الأمهات اللواتي يسممن حياة أولادهن، أو عندما تصبح التربية مؤذية للأولاد

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

 

الأم المؤذية ifarashaالأم المؤذية :

يتعلّق هذا المقال الذي نقدمه لكم من ifarasha بالأمهات اللواتي يسمّمن حياة أولادهن ولكن بالطبع ليس فقط الأمهات إذ يمكن أن يقوم بعض الآباء والأجداد بذلك أيضًا.

لا تستطيع مبادئ تربية الأطفال الخاطئة التي سنتحدّث عنها أن تشكّل لدى أولادنا لا نضجًا شخصيًا ولا ضمانة تسمح لهم أن ينفتحوا على العالم. إنها لا تقوم إلا بوضع العصي في الدواليب من خلال تعارضها الواضح مع استقلالية الطفل الجسدية والعاطفية.

إلا أن لِدور الأم أهمية كبيرة في تربية الأطفال فهي التي تنشئ ذلك الرابط بينها وبين طفلها من خلال مداعبته وإظهار الحنان والحبّ لمولودها الجديد. ويومًا بعد يوم يبتعد هذا الأخير عن ذراعيّ أمه لكي يتقدّم في الحياة بأمان لكنه يعلم بأنها تحبه وبأنها مرجعه الدائم الذي أعطاه الحب غير المشروط الأمر الذي يسمح له بأن ينضج وينمو بذكاء.

ولكن الأمهات اللواتي يسمّمن حياة أولادهن يقدمن حبًا خانقاً لأولادهنّ بقدر ما هو غير ناضج. فهنّ يعكسن على أطفالهن شعورهنّ الخاص بانعدام الأمان بغية إثبات أنفسهنّ إضافة إلى رغبتهن بأن يكون لهن سيطرة أكبر على حياتهن وحياة أولادهن أيضًا.

1- ماذا وراء شخصية الأمهات المسمّات؟

الأمر مدهش أكثر مما يبدو! فالحب هو الذي يدفع الام السامة إلى أن تتمتع بهذه الشخصية.

كما يعلم الجميع للحب وجهان: وجه يمكنه أن يؤمّن النمو الشخصي إن كان بين زوجين أو ضمن الأسرة ولكن من ناحية أخرى هنالك الوجه الآخر السام حيث الحب تجسيد للأنانية وكثرة الاهتمام تؤدي إلى الاختناق أو التحطّيم الكامل.

لنرى الآن المعايير النفسية التي تميّز الأمهات السّامات

1 فقدان الثقة

تفتقر الأمهات السامات إلى الثقة بالنفس وإلى الشعور بالاكتفاء الذاتي. ترى الأم في أولادها خشبة خلاص لها من هذين الإحساسين فتسعى إلى قولبتهم والسيطرة عليهم بهدف إبقائهم إلى جانبها من أجل التعويض عن إحساسها بالنقص. على سبيل المثال عندما ترى الأم أولادها يصبحون مستقلين ولا يحتاجون إليها كثيرًا وشيئًا فشيئًا يصبحون قادرين على إدارة حياتهم، فهذا يشكّل لديها مصدرًا للقلق لأن ما تخشاه هو الشعوربالوحدة.

ولهذا السبب تستخدم هذه الأم ” الحيل الذكية” لإبقاء أولادها بالقرب منهاوتؤكّد لهم بأن هكذا أفضل للجميع.

ولهذا السبب تسقط عليهم منذ الطفولة عدم ثقتها بنفسها وانعدام إحساسها بالأمان.

2 هاجس التحكّم

تشعر الامهات السامات بالحاجة إلى التحكّم بجميع أشكال حياتهن الشخصية وينتهي الأمر بهن إلى التحكم بحياة أطفالهن. ليس لديهن أي حدود فبالنسبة إليهن التحكّم هو مرادف للأمان ولأي شيء لا يتغيّر وهذا ما يطمئنهن. منخلال التحكم بكل شيء يصبح كل شيء أسهّل في حياتهن ما يسمح لهن بالشعور بالسعادة. حجتهن هي التالية:”كلما أريده هو سعادتك ولهذا السبب أقوم بكل شيء لكي تتجنّب الأخطاء”.

التحكّم الذي يلبس ثوب الحنان هو أسوأ أنواع فرط الحماية. من خلال تصرّفهن هذا تمنع الأمهات السامّات أولادهن من أن يكونوا مستقلّين وشجعاناً كما تمنعهم من أن يتعلّموا من أخطائهم.

3 إسقاط الرغبات غير المشبَعة على الأولاد

“أريدك أن تنجح حيث أنا فشلت” “لا أريدك أن ترتكب أخطائي نفسها” ” أريدك أن تكون الشخص الذي لم أعرف يومًا أن أكونه”…

أحيانًا تسقط الأمهات السامّات على أولادهن رغبات ماضيهن غير المشبَعة من دون أن يتساءلن إن كان أولادهنّ يريدون ذلك ولا يتركن لهم الخيار. ويفكرن أنهن من خلال هذا التصرّف يظهرن لأولادهن حبهنّ غير المشروط بينما الحقيقة هو حب نفعي.

ما التصرّف الذي يجب تبنّيه إزاء أم سامة أو أيّ قريب سامّاً

– أدركوا أنه عليكم كسر دورة التسميم هذه. فقد عشتم في هذه الدورة زمنًا طويلاً وأنتم تعرفون ما الجروح التي تركتها فيكم. وعليكم أن تتعلموا من الآن فصاعدًا أن تحلّقوا بأجنحتكم الخاصة لكي تكونوا انتم ولكي تكونوا سعداء. قد يكون هذا الأمر صعبًا عليكم ولكن عليكم أن تبدأوا بقول كلمة “لا”، وأن تعبّروا عن حاجاتكم وان تبنوا حدودكمالخاصة التي لا يمكن لأي شخص أن يخترقها.

– إن كان الأمر يتعلق بأمكم أو بأي فرد من أفراد العائلة أو بأي شخص تحبونه تعلمون أنّ كسر هذه الدورة سيسبب أضراراً. احيانًا يكون البوح بالحقيقة جارحاً ولكنه من الضرورات الحياتية. يكفي أن تضعوا حدودًا وان تحدّدوا ما الذي تسمحون به للآخرين وما الذي لا تسمحون به.أوضحوا أنكم لا تريدون أذية أحد ولكن عليكم أن تمنعوا أي أحد من أن يؤذيكم.

– تنبّهوا لمحاولات التلاعب العاطفي فهي أحيانًا تكون خفيّة إلى درجة أننا لا نلاحظها. بمجرّد أن تقرروا التنبّه لهذا االأمر ستراقبون كل كلمة وكل تصرّف. والأهم هو الا تقعوا في شراك الإحساس بالذنب الذي يلجأ إليه الأشخاص السامون والأمهات السامات. فهنّ يلعبن دور الضحية المجروحة التي تعرّضت لأكبر مقدار من الأذى بينما أنتم من تأذى في الواقع. لا تنسوا ذلك.

قد تكون الحقيقة مؤلمة أحياناً كثيرة، ولكن للأسف هناك أمهات كثيرات يعكسن مشاكلهن على أولادهن فيدمرن حياتهم. هل تعرفون أماً من حولكم تعتقدون أن تأثيرها مدمر على أولادها ؟ نحن في ifarasha بانتظار تعليقاتكم. شاركوا هذه المقالة إذا شعرتم أنها قد تفيد أحداً تعرفونه.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.