الأطفال الحسّاسون جدّاً

الأطفال الحسّاسون جدّاً موجودون في كل مكان. ويشير الباحثون الى أن أكثر من 15% من الأولاد هم حسّاسون جدّاً. ويلاحظ هؤلاء الصغار تفاصيل الحياة ودقائقها أكثر من غيرهم. يلتقطون الأصوات والروائح والصور وغيرها من أشكال المدخول الحسّي بطريقة تشبه اللايزر. انها موهبة حقيقية ولكنّها أيضاً تستطيع أحياناً ارباكهم بشعور غامر.

وتنطوي أيضاً تربية هؤلاء الأطفال الشديدي الإدراك على بعض الصعوبة. وقد شرح  أحدهم الأمر على هذا النحو: “علي أن أفكّر قبل أن نذهب الى أي مكان. فهل سيكون ذلك مناسباً لابنتي؟ او هل سنواجه انهياراً كاملاً؟ الواقع  أن جزءاً من تربية الطفل الحساس بنجاح هو اكتشاف كيفية تفادي “المنبّهات النفسية” التي تسبّب استياءه، واستبدالها بما يدعم حيويته ويحسن مزاجه.

اليك 7 نصائح عملية للصمود من أجل النجاح مع الأولاد الحسّاسين جدّاً:

أعطي وقتاً للراحة- يحتاج الفتيان والفتيات الحسّاسون جدّاً الى فسحة، الى مجال خاصّ بهم. وكثيراً ما يحبّون اللعب بمفردهم، وبعد نهار طويل (في المدرسة أو المخيّم)، كلّ ما يرغبون به هو الراحة والاسترخاء. احرصي على منحهم بعض الوقت للراحة ولاستعادة حيويّتهم بعد قيامهم بأي نشاط كثير الحركة.

تجنّبي الحشود- ان السواد الأعظم من الأولاد الحسّاسين جدّاً  لا يحبّون التواجد وسط حشد من الناس. ومن المعروف أن الحشود تشكّل منبّهات نفسية للعديد من الأولاد الحسّاسين جدّاً، لذا فمن المستحسن تجنّب مراكز التسوّق، السوبرماركت المجهّزة بأنوار قوية (إذا كان ذلك ممكناً!) والذهاب الى الأماكن التي قد يحتشد فيها الناس أو تلك التي تشمل تنبيهاً مفرطاً (أضواء ساطعة، أصوات عالية، أفلام سينمائية عنيفة). ربما يمكنكم القيام بأنشطتكم خارج أوقات العمل او التخطيط لها عندما يكون هناك عدد أقلّ من الناس.

اذهبوا الى الطبيعة (والجمال)- ان اتاحة الفرصة للأولاد ليغامروا ويلجأوا الى أحضان الطبيعة ويختبروا عجائب كوكبنا تسمح برفع معنوياتهم وبثّ الحيوية فيهم. على سبيل المثال، اصطحبت هذه السنة مجموعة من الأولاد الحسّاسين جدّاً في سيّارتي لرؤية شلاّل ماء وقد أحبّوا نزهتنا كثيراً. دُهشوا لجمال المنظر واستمتعوا كثيراً  بمشاهدته . إن التواجد في الطبيعة أو رؤية الأشياء الجميلة ينشط الأولاد الحسّاسين جدّاً.

ضعي الابداع في المقام الأوّل – يحبّ الأولاد الحسّاسون جدّاً الابداع واللعب. لذا، يحتاج العديد منهم الى أن يبدعوا سواء أكان ذلك عبر اختراع لعبة فيديو جديدة أو الرسم أو الغناء أو اكتشاف موهبة ينفردون بها. تبيّن لي أنه كلما بكّرنا في إيجاد متنفّس ابداعي يحبّه الولد الحسّاس جدّاً، وجدنا له باكراً مكاناً “يجدّد فيه قواه” ويشفي نفسه من تأثير العالم القاسي المحيط به.

العبوا معاً- يتأثّر كثيراً الأولاد الحسّاسون جدّاً بما يقوله لهم الناس وبالأشخاص الذين يقضون معهم الوقت بانتظام. وقد وجدت أن الأولاد الحسّاسين جدّاً الذين ينالون بانتظام “وقتاً للعب” مع أحد الوالدين أو شخص بالغ يهتمّ بهم يشعرون بأنهم أقوى، أكثر ثقة بأنفسهم وقادرين على مواجهة العالم من مكان فيه قوّة داخلية. نصيحة عملية: دعيهم يختارون أيضاً النشاط الذي يرغبون في القيام به!

امنحيهم عدّة خيارات –أعطي ولدك خيارات مثل: “حسناً. حان الوقت للنوم الآن. اذا كنت تريد أن تقرأ في السرير لمدّة 20 دقيقة قبل اطفاء النور، عليك أخذ دشّ، تنظيف أسنانك وتمشيط شعرك الآن. لك أن تقرّر.” تساعد الخيارات الأولاد الحسّاسين جدّاً على أن يشعروا بأنهم يملكون القوّة اللازمة في هذا العالم.

علّميهم كيف يكونون سعداء – يحتاج الأولاد الحسّاسون جدّاً الى من يساعدهم على ادارة حياتهم العاطفية الغنية و”التخلّي” عن المشاعر الغامرة بطريقة صحّية كما يحتاجون إلى من  يرشدهم ليكتسبوا القوّة والبصيرة للقيام بالأشياء  التي تجعلهم أكثر سعادة. والوضع المثالي هو أن يكون معلّم السعادة هذا أحد الوالدين ولكن يمكنه أن يكون شخصاً آخر أيضاً!

من خلال اكتسابنا تقديراً أعمق لمواهب الأولاد الشديدي الحساسية و اعتبار حساسيّتهم شيئاً ثميناً في هذا العالم، يمكننا نحن الأهل مساعدتهم في النهاية على السير في دروب الحياة بسهولة أكبر. ويشمل جزء من هذه المساعدة تجنّب “المنبّهات النفسية ” المسبّبة للإنهيارات واضافة “معزّزات نفسية” ترفع معنوياتهم وتساعدهم على أن يحققوا ما خلقوا لأجله

الأطفالالأولادالحسّاسينالنجاحتربية