لم أشعر قط أن إصابتي بالسكري النوع الأول قيّدت حياتي: إليكم السبب

قصتي مع السكري النوع الأول:

اسمي فرانسيسكا، عمري 19 عاماً وأنا مصابة بالسكري النوع الأول منذ أن كان عمري سنة ونصف. الحقيقة أن المسؤولية وقعت على عاتق أمي التي اعتنت بي على أكمل وجه ( لقد قامت إصابتي بالسكري في الواقع بعمل رائع ولا يمكنني إلا أن أكون ممنونة لها).
أشعر دائماً أنني تقبلت مرضي بسهولة “إصابتي بالسكري”، ربما لأنني أصبت بالمرض منذ طفولتي المبكرة ولم أختبر شيئاً آخر .
كانت حياتي كلعبة الأفعوانية، لأنه ليس بإمكانك رؤية أي شيء يكون الناس غافلين عنه معظم الوقت.

وأنا أترعرع  وأكبر:

لم أشعر قط أن إصابتي بالسكري قد قيّدت حياتي لا بل جعلتها مميزة وفريدة وغنية بالذكريات. إذا قمنا بأي شيء أو ذهبنا إلى أي مكان كانت إصابتي تجعلني أشعر بأنني مميزة أو أنني أقوم بمغامرة. وما زال لدي ذكريات جميلة لأن أمي وأبي كانا يشرحان لي أننا بحاجة إلى المزيد من المراقبة والوقت قبل الذهاب إلى أي مكان، وأننا بحاجة إلى أن نخبر الناس من حولنا بأنني مصابة بالسكري النوع الأول. كما كانا يحاولان التأكد مما حولنا ومن التسهيلات المتوفرة. ولأن لا أحد جعلني أشعر أني “مختلفة”، كانت حياتي في المدرسة كحياة أي تلميذ آخر.

كنت أحظى  دائماً بالدعم والمراقبة للتحكم بالسكري عندي. وأنا أشكر عائلتي كثيراُ على صبرهم وعلى تحملهم إياي خلال مراهقتي وهي فترة لم أكن أنا فيها شخصاً يسهل التحدث إليه عن السكري.

الرياضة والخروج:

لم تمنعني إصابتي بالسكري من القيام بكل ما أريد. فقد كنت دائماً أستمتع بالمشي والسباحة وركوب الدراجة رغم مرضي. مثلاً عندما كنت أريد السباحة كنت أستطيع ذلك كأي شخص آخر ولكن كان عليّ فقط أن أفحص دمي قبل الذهاب إلى المسبح وتناول وجبة خفيفة تحتوي على الكاربوهيدرات وليس على السكر السريع ومن ثم التحقق مجدداً عندما أنتهي. مع هذا، كنت أضع في بالي أن عليّ الانتباه وأنا في الماء، في حال شعرت أني على غير ما يرام، بأن عليّ التحقق من جديد من دمي.

المستقبل:

عندي أحلام كثيرة وأمنيات وأرغب كثيراً أن أحققها في حياتي وسأحاول جهدي ألا أدع السكري يعيقني. أريد أن أجعل الناس يفهمون مرضي وأن أزيد وعيهم بالسكري.
ليس سهلاً أبداً أن تكون  مريض سكري فقد تشعر بالتعب وتتمنى لو  تهرب ولكنك ستجد طرقاً للاسترخاء والشعور بأنك أقوى وبأنك قادر على مواجهة الحياة بشكل أفضل.
أتمنى لو يكون عندي يوم عطلة لا أحتاج فيه إلى التفكير بالحقنة أو إحصاء الكاربوهيدرات أو السكريات التي أتناولها ولكن عندما تراودني هذه الفكرة أفكر من جديد بأني محظوظة لأن علي التحكم بالسكري الذي  جعلني ما أنا عليه اليوم.
نعم أحياناً أكره مرضي وأسأل نفسي لماذا “أنا”؟. ولكني أتقبل أني مريضة سكري وهذا لا يجعلني مريضة سكري سيئة، بل يجعلني فقط إنسانة.

مع أنني أستطيع ببساطة تدبر أمري مع السكري، إلا أنني لن أغير شيئاً لأنه جزء مني ومن شخصيتي… الحقيقة أنني  أرغب  دائماً أن أعيش الحياة التي أريد وأحب ولن يثنيني عن ذلك السكري. أريد أخيراً أن اشكر  من يدعمني دائماً : أمي وأبي وممرضتي وجدتي.
أشكركم على قراءتكم قصتي مع السكري النوع الأول.
فرانسيسكا.

تابعونا أيضا على صفحتنا على الفيسبوك: العلاجات الطبيعية للسكري