عندما نرفض غرائزنا ونخفيها في داخلنا، أمر خطير يحدث ! – فلاديمير جيكارنتسيف

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d9%86%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%ba%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d8%b2%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%86%d8%ae%d9%81%d9%8a%d9%87%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%8c

استمع إلى صوت غرائزك قبل أن يفوت الأوان
إن غرائزنا، في الأساس، هي عبارة عن طاقات. عندما نرفض هذه الغرائز ونخفيها في داخلنا، فإنها مع الزمن تكتسب قوة تتصاعد تدريجياً بحيث تتحول في النهاية إلى طاقة مدمرة سواء لنا أو للآخرين من حولنا، فتصبح طاقات شيطانية. ونوضح هنا أن غرائزنا في الأساس هي حاجات طبيعية ولا تصبح شيطانية إلا عندما يتم رفضها أو قمعها.

كيف نتعامل مع طاقاتنا الغريزية عندما تتحول إلى طاقات شيطانية ؟
أهم مبدأ هو أن نتريث ولا نتعجل في إطلاقها إلى الخارج. إن هذه الطاقات تبقى خطيرة ولا يجوز التواصل معها إلا إذا تعلمت كيف تتعامل معها، وهذا الأمر يتطلب وقتاً. أؤكد مرة ثانية أن هذه الطاقات أصبحت شيطانية لأنه تم قمعها، فغرائزنا الطبيعية لها الحق الكامل في الوجود كجميع الطاقات الأخرى، فنحن عندما ننكر شيئاً ما فإننا نحرم النظام من تكامله، وعندما ننكر غرائزنا الطبيعية نقطع على أنفسنا طريق التطور والارتقاء. وكلما حبسنا هذه الطاقات أكثر أنهكنا أنفسنا أكثر، فإذا كنت تشعر بالإنهاك والتعب وترغب دوماً بالنوم، فإن ذلك يمكن أن يكون إشارة إلى أنك تقمع في داخلك غرائزك الطبيعية، مثل الغضب والطاقة الجنسية والكبرياء والحيوية والقوة والضعف، وأنبه إلى الأمر الأخير أي قمع الضعف وهذا يميز الرجال ولكن من المؤسف أنه مع قمع الضعف تغادرهم القوة أيضاً.

والأمر الأكثر إثارة يحدث عندما تنطلق هذه الطاقات إلى الخارج، فالحيوان مثلاً عندما يحصل على حريته بعد سجن طويل، يركض فرحاً ثملاً بحريته وهو عندما يفعل هذا ينشر الدمار من حوله. وعندما تنشر غرائزنا، التي تحررت، الفوضى في حياتنا أو تظهرنا بمظهر سيء، فإن جميع الشخصيات “العقلانية” في داخلنا تسارع مسرورة لتؤكد لنا كم هو خطير أن نتعامل مع هذه “الوحوش”، فنوافقها نحن وهي من جهتها تدفع غرائزنا إلى أعمق ما يمكن في اللاوعي، وهناك تستمر الغرائز بالغليان حتى تخرج في يومٍ ما إلى الخارج ولكن بقوة أكبر، وتبدأ بالعمل بكامل طاقتها وتجلب دماراً أكبر بكثير.

الحل في هذه الحالة يكمن في ضرورة الاستماع إلى أصواتنا الداخلية المقموعة، مهما كان ما تقوله لنا وترسمه لنا أمام بصرنا الداخلي. ومن الضروري عدم تقييم الأمور التي نصطدم بها في داخلنا، فإذا تصرفنا بهذا الشكل فإن الأصوات الداخلية تهدأ فوراً. فنحن عندما لا نصدّها أو نحكم عليها، فإن طبيعتها الشيطانية تتلاشى وتتحول هذه الأصوات إلى حليف لنا وتصبح طاقتها في خدمتنا، فتزيد قوتنا بشكل كبير.

وحتى لو استطاعت هذه الطاقات الغريزية الخروج إلى السطح وزرع الفوضى والدمار في حياتك، فعليك أن تتقبلها وتتفهم ما حدث ولماذا حدث بهذا الشكل، وعليك أن تبدأ بإزالة هذه الفوضى ( فلكل شيء ثمنه ) وأن تبدأ بتفهم ما حدث دون أن تقيّم أو تنتقد، بل أن تتعلم كيف تحب وتتقبل في داخلك كل شيء، فهذه هي الطريقة الوحيدة لتغيّر أي شيء في حياتك. لكنك إذا جعلت هذه الطاقات أعداء لك فأنت ستضاعف قواها.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.