عندما نلوم أهلنا ونحاسبهم ماذا نحصد بالنتيجة ؟ – د. سيرغيه لازاريف

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لوم الأهل

في الطور الأول من الحياة يتعلق الطفل بوالديه وهما يربيانه. إن عدم إجلال الوالدين وتوجيه اللوم لهما هو ابتعاد عن الشخصين اللذين أنشآك جسدياً. العدوانية تجاه الوالدين، ولا سيما تجاه الأب، تؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى العدوانية تجاه الله وإلى رفضه والابتعاد عنه.

ما دام كل هذا يحدث داخل الرأس، في الوعي، ليس هناك خطورة كبيرة لأننا نبقى متواصلين مع الله في أعماق مشاعرنا. ولكن ما إن يصل برنامج الكراهية ورفض الله إلى مستوى معين في اللاوعي، حتى لا تعود الطاقة الإلهية قادرة على الوصول إلى النفس. عندئذٍ يبدأ القدر بمعاكستنا، وتتوالى الأمراض، وتحدث لدى الشخص مشكلات نفسية. وهو غالباً لا يفهم السبب الذي يكون مجرد نتيجة طبيعية لما زرعه هو أو والداه.

روت لي امرأة مشكلات حفيدها. كان في الثالثة عشر وكان مؤمناً جداً. كان طفلاً طبيعياً وذكياً ومطيعاً، وفجأة بدأ ينقش على جسمه كتابات”الدم الأسود”، وأخذ يصرخ فجأة” لا وجود لله، أنا لا أؤمن بأن الله موجود”. ثم اشتعلت كراهيته لأبيه وبدأ يسمع أصواتاً تقول له إنه الأفضل والأذكى، وتدعوه ليأخذ سكيناً ويقتل كل من يعترضه.

هل تعرفون ما سبب كل ذلك؟ كان أبواه يتنازعان كثيراً وكانت الأم تلوم الأب وتزدريه بشكل دائم مع أنها كانت تحبه. ولم تستطع حتى إبان الحمل أن تمتنع عن اللوم. والآن هي ترى عند الطفل التعيس كل العلامات الشيطانية.
إن الشخص الذي يسمح لنفسه بلوم الأب والأم يقوم في الحقيقة بالانتحار، لذلك فإن عمر من يجلّ والديه يطول. هناك سبب آخر لعدم احترام الوالدين وهو عدم الرغبة في العناية بهما في الشيخوخة وعدم الرغبة في التضحية من أجلهما بأي شيء. فالإنسان البخيل والحسود والأناني لا يستطيع إجلال والديه.والعبرة هنا بسيطة: لا يعمر الحاسدون والأنانيون والبخلاء طويلاً.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.