جسمك إن حاربته حاربك؟ فلاديمير جيكارنتسيف


مهما كان شكل جسمك يجب أن تعرف أنه أبدع ما خلق الله على هذه الأرض، وهو أسرع وسيلة عند كل إنسان لحل مشاكله. إن الدروس التي نتلقاها من الحياة مسجلة بشكل شيفرة في أجسامنا، وسأوضح لك كيف يحدث هذا: إن جسمنا هو الاستمرار الظاهر لروحنا. من الصعب رؤية الروح في حين يسهل رؤية الجسد. نحن لا نستطيع رؤية العِقد في داخلنا،لكننا نستطيع،عن طريق التعامل مع الجسد، اكتشاف عِقده.

نحن جميعاً نسعى إلى اكتشاف أنفسنا، والعِقد الموجودة في داخلنا هي ما يمنعنا من الاقتراب من معرفة أنفسنا ومعرفة الله. إن الدروس التي نتلقاها في الحياة تمر عبر هذه العِقد، ولذلك إذا كنا نرفض ونكره أجسامنا فإننا نرفض تلقي الدروس المخصصة لنا. ونحن بذلك ننبذ روحنا ونقطع على أنفسنا إلى الأبد الطريق نحو الوحدة. إن كراهيتنا لأجسامنا تعني كراهيتنا للوسيلة التي تساعدنا في الوصول إلى الاتحاد مع الكون.

إنك عندما ترفض جسمك وتكرهه، تقوم بإماتته، فيقاتل هو بدوره للحفاظ على بقائه مما يسبب له الألم، فتتزايد معاناتك من جراء ذلك. فهل أنت بحاجة لذلك؟.
وهكذا لديك الخيار دوماً بأن تختار تخريب وتحطيم وتشويه جسمك وتعريضه لمختلف الأخطار، مما يزيد من معاناتك ونزعتك إلى الانعزال والهروب من هذا العالم. أو بمقدورك أن تختار التسليم بأنك جئت إلى هذا العالم لتحب جسدك وتعتني به كأداة تساعدك في اجتياز دروس الحياة والوصول إلى درجات عليا.

عندما تبدأ بتقبل جسمك، فسوف تبدأ بتقبل وجودك الذاتي وتقبل العالم المحيط، وهذا يعني عدم الصراع معهما وعدم الانعزال عنهما. وذلك يعني أيضاً النفوذ بواسطة الوعي إلى كل زاوية وإدراك وظائفها ومنحها المحبة، ففي الجسم لا وجود لمناطق جيدة وأخرى سيئة، ولا وجود لمناطق قذرة وأخرى نظيفة، ولا وجود لمناطق رئيسية وأخرى ثانوية. كل جزء من الجسم يقوم بالوظائف المخصصة له، وباقي الأعضاء لا يمكنها أن تقوم بعمله. وبالتالي فإنك عندما ترفض شيئاً في جسمك، يصاب هذا الجزء بالمرض لأنك نبذته.
عندما تتمكن من محبة جسمك، ليس من الخارج فقط وإنما من الداخل أيضاً، عندها يصبح جسمك هو مساعدك الوفي ونصيرك فوق هذه الأرض. وعندها ستنكشف أمامك الأسرار التي كنت تقرؤها في القصص فقط، ولذلك استرخ وتعلّم محبة جسمك.

افكار تغير حياتكالانعزالالمحبةتطوير ذاتي وعلم نفسخلق الله