مرض الحب : ما هي أعراضه ؟ وهل هناك علاج له ؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

كنت مريضة مرضاً خطيراً، ولكن ليس بالمعنى الذي نعنيه عادةً. كنت مريضة بالحب!
ما هي الأعراض؟

إنه الشعور بفراغ عميق في داخلنا، فراغ لسنا واعين له بالضرورة، لكننا نبحث عن ملئه بكل الوسائل. إنه مرض الحب.

كيف؟

بواسطة شخص آخر ( رجل أو امرأة )، الأكل، شراء الثياب، المال، الشهرة وهلم جراً.

العواقب؟

نصبح شخصاً متعلقاً عاطفياً، مهووساً بالتسوق، شخصاً مرتشياً بحثاً عن المال الذي يمكن أن يملأ النقص، متعطشاً للسلطة التي تعطي وهم أننا شخص مهم لكي نتجنب الشعور بالعجز.
نتعلق عندها بأي شخص وبأي شيء لتجنب الشعور بالنقص.
نصبح كثقب أسود يبتلع كل ما يمر بطريقه. ويمكن أن نصبح عندها ضحية لوحوش من كل نوع يبنون لنا جبالاً من أوهام وخداع.

الأسباب؟

فراغ عميق في أعماق جسمنا، لا نريد خصوصاً أن نشعر به.
ألا تشكو مجتمعاتنا الحالية من نفس المرض؟
إذا كنت أكشف عن عيوبي في هذا المقال، فعلى أمل أن أعطي وعياً أكثر للناس عن الأوهام التي هدهدتني خلال وقت طويل، على أمل أن أنشر أيضاً الوعي على هذا المرض الذي يعاني منه الكثير من الأشخاص وحتى المجتمع بكامله: مرض الحب!

كيف نشفى منه؟ كيف نستعيد أنفسنا!

لن أعطي وصفات سحرية حول كيف تجدون حب حياتكم، أنا أعطي فقط طريقاً كي تروا بوضوح داخل أنفسكم. لأن هذه هي الخطوة الأولى نحو الشفاء. ليس هناك آخرون. وليست هذه الطريق بالضرورة بسيطة. لأنها تتطلب أولاً وقبل كل شيء أن نعرف أنفسنا، أن نعرف نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا…
أنا أكتب هذه الكلمات عن الآلام لأحولها إلى سبيكة ذهب وإلى نور، كما يحول الخيميائي الرصاص إلى ذهب. أكتب لأشرح الأسباب التي تدفعنا إلى الضياع. أكتب خصوصاً عن الطريقة التي تجعلنا نستطيع أخيراً أن نستعيد أنفسنا.
هذا الفراغ، ألم الحب هذا الذي أتكلم عنه، يجب أن نتعرف إليه : إنه يشفط كل شيء في طريقه !
إنه يسلب الأرض، يسلب التربة، يسلب الآخرين ! إنه يطلب دائماً أكثر ولا يشبع أبداً !

لماذا

لأن القليل من الناس يرغبون في أن يروا هذا الفراغ في مواجهتهم. الأغلبية يفضلون الهرب!
لكن حتى متى؟ حتى يفترس الفراغ كل شيء؟ نحن؟ الكوكب؟

هذا الفراغ وهذا الألم في الحب يدفعنا دائماً إلى أن نجمّع أكثر لكي لا نشعر بما هو مدفون في أعماق الكثير من البطون والكثير من القلوب المحطمة أو الجريحة! هذا الفراغ يدفعنا إلى أن نريد دائماً ما لا نملكه، إلى أن نريد دائماً أن نخلق حاجات وهمية جديدة تعطينا الوهم بأننا شخص ما!

لكن الوقت حان كي ننظر إلى هذا الفراغ وجهاً لوجه قبل أن يتأخر الوقت كثيراً !
لهذا قررت أن أبدأ بنفسي. لا يفيد بشيء أن أطلب من الآخرين فعل هذا إذا لم أبدأ أولاً بنفسي !
هكذا انطلقت منذ 10 سنوات ! وكان هناك الكثير من العمل، أستطيع أن أؤكد لكم !
“كل تغيير تأمل أن تراه في هذا العالم يبدأ بنفسك !”، غاندي
أليس كذلك ؟

إذن هذا ما كان يجب أن أشاهده في مواجهتي! وهذا أبعد من أن يكون سهلا!
لديّ ثقب في جسمي. نعم. ثقب حوّلني إلى طفيلي أجذب إلى نفسي ما كان ينقصني. وكل الإستراتيجيات كانت جيدة لكي أملأ هذا الفراغ، مهما كانت، وحتى في كل المجالات!
سوف أعدد إذن هذه الاستراتيجيات واحدة واحدة وسوف أصنفها حتى، كي أثبت لكم إلى أي درجة يمكن أن يقودنا الفراغ بعيداً! بعيداً جداً!

استراتيجياتي مع الآخرين لملء النقص كانت التالية:

أن أساعد الآخر لكي يحبني، أن أصرخ لكي ينظر إليّ، أن أغريه لكي يبقى، أن أشعره بالذنب لكي أتلقى منه، أن أعطيه لكي أجعله مديناً لي، أن أكون أجمل من جارتي لكي يبقي الآخر عينيه عليّ…
كل شيء كان في سبيل هدف وحيد وفريد !
أن أحتفظ به لنفسي كي أتجنب الشعور بنقص الحب الذي كان يسبب لي أذىً فظيعاً ! أن أسجنه كي أتجنب الشعور بالفراغ !
والأسوأ من كل هذا ! أنني كنت أعتقد هذا حباً !
كنت أعتقد أنني أحب بينما لم أكن أبحث إلا عن شيء واحد :
أن أتلقى! أو أن أجذب! أو أن أحتفظ! أن أتنافس!
كل هذا كي أتجنب الشعور بما هو جاثم في أغوار معدتي.

استراتيجياتي في التعامل مع الجو المهني لأملأ العجز في داخلي كانت التالية:

أتسلق سلم النجاح لكي أشعر بالقدرة. أجمّع لكي أكون معروفة. أمتلك لكي ينظروا إليّ.
الأسوأ من كل هذا ! أن كل هذا لم يكن أبداً كافياً !
كنت أقابل دائماً شخصاً أقدر مني، أغنى مني، أفضل مني…كان يجب دائماً أن أتجاوز غيري لكي أعتقد أنني شخص جدير بالاهتمام أو محبوب ! لأن الفراغ كان دائماً هنا، جاثماً في أسفل بطني.

استراتيجياتي مع النظام الغذائي:

آكل كي لا أشعر. استهلك أكثر مما هو منطقي كي أملأ، دائماً أملأ شيئاً لا أريد أن أنظر إليه.
قائمة كل استراتيجياتي كي لا أواجه، طويلة!
وأنا أعتقد أن هذا هو مرض العصر!
ولكنني أعتقد أيضاً أنه زمن التغيير الكبير…
وهو الزمن الذي علينا أن نكون واعين له حقاً إذا لم نرغب في أن نجري نحو الكارثة !

لهذا، من الأساسي أن نفهم شيئاً: هذا الفراغ الذي نحاول أن نملأه باستراتيجيات التجميع والتراكم والقدرة، يبعدنا عن الحب الحقيقي !
كلما هربنا أكثر من الفراغ، كلما تملكنا هذا الفراغ وتحكم بنا ! كلما عانقناه وغطسنا فيه، كلما ملأناه بحبنا وبوعينا…
انتظروا بقية المقالة من آي فراشة : هل هناك طريقة للشفاء من مرض الحب ؟ جرعة من دواء نأخذه ؟ لحسن الحظ، نعم !

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.