القصة التي تشفي من يقرأها !

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أعزائي القراء
إليكم شهادة حقيقية من امرأة شابة واجهت إحدى أصعب المحن وأكثرها رعباً. بعد أن قرأتها شعرت أنني قد تغيرت. لهذا فكرت أن أنقلها لكم.
أتمنى من آي فراشة أن تتمتعوا بقراءتها وأن تساعدكم أيضاً كما ساعدتني.

السرطان

” لديك ورم في دماغك ”
كان عمري 30 سنة وحامل في شهري الثامن بولدي الأول، كان هذا آخر شيء أنتظر سماعه من طبيبي. لم أكن مريضة أبداً ولم أتقيأ أبداً. وجع الرأس، اضطرابات النظر كانت أشياء لا أعرفها. ذات يوم، بدون سابق إنذار، أغمي عليّ. وجدني جوليان، زوجي منذ سنتين، ممددة في الصالون وهو عائد من العمل.

طلب النجدة التي نقلتني إلى قسم الطوارئ في المستشفى. شك الأطباء في البداية بوجود مشكلة تصيب النساء الحوامل، تسمم الحمل. لكن بعد صورتين للرأس، اختلف التشخيص. لقد حددوا وجود ورم بحجم طابة غولف في الفص الأمامي الأيسر من دماغي. أتذكر أنني فكرت :” أنا أحلم. أنا في كابوس…”

لم أكن أشك بالمأساة التي كانت تنتظرني. هذا كان حظي السيء بدون شك. نُقلت إلى قسم الأمومة للنساء المعرضات لخطورة عالية، في انتظار الولادة. بعد ستة أسابيع، ولدت ابنتي الصغيرة الجميلة جوزفين بعملية قيصرية. بعد أن تعافيت وبعد أن أبعدوا الطفلة بعيداً عني، تم تحويلي إلى مركز علاج السرطان.

كانت المرحلة الأولى تقتضي إجراء عملية للدماغ لإزالة الورم. بدا الجراح راضياً. شرح لي ولزوجي أنه ” أزال كل ما شاهده ” وأن العملية جرت بأفضل ما يمكن.

بعد أسبوع، عدنا إلى عيادته من أجل نتائج تحليل الورم، وكنت أكرر في عقلي :” أرجوك، قل لي إنه لا يوجد شيء “. لكن عندما أخبرنا بنتيجة تحليل الورم، انهرت تماماً. إنه ورم سرطاني في المرحلة الرابعة. لفظ الطبيب هذه الكلمات بالضبط :” هذا النوع من الأورام غير قابل للشفاء “. الفكرة الأولى التي خطرت في رأسي ” لن أرى أبداً ابنتي تخطو خطواتها الأولى “.

الحزن، الألم، القلق، الإحباط – لا أعرف كيف أصف المشاعر الرهيبة التي خنقتني. لكن الأطباء أظهروا إنسانية مدهشة. فقد بقوا إيجابيين وحاولي تهدئتي. شرحوا لي أنه، مع أن الورم غير قابل للشفاء، لكن رغم هذا يمكن علاجه. كنت امرأة، شابة، بصحة جيدة، وهذه ثلاث عناصر مشجعة للعلاج. وقرروا أن يبدأوا فوراً : سبع أسابيع من جلسات الأشعة يومياً، وشهر من العلاج الكيميائي.

تخيلت أن العلاج الكيميائي سيكون صعباً. لكنني تفاجأت بشدة عندما شعرت لأي درجة كانت العلاجات تسحب مني كل طاقة. كنت واهنة لدرجة أنني كنت أشكل خطراً على طفلتي : كنت عرضة، إذا أخذتها بين ذراعيّ، أن أنهار إلى الأرض وهي معي.

لم أكن أستطيع حتى أن أعطيها قنينة الحليب دون أن أنام فوقها. أمضيت أسابيع بين أحلام وكوابيس توقظني، في غرفة حيث فقدت الإحساس بالوقت، بالنهار والليل. هدفي الوحيد كان أن أحاول جهدي كي لا أتقيأ حساء الدجاج الذي أعطوني إياه. فقدت طبعاً كل شعري.

ما زلت أتذكر ذلك الدوش الذي أخذته والماء الذي كان يسيل وتسقط معه خصلات كاملة من شعري. لم أكن بحاجة حتى لأن ألتقطه. كانت دموع صامتة تجري على خديّ. لم أكن أمتلك القوة حتى لأصرخ ألمي. في ذلك اليوم فهمت:” أنا حقاً مريضة “. رغم كل الكتب التي قرأتها عن الأفكار الإيجابية وقدرة الفكر على الجسد، لم أكن أعلم أين أجد القوة لكي أكافح. علاج السرطان على الطريقة الغربية كان يمتص مني الحياة التي كانت تهرب كالماء من بين الأصابع. وقتها حدثتني صديقة عن الطب الصيني.

لقد عالجها طبيب صيني اسمه الدكتور ماو من سرطان في الغدد اللمفاوية من النوع الخطير. عليّ القول إنني لم أكن أثق بالطب الشرقي بما فيه الوخز بالأبر. لم أكن أفهم كيف يمكن لوخز الأبر في الجلد أن يفعل اي شيء، خصوصاً في محاربة مرض خطير مثل مرضي. ولم أعرف أيضاً لماذا اقتنعت – ربما بسبب حماس صديقتي – بأن أزور الدكتور ماو.

وصف لي مجموعة أعشاب طبية، نظام غذائي وجلسات وخز أبر، أدت إلى نتائج مذهلة (وفورية) في محاربة التعب والغثيان المستمر. أخيراً، استطعت أن أبقي الطعام في معدتي، وهذا يعني أن وزني بدأ يزيد على الفور، وهذا سمح لي باستعادة القوة الجسدية والفكرية. تعلمت التأمل، وهذا جعل أفكاري أكثر صفاء وأعطاني الطاقة العقلية لكي أشفى. أدركت أنني لم أعد رهينة خوفي من الموت. لم أكن أستطيع منع ردة فعلي تجاه العلاج على الصعيد الجسدي، لكنني كنت أشعر بوضوح أنني أفضل بكثير من الداخل. وهذا ما صنع كل الفرق.

بعد ثلاثة أشهر من بداية العلاج مع الدكتور ماو، ذهبت إلى موعدي مع طبيبة الأشعة والسرطان. كنت أعتقد أنه بمحرد أن ينتهي العلاج بالأشعة، سوف يعاود شعري النمو. لكنه لم ينمو إلا حول جمجمتي. كان لدي منطقة صلعاء كبيرة وواضحة على الجزء الأيسر من رأسي، وهذا جعلني أشبه ابنتي. كانت قمة الجمجمة عندنا نحن الاثنتين خالية من الشعر. خلال الفحص، سألت طبيبتي متى ينمو شعري. لم تجبني فوراً، قلقة بدون شك بسبب هشاشتي العاطفية، ثم قالت بلطف :” كان مستوى الإشعاع الذي استعملناه من أجل ورمك عالياً جداً. لقد تلفت بصيلات شعرك بدون شك في هذه المنطقة نهائياً “.

كان يجب عليّ أن أركع على ركبتيّ عرفاناً بالجميل وامتناناً لهذه التقنية التي استطاعت أن تحرق الخلايا السرطانية الباقية في دماغي بعد الجراحة وأنقذت حياتي. لكن للوهلة الأولى كان وقع الصدمة مرعباً. من الصعب أن أعتبر نفسي شفيت إذا لم أنظر في المرآة وأجد نفسي كما كنت سابقاً. بدون شعري، أبدو مريضة. وما دمت أبدو مريضة، كنت أشعر أنني مريضة. طبيبتي قالت لي إن شعري لن يعود للنمو من جديد أبداً. ومن أنا لأناقش تشخيصها المهني؟

بعد الظهر، كان لديّ موعد مع الدكتور ماو. وجدني أبكي عندما دخلت الغرفة. كنت بالكاد أستطيع أن أكلمه. عندما فهم ما قاله لي الطبيب، همس لي :” يجب أن لا تصدقي أبداً كلام الأطباء – حتى أنا. كل شخص مختلف عن الآخر. لا يستطيع أحد أن يخبرك ما يقدر جسمك أن يفعله أو لا يفعله “. أعطاني عندها قنينة لوسيون بالأعشاب وقال لي:” افركي هذا على رأسك مرتين باليوم بفرشاة الأسنان. سينبت شعرك “. أخذت القنينة إلى المنزل وفعلت ما طلبه الدكتور ماو.

بعد ثلاث أسابيع، لم أستطع أن أصدق عينيّ : كان هناك زغب خفيف. بدأ شعري ينبت ! وبعد ستة أشهر، عدت لرؤية طبيبة الأشعة التي اندهشت عندما رأتني هكذا. وسألت حتى بصوت عال إذا كانت أعطتني الجرعة المناسبة من الأشعة. بعد ستة أشهر أخرى، عدت لزيارة الكوافير للمرة الأولى. كان يوماً عظيماً.

كانت نصيحة الدكتور ماو بأن لا أعتبر كلام الأطباء أمراً مفروغاً منه، نصيحة عميقة. وأعتقد بصدق أن اللوسيون الذي أعطاني إياه هو الذي جعل شعري ينمو من جديد. لكن قصة بسيطة رواها لي ذات يوم هي التي وضعتني على طريق الشفاء. قال لي إنني يجب أن أكون سعيدة لأنني كنت أشبه راهباً بوذياً. لم أكن أتحمل أبداً أن يسخر أحد من صلعي، لكن الدكتور ماو أصر على أنه لا يسخر مني. سألني :” أتعرفين لماذا يحلق الرهبان البوذيون رأسهم ؟” كلا، لا أعرف. وأجاب :” حتى يكونوا أقرب إلى الله “.

أقرب إلى الله
بقيت خرساء لهذا الجواب المدهش. فجأة، تبخر كل حزني وكل خوفي من أن أبقى صلعاء كل حياتي. هذا ما تمنيته في صلواتي. كنت بحاجة إلى سماع أن الله كان بجانبي، يحارب المرض معي. وقبلت، في أعماقي للمرة الأولى، بإرادة الله لا بإرادتي.

في ت1/ اكتوبر من هذه السنة، مرت سنتان على شفائي من السرطان. أعتقد أنني شفيت تماماً. وحتى لو أظهرت الصور فيما بعد عودة الورم، لدي في داخلي القوة والثقة بنفسي لأقهر المرض من جديد.
إذا لم أستطع أن أقهره وإذا كان حان وقت أن أترك هذه الحياة، لن أخشى المجهول. سأذهب للقائه. ويعود الفضل في هذا بغالبيته إلى الدكتور ماو.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.