا من روتين يوميّ قاتل. الأحداث نفسها تتكرّر كل يوم. نستيقظ ونستعد بسرعة للخروج إلى المدارس والجامعات والأعمال. لا وقت حتى للاستمتاع برائحة القهوة الصباحية أو حتى للنظر خارج النافذة للحظات. وبعد مغادرة المنزل الروتين نفسه أيضاً. لكن حين يهبط علينا الضيف الأبيض تتغيّر وتيرة حياتنا. هنالك شيء جديد نتحدّث عنه، نستمتع به، يبقينا في منازلنا أو يغيّر رتابة حياتنا اليوميّة ويعطينا فرصة التعبير عن إبداعنا بالتصوير حيناً وبالتعليق حيناً آخر. نشعر بالفرح الفطري ونتناسى لبعض الوقت همومنا ومشاكلنا.

فلنستفد إذاً قدر الإمكان من هذا الزائر المبهج لأنه سرعان ما يرحل!

المصدر: فاديا عبدوش

للمزيد من المقالات عن “ طوّر ذاتك وغّير حياتك

تابعونا على 

www.facebook.com/tawer.zatak

https://twitter.com/tawerzatak

https://plus.google.com/115523818535313504415

 

 

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.