أيهما أخطر على الإنسان : التعلق بالماديات أم التعلق بالروحانيات؟ – د. سيرغيه لازاريف

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

abstract_lesson

أيهما أخطر على الإنسان : التعلق بالماديات أم التعلق بالروحانيات؟ – د. سيرغيه لازاريف

كل إنسان يود أن يرفع مكانته لاشعورياً، هذا هو إثبات القدرة على الحياة وآفاق البقاء والوجود. كل كائن حي يريد أن يحيا ويتطور. المكانة العالية التي يحرزها الكائن الحي هي دلالة على مستوى الطاقة المرتفع لديه، وهي تعني إمكانية إنجاب ذرية ناجحة.

في كل الأزمنة كانت النقود دليلاً على قوة وغنى الإنسان وتأكيداً لمكانته العالية، لكن الدليل الأقوى على ذلك كان السلطة واحترام البشر الآخرين له. فالنقود يمكن أن يتم تبديدها خلال عدة سنوات أو عدة عقود، أما الصفات الروحية العالية فيمكن أن تنتقل إلى عشرات الأجيال من الذرية.

يستمر الغنى الروحي فترة أطول بكثير من الغنى المادي، لذلك فإن التعلق بالروحانية ورفض العلاقة مع الله أسهل بكثير لدى الإنسان. بالمناسبة، قد يؤجل الخضوع للماديات الموت، مع أن هذا غريب جداً. عندما ينقاد الإنسان للنعم المادية وللرغبات يصبح عدوانياً، فيبدأ بالمرض وقد يموت كما يتراكم السم في أوراق الشجرة حتى تسقط في الخريف. ولكن إذا وصل السم إلى جذع الشجرة فإن الشجرة هالكة لا محالة.

هكذا يتغلغل الخضوع للقيم الروحية العالية على حساب التوجه لله إلى أعماق نفس الإنسان، إلى حيث تشكل نفسه وحدة متكاملة مع المجتمع كله أو مع البشرية كلها. وعندئذ لا يمكن إنقاذ الشجرة بموت ورقة واحدة. في كل شعب من الشعوب يتراكم سم الخطايا وبعد ذلك يأتي هلاك فرع كبير مع أوراقه. أما إذا تراكم السم في كل الفروع، أي في كل الشعوب، فلا بد من قطع جذع الشجرة مع الشجرة كلها.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.