ما سرّ هذه الطاقة الداخلية التي تجعل البعض يحصل على القليل في الحياة والبعض الآخر على الكثير

إن أي كائن حي وأي جماد لا بد أنه مر في حالة من الإبداع. إن أي عملية هي تكرار دائم لدورة الخليقة. إن وجود الكون هو عبارة عن إعادة خلق دائمله من قبل الخالق في كل لحظة وكل ثانية. الإبداع هو تحقيق للقدرة الإلهية الأولى وتحويلها إلى زمن ومكان ومادةلكي يستمر الكائن الحي في الوجود، عليه أن يكرر نفسه من خلال التوالد. في هذه الحالة، يمكن للشكل أن يتغير بصورة كبيرة أما المضمون فيبقى مستقراً. هذا يعني أن الإنسان في كل لحظة يستطيع أن يخلق حوله عالماً جديداً.
إن الهدف الأساسي ومغزى حياة كل إنسان هو الانتقال من التشابه الظاهري مع الخالق إلى تقوية التوحد الذاتي معه. في النتيجة النهائية، على الأنا الإنسانية أن تذوب في ما هو إلهي.

إن تطور الإبداع يحدده مستوى التوحد مع الخالق. يتوقف الإبداع حين تتوقف الطاقة. يعني ذلك بالنسبة للكائن الحي الموت. كل شيء نقوم بفعله هو إبداع، حتى عندما نقوم بتكرار الأعمال الاعتيادية البسيطة. إن ما ندعوه طاقة إبداعية وخلاقة هو في الأساس عبارة عن زيادة في الإمكانيات من خلال صرف طاقة رفيعة وإنشاء أحاسيس وأفكار جديدة.

تعد عملية تأمين الاحتياج الذاتي، أي الحصول على المال، إحدى أقدم الأعمال الإبداعية. إذا كانت لدى الشخص قدرة وإمكانيات محدودة، فهو سيعمل للحصول على قوته اليومي من خلال ما يطلب منه القيام به من أعمال. هذا الشخص يستهلك كمية قليلة من احتياط القوة الداخلية لديه. إذا كان لدى الشخص قوة داخلية أكبر، عندها يستطيع أن يدير بعض الأعمال أو يفتح عملاً مستقلاً. إنه يبدأ بالتحول إلى منظم ومدير للأعمال، وإذا كان في الماضي يعمل من أجل المال فإن المال يعمل الآن من أجله.

سيرغيه لازاريف – Dr Segey Lazarev

أفكار تغيّر حياتكالإبداعالكونسر الطاقة الداخلية