هل ترتكبين هذا الغلط الشائع عندما يمرض ابنك ؟
الحمى او ارتفاع الحرارة هو السبب الأساسي وراء اتصال الأهل بأطباء الأطفال والحقيقة أن أي حرارة مرتفعة
لطفل دون الثالثة من العمر، مؤشر هام اذ قد يكون السبب وراء الحرارة التهاباً بكتيرياً.
كما ان علينا أذا ما أصيب الطفل باختلاجات (بهزة حائط ) تترافق مع ارتفاع الحرارة
المسارعة إلى الطبيب حتى يفحصه فوراً، على الأقل في المرة الأولى.
ولكن هل حرارة ابنك تستدعي منك حقاً القلق وهل تخفيض الحرارة هو الخيار الأفضل؟
في معظم الحالات تعتبر الحرارة البسيطة علامة على أن مناعة طفلك تعمل جيداً.
والواقع ان جميع الحيونات ترتفع حرارتها عندما تكون أجسامها في حرب مع البكتيريات والفيروسات التي تدخل إلى أجسامها ورد
الفعل هذا يحدث لأنه يحسن قدرة الجسم على التخلص من الجراثيم من هنا يعتبر تخفيض الحرارة في حالات كثيرة عملاً ليس
غير ضروري فحسب بل عملاً يعيق عملية شفاء طفلك ويطيل مدة مرضه تذكر أن الحرارة أمراً لا يستدعي أبداً الخوف.
وهناك دلائل علمية كثيرة تشير إلى أن الحرارة تخدم الجسم فعلياً لأنها محفز صحي لتنمية مناعة قوية والواقع أنه كلما كانت
الحرارة مرتفعة، كان التحفيز المناعي أقوى.
الأمر أشبه برفع الأوزان الثقيلة فكلما رفعت اوزاناً أكثر ، قوّيت العضلات أكثر.
لا تنصح الأكاديمية الأمريكة لأطباء الأطفال باستخدام الأدوية المخفضة للحرارة.
تدرك الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال أن الحرارة المرتفعة ليست مرضاً بل هي مؤشر إلى ان الجسم يفعل ما يفترض به أن
يفعله من حيث محاربة الجراثيم المعدية.
وتقول هذه الأكاديمية:” الحرارة المرتفعة ليست مرضاً بل هي عارض من عوارض المرض ، عارض إيجابي عادة يدل على ان الجسم يحارب المرض.
ولا تنصح هذه الأكاديمية بمعالجة الولد بالأدوية المخفضة للحرارة حتى لو كانت الحرارة مرتفعة، وهي تذكر على موقعها : ” لا
تستدعي الحرارة المرتفعة بشكل عام تخفيضها إلا إن كان الطفل منزعجاً وكان قد أصيب سابقاً باختلاجات ناتجة عن الحرارة ( هزة حائط) .
والواقع أن الحرارة هامة في المساعدة على محاربة الميكروبات المعدية.
وحتى الحرارة المرتفعة في الواقع لا تعتبر خطرة بحد ذاتها الا اذا كان ابنك يعاني من مرض مزمن ونوبات صرع”
متى تكون الحرارة المرتفعة خطرة
أفضل علاج للحرارة في معظم الأحيان هو الراحة وشرب الكثير من الماء.
ارتفاع الحرارة يزيد من خسارتنا للماء لذا من الهام إعطاء الطفل كمية كبيرة من الماء ، حتى إن لم يكن يشعر بالعطش، وذلك تجنباً للتجفاف.
ولكن ارتفاع الحرارة فيبعض الأحيان يستدعي تدخلاً طبياً. وهذه الحالات هي :
1. ارتفاع حرارة طفل دون الثلاثة أشهر مهما كانت درجة الحرارة
2. حرارة، تتجاوز التاسعة والثلاثين درجة مئوية عند طفل يتراوح عمره ما بين 3 إلى 6 أشهر
3. في أي وقت تجاوزت الحرارة 40،3 مئوية حتى لطفل يبلغ الخامسة من العمر قد تؤدي إلى ما يسمى هزة حائط .
وهذه النوبة في الواقع تسبب الهلع علماً أنها لن تسبب تأثيرات طويلة الأمد.
أثناء تعرض الطفل الى هزة حائط ، ضع الطفل على جنبه أو على بطنه أرضاً ، أرخ أي ثياب تشده وأسند الطفل بحيث لا يتعرض لأي إصابة .
وعندما تتوقف الهزة، اطلب فوراً المساعدة الطبية لتتأكد من ألا تكون الهزة ناتجة عن أي شيء آخر كالسحايا أو البكتيريا في
الدم أخيراً ، تذكر أن ترك الحرارة تأخذ مجراها هو أفضل خيار لمساعدة طفلك على القضاء على البكتيريا والفيروسات.
ولكن عليك أن تقوم ببعض الخطوات لتقوي المناعة حتى لا تواجه مشكلة ارتفاع الحرارة بالدرجة الأولى، مستخدمين أدوات
كالغذاء المناسب والرياضة، و تخفيف الضغط النفسي والنوم الجيد
د. مركولا
التعليقات مغلقة.