عندما تشجعون أولادكم على شرب الحليب أكثر، هل تؤذونهم أم تفيدونهم ؟

“الحليب يفيد الجسم والصحة”، ربما هي إحدى أكبر الكذبات التي جعلونا نصدقها خلال حياتنا كلها. اكتشفوا معنا في آي فراشة كيف تساعد الحكومات شركات إنتاج الحليب الكبرى في العالم على بيع منتجاتها.

خلال السنوات الأخيرة، شاهدنا الكثير من الحملات الإعلانية المخصصة لإقناع الناس بأن الحليب مهم لصحتنا. وهذا موضع خلاف، لأنه إذا كان الحليب ضرورياً كما أرادوا أن يقنعونا، فلا داعي لكل هذه الجهود. نحن كنا سنعرف هذا وحدنا.

حجج البائعين :
كما كل بائع جيد لمنتجاته، لكي تقنعوا زبائنكم، يجب أن تقنعوا الناس بفوائد منتجكم. وهذا بالضبط ما يفعله منتجو الحليب: الحليب مهم لنمو الأولاد ويجعلهم “كباراً وأقوياء”، من لم يسمع أو يقرأ هذا التصريح على التلفزيون، الراديو، أو حتى على اللوحات الإعلانية ؟

أشهر حجة لتسويق الحليب هي أنه يحتوي على معدل مرتفع من الكالسيوم، المعدن الأساسي في بناء العظام. وهم يتوصلون حتى إلى القول إن “الحليب يضمن تقوية العظام، وعندما لا يشرب منه الإنسان ما يكفي، قد يعاني من هشاشة العظام ومشاكل مثل ترقق العظام”.

بالتأكيد، الحليب غني بالكالسيوم وهو مفيد لصحة العظام. لكن كم هناك من أطعمة أخرى طبيعية تحتوي من الكالسيوم بمقدار ما يحتوي الحليب. الخضار الخضراء مثل الملفوف (الكرنب) والبروكولي والزهرة لديها مستوى مرتفع من الكالسيوم يضاهي مستوى الحليب. لكن هل يسوّق أحد لهذه المنتجات كما نسوِّق للحليب ؟ الجواب بالتأكيد هو لا!

حتى لو كان الحليب “ربما” مفيداً للصحة، فإن الحليب المصنّع ليس كذلك بدون أدنى شك :

خلال سنوات، تغذى أجدادنا على الحليب. لن ننتقد اليوم هذا المنتج إذا لم يكن هناك سبب لفعل ذلك. في أيامنا، الحليب الذي نستهلكه ليس له علاقة بما كان يشربه أجدادنا منذ بضع سنين.

ما يجب أن تعرفوه هو أن منتجي الحليب يلجأون إلى استعمال هورمون النمو الذي يزيد إنتاج الحليب عند البقر. مربو البقر الذين يستعملون هورمونات النمو، يحصلون على بقر ينتج 40 إلى 50 ليتر من الحليب في اليوم. بينما الكمية العادية من الحليب التي تنتجها البقرة لا تتجاوز أو لا تبلغ حتى ال 15 ليتر.

هكذا تحدث عند البقر تغييرات في الجينات الوراثية يمكن أن تؤدي إلى التهابات. عندما تحدث هكذا حالات، يتلقى البقر علاجات من المضادات الحيوية، تنتقل رواسب منها أحياناً إلى الحليب. لمعلوماتكم، نسبة المضادات الحيوية الموجودة في الحليب هي الآن 100 ضعف تلك التي كانت موجودة قبل 25 سنة.

بالإضافة إلى هذه العوامل، فهناك مبيدات الحشرات ومضادات الفطريات والأسمدة الكيمائية المستخدمة في علف الماشية التي تنتقل بالتالي إلى حليب البقر. يحتوي حليب البقر أيضاً على مبيدات الحشرات بنسبة 5 مرات أكثر من النباتات.

الحليبالحليب المصنّعالكالسيومترقق العظامتغييرات في الجينات الوراثيةتقوية العظام