لماذا يعتبر العالم الشهير ديدييه راوول Didier Raoult أن تطوير لقاح لفيروس كورونا في 22 شهر “مجرد خيال علمي” ؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

ما الذي يعتقده العالم الشهير الآن ديدييه راوول Didier Raoult، البروفسور من مدينة مارسيليا الفرنسية، الذي أثبت فعالية دواء ال chloroquine في محاربة فايروس كورونا ؟

بحسب رأي البروفسور راوول، تطوير لقاح في 22 شهر “مجرد خيال علمي”
منذ شهرين، قال البروفسور راوول علناً رأيه بخصوص اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وهذا يتناقض مع الخرافات التي تغدقها علينا كبرى وسائل الأعلام :

  • “لو نظرنا إلى قائمة اللقاحات المتوفرة على موقع منظمة الصحة العالمية، لرأينا أننا لم نعرف كيف نخترع لقاحات جديدة قابلة للاستخدام منذ أكثر من 20 سنة.
  • “اللقاح هو نوع من رد الفعل التلقائي في حال وجود مشكلة، لكن احتمال تصنيع لقاح مقبول، قابل للاستخدام وفعال، هو احتمال ضعيف جداً.
  • “تركز وسائل الإعلام على هذا الموضوع، تقول لكم إنه سيتوفر لقاح في 22 شهر، 25 شهر، 26 شهر، 14 شهر. كل هذا هو خيال علمي. ليس هناك، على حد علمي، مرض طارئ وجدوا له لقاحاً، لم يحدث هذا لغاية اللحظة”.
  • لا يقول البروفسور راوول إن هذا مستحيل. لكنه يقول إن احتمال نجاحه ضئيل جداً.

السبب بسيط : الفيروس والجهاز المناعي على قدر كبير من التعقيد.
النتيجة : من الشائع أن يضر اللقاح أكثر مما ينفع.

في بعض الحالات، يمكن أن يصبح تأثير اللقاحات كارثياً

نذكر أيضاً ما الذي يقوله البروفسور راوول :

  • “اللقاح الوحيد الذي طرح للتداول في السنوات الأخيرة هو اللقاح المضاد لحمى الضنك، الذي كان، نوعاً ما، كارثة، لأن المناعة ضد حمى الضنك ساعدت على ظهور شكل ثانٍ من هذه الحمى أخطر من الأولى.
  • “هناك محاكمة ضخمة في الفيليبين حالياً لأولئك قاموا بتسويق هذا اللقاح المضاد لحمى الضنك”.
  • ما يقوله البروفسور يدعونا للحذر تجاه اللقاحات الجديدة : هناك الكثير من الآثار غير المتوقعة -والكارثية- التي يمكن أن تحدث !

التأثير السلبي الأكثر شيوعاً هو ما يسميه العلماء “تسهيل انتشار العدوى بواسطة مضادات الأجسام”.
إنها ظاهرة معروفة جيداً من الاختصاصيين : في بعض الحالات، يزيد اللقاح خطر الإصابة بالمرض، بدل أن يحميكم. .

هناك مقال عظيم من Futura Science يعطي بعض الأمثلة على ذلك :

  • “المثال الأكثر شهرة هو اللقاح المضاد لفيروس التنفس الذي طورته شركة Pfizer في الستينات من القرن الماضي، والذي تسبب بحالات عديدة من الالتهاب الرئوي الحاد عند الأطفال، انتهاءً بموت اثنين منهم.
  • “نفس الظاهرة تم تسجيلها مع اللقاح المضاد لحمى الضنك من شركة Sanofi أو فيروس غرب النيل. نلاحظها أيضاً عند الحيوانات بالنسبة للانفلونزا، لفيروس زيكا، ولفيروسات كورونا مثل Sars”.
  • في الحقيقة، ما جرى مع فيروس سارس-كورونا سنة 2003 ليس مطمئناً أبداً :
  • “لاحظ Peter Hotez، عميد الكلية الوطنية للطب المداري في Baylor College of Medicine والذي عمل على وباء سارس سنة 2003، أن بعض الحيوانات الملقحة أصيبت بعوارض أخطر عندما تعرضت للإصابة بالفيروس، بسبب ضعف الجهاز المناعي”.

لهذا من الخطورة بمكان أن نحاول تطوير لقاح على عجلٍ بدون أن نختبره مسبقاً !

في افتتاحية نشرتها المجلة الشهيرة Nature، يدق البروفسور وعالم الفيروسات Shibo Jiang جرس الإنذار :
“يجب أن لا نصف اللقاح للناس قبل أن نختبر فعاليته ودرجة أمانه بشكل كامل على نماذج حيوانية وتجارب عيادية”.

المشكلة أنه في مواجهة أزمة فيروس كورونا، فإن منظمة الصحة العالمية مستعدة للموافقة على إجراء تجارب مباشرةً على البشر ! وهذا إجراء يفتقر إلى المسؤولية، لأن احتمال أن يكون اللقاح فعالاً وبدون خطر هو احتمال ضعيف جداً.

لهذا ليس هناك داعٍ لتعريض الناس للخطر بسبب لقاح تم تطويره في خلال كارثة ! وخاصةً ان فيروس كورونا يمكن أن يغيّر نفسه بشكل كامل في الوقت الذي يتم فيه صنع اللقاح :

في حال حدوث طفرة أو تغيير في الفيروس، يمكن أن يصبح اللقاح عديم النفع، وحتى خطراً !
إن مجرد حدوث تغيير بسيط أو طفرة في الفيروس، يمكن أن يجعل الفيروس عديم النفع…أو حتى يؤدي إلى نتائج عكسية !

نعم…نتائج عكسية !! وهذه ليست مجرد فرضية : هذا ما حدث السنة الماضية مع اللقاح المضاد للانفلونزا. فاللقاح المضاد لفيروس H3N2 لم يضعفه، بل بالعكس زاد من خطر الإصابة بالانفلونزا !

فقد سجلت الوكالة الأميركية CDC زيادة في حالات الاستشفاء من هذه السلالة من 43% إلى 60% عند الأشخاص الملقحين مقارنةً بأولئك غير الملقحين !

لماذا ؟

لأن الفيروس الموجود في اللقاح لم يكن هو نفسه بالضبط الذي انتشر. كان قريباً جداً، لكن ليس بالضبط هو نفسه.
تجاه ذلك، تم خداع جهاز المناعة : لقد تم تدريبه على خداع نوع معين من الفيروسات…وهذا جعل فعاليته أقل في مواجهة فيروس يشبهه كثيراً ! هناك أيضاً أسباب أخرى قد تجعل لقاحاً يضرّ أكثر مما يفيد.

إنها حالة المواد المساعدة الموجودة في اللقاح : نذكّر أن اللقاح المضاد لانفلونزا A H1N1 في سنة 2009، تسبب في حالات خطرة من مرض النوم القهري narcolepsy، بسبب المادة المساعدة squalene.

إنها دراسة منشورة في المجلة البريطانية المحترمة جداً British Medical Journal سنة 2013.
والنتيجة : وفاة العديدين بسبب وباء انفلونزا 2009 الذي كان أقل خطراً من الانفلونزا الموسمية العادية.
وأخيراً، اللقاحات قد يكون لها أيضاً آثار جانبية غير متوقعة أبداً. وإليكم أمثلة صادمة على هذا :

صدمة : اللقاح المضاد للانفلونزا قد يجعلكم أكثر تعرضاً للإصابة بفيروس كورونا !

يظن العلماء أن التلقيح ضد الانفلونزا قد يزيد خطر العدوى الحادة بفيروس كورونا !
نعم، لقد قرأتم جيداً : اللقاح المضاد للانفلونزا قد يجعلكم أكثر تعرضاً للإصابة بفيروس كورونا.
إنها دراسة حديثة جداً منشورة في المجلة الشهيرة Vaccine.
هذه الدراسة تكشف عن :”زيادة بنسبة 36% لخطر الإصابة بعائلة فيروسات كورونا عند الأشخاص الملقحين ضد الانفلونزا”!!

لماذا ؟ لا نعرف بالضبط.

قد تكون مصادفة أو مجرد إحصائية… وربما لا تكون كذلك !
بالنظر إلى تعقيدات الجهاز المناعي، نعرف أن هذا النوع من الأشياء يحدث ! ولهذا ليس هناك شيء كبير ننتظره من لقاح ينقذنا من الأزمة الحالية.

لذا استمروا في اتخاذ تدابير وقائية. تقيدوا بالحجر الصحي وخذوا علاجات طبيعية لتحميكم.
دعونا نواصل الأمل بأن يستخدم الأطباء علاجات أكثر فعالية في مكافحة فيروس كورونا. لكن دعونا أيضاً لا نضع الكثير من الآمال على اللقاح. اعتنوا بأنفسكم ونتمنى صحة جيدة للجميع.

اقرأ الجزء الأول من المقالة: وباء الكورونا COVID-19 : هل اللقاح هو الحل المعجزة ؟

المراجع

[1]

https://www.cochrane.org/vaccins-pour-prevenir-la-grippe-chez-les-adultes-en-bonne-sante
[2]

https://www.cochrane.org/vaccins-pour-la-prevention-de-la-grippe-saisonniere-et-complications
[3]

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19240757
[4]

https://www.em-consulte.com/rmr/article/144160
[5]

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/12517228
[6]

https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(10)60206-1/fulltext
[7] https://www.jle.com/fvaccin_antivirus_respiratoire_syncytial_ou_en_est_on
[8]

https://www.youtube.com/watch?v=7N1y4Kv8B2I&t=1s
[9]

https://www.futura-sciences.com/coronavirus-dangers-vaccin
[10]

https://www.nature.com/articles/d41586-020-00751-9
[11]

https://www.cdc.gov/flu-3-flannery-508.pdf
[12]

https://www.bmj.com/content/346/bmj.f794
[13]

https://www.aimsib.org/covid-19-les-recommandations-essentielles-de-laimsib/
[14]

Wolff GG. Influenza vaccination and respiratory virus interference among Department of Defense personnel during the 2017–2018 influenza season. Vaccine 2020;38:350.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.