سؤال محيّر: لماذا يرغب عالمنا المعاصر في العودة إلى الوراء ؟ – د. سيرغيه لازاريف

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

العودة

إن الارتداد إلى الحالة الحيوانية قاتل للإنسان. عودة الموحد إلى الوثنية قاتلة أيضاً. ورغم ذلك تنزلق البشرية بالتدريج نحو الوثنية متجاهلة بعناد كل التحذيرات الإلهية، وهذا لا يبشر بالخير والازدهار. قد يكون هذا طبيعياً، فكل شيء يولد ويعيش ويموت، والأفكار والأديان كذلك. بمقدار ما ينبذ الإنسان غرائزه ويبحث عن الله في نفسه، تكون الطاقة الروحية فيه قوية. وبمقدار ما تكون الروح أضعف، يصبح الجسد وغرائزه أهم.

أي نعمة مادية يحصل عليها الإنسان هي طاقة إلهية تكثفت فتحولت إلى مادة. إنها الشكل الخارجي الذي يستمد حياته واستمراريته من المضمون الداخلي. فإذا ما خسرنا المضمون أو تخلينا عنه، فقد حكمنا على الشكل بالفناء. إن تجميع الثروات المادية يؤدي فقط إلى تسريع عملية تحلل وفناء النفس الناقصة. يعرف البشر هذا منذ آلاف السنين، فلماذا إذاً يرجع عالمنا المعاصر إلى الوراء، ببطء ولكن بخطىً ثابتة ،نحو الوثنية؟ لماذا لا يريد البشر رؤية الإشارات الواضحة على تشوه وفناء الحضارة؟ يبدو أن هناك جواب وحيد: لا يتم بناء الجديد من القديم الذي تعرض للإصلاح والتحسين.

إنه يأتي كطاقة جديدة صافية ومتألقة. يجب أن نكون مستعدين لذلك، وإلا لن يكون هناك مستقبل بكل بساطة. وبما أن هذا الجديد يولد من الحب الإلهي، فسوف يتمكن من تقبله فقط من وضع الحب للخالق في المقام الأول وأحس بذلك في كل كيانه ببطء وألم، ولكن بسعادة وسهولة. الموت أسهل على الكثيرين من فعل ذلك، إلا أن حق الاختيار، كما أظن، هو أيضاً أحد جوانب السعادة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.