تجربتي داخل ظلمات الروح ( وكيف خرجت منها إلى النور ! )-الجزء الأول

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

Virginie Tanguay

تتحرك ذبذبات كوكبنا في الوقت الحاضر بسرعة كبيرة، وهذا يؤثر مباشرة على الإنسان. بما أننا متواصلون مع بعضنا ومرتبطون بما حولنا، نستطيع بسهولة أن نفهم كيف تؤثر التغييرات في ذبذبات الأرض علينا. عواقب هذه التغييرات من السهل أن ندركها وهي تصيب الدوائر الجسدية، العاطفية، الفكرية والروحية للبشرية. الأشخاص الذين يسيرون على طريق اليقظة ولم يعيشوا بعد ليل روحهم الأسود (ظلمات)، سيعيشونه كي يصلوا إلى مستويات وعي تسمح لهم بمواجهة الفوضى القادمة إلى كوكبنا وتسمح لهم أيضاً بالقيام بخيارات مختلفة عن تلك التي قاموا بها سابقاً تماشياً مع القوانين المفروضة. عموماً، إذا أخذنا تجربتي الخاصة كمرجعية، فنحن نمر بفترة ثقيلة الوطأة من ليل الروح الأسود (ظلمات الروح)، تبدأ غالباً بصدمة عاطفية لها علاقة بخسارة، بانفصال في حياتنا، وتستغرق بضعة أشهر، ثم تبدأ فترة أطول من ليل الروح الرمادي وتظهر فترات قصيرة من الليل في كل تجلٍّ وصعود للوعي. إنها جزء من دورة تطور الوعي وتجلب فوائد كبيرة تفوق ما يتصوره خيالنا.

العوارض

يشعر أغلبنا بعوارض مثل الصداع النصفي، خفقان على مستوى شاكرا القلب، فترات من التعب الكبير. وأيضاً عوارض مثل الهشاشة العاطفية، الحساسية المتزايدة، انهيار المعتقدات المفروضة…وتصل حتى الى الكآبة (ظلمات) العميقة والقرف من الحياة التي نعرف ونعيش يومياً. كل هذا بهدف جعل الإنسان يستيقظ من سباته اللاواعي الذي استولى على كيانه منذ مئات وحتى آلاف السنين.
لا شيء في هذا العالم نتيجة الصدفة. إذا كنا نعيش حالياً هذه الفترة من التغييرات الكبيرة، فلأن الوقت قد حان كي نتعلم من أخطاء ماضينا ونعيش بشكل مختلف. الأمر بهذه البساطة فعلاً: إما أن نستيقظ، وإما أن نغرق في العتمة (ظلمات). وإذا كنت أكلمكم عن هذا اليوم، فليس لأنني متشائمة، بل بالعكس. نيتي هي مشاركة أقصى قدر من المعلومات بهدف إعادة الأمل لأولئك الذين غطسوا فيما نسميه: ليل الروح الاسود.

ما هو ليل الروح الأسود؟

ليل الروح الأسود هو تعبير يعود أصله إلى الراهب الفرنسي جان دولاكروا الذي تم إعلانه طبيب الكنيسة سنة 1926. هذا التعبير يمثل التجربة العابرة للمعاناة العميقة التي نعيشها بكياننا كله، إنها مرحلة ينهار فيها كل شيء في داخلنا (انهيار الروح) وحولنا (انهيار مرجعياتنا الخارجية في عالم الشكل). في هذه المرحلة، حيث لا شيء يظهر لنا يعود له معنى، مهما كانت معتقداتنا، مهنتنا، علاقاتنا، أهدافنا في الحياة، تتفاقم كآبة عميقة بداخلنا ونشعر بها ليس على مستوى الشخصية ولكن على مستوى الروح. إنها روحنا التي تبكي وتحاول أن تبني علاقة معنا.

عندما تنطلق في داخلنا هذه الظاهرة الخارجة عن المألوف، فهذا يعني أن تغييراً داخلياً في طور أن يرى النور. لكن قبل هذا، يجب أن نخترق الجحيم. جحيم ماذا؟

جحيم عقلنا. وجحيم الأنا. جحيم هذه الشخصية المزيفة التي خلقناها كي نتجنب المعاناة من جديد.
هذا الحبس الذي نعلق فيه يجعلنا سجناء عالم الشكل. ليل الروح الأسود يأتي ليجعلنا نعي أن كل ما نظن أننا نعرفه، كل قناعاتنا، كل تصوراتنا، كل أفكارنا ليست إلا استنتاجات عقلية محدودة. وهذا لا يعود له دور في حياتنا. فهو يغرقنا في عالم سطحي ويمنعنا من أن نستكشف طبيعتنا الحقيقية وكذلك داخلنا. في الوقت الحاضر، يجب علينا أن نعيد بناء نظرتنا لما نحن عليه حقاً على قاعدة المعرفة، وليس على وهم عالم الحواس الخمس. اعلموا أن الوهم في هذه المرحلة كان مفيداً لنا بمعنى أنه جعلنا نرى الحقيقة التي تختبئ خلفه. بعد أن بدأ ليل الروح، نعرف من الآن فصاعداً أن نظرتنا إلى العالم وإلى أنفسنا كانت مشوشة، محجوبة بواسطة عقلنا البشري. وهذا لم يعد يفيدنا.

على الأنا ان تتنازل عن عرشها لكي يستيقظ الكائن ويستعيد مكانه في قلب حياتنا.

صدقوني، عندما تحدث هذه الظاهرة في حياتكم، سوف تعرفونها (إذا لم تكن هذه هي الحالة الآن). ستكونون ممزقين بين أفكاركم القديمة والمشاعر الجديدة التي تغمركم. في هذه المرحلة، تصبح الصعوبة مضاعفة. أولاً، حالة الوعي الجديدة ما زالت في مرحلة جنينية، أنتم تشكّون في أن لا يكون في داخلكم القوة الكافية لمواجهة كل الإختلالات التي تعيشونها. وثانياً، عليكم أن تنفصلوا عن كل ما عرفتموه، لكي تنغمسوا في عالمٍ جديد غير مستكشف. إذا كنتم تعرفون الحد الأدنى من المعلومات عن الكائن البشري، فأنتم تعرفون أن الإنسان يفضّل عاداته القديمة وطرق عمله على التغيير والتجديد. بحسب رأيي، درجة مقاومة الشخص لهذه التغييرات التي يتلقاها في خلال ليل الروح الاسود، هي العامل الحاسم الذي سوف يسهل أو بالعكس سوف يعقّد هذا العبور نحو الكائن الحقيقي.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.