كيف تعالجون مشكلة الطفل الذي يعض أو يضرب من خلال قصة هذا الصبي الصغير
مشكلة العض عند الأطفال:
إنه صبي صغير يبلغ من العمر سنتان… يعض إخوته ولكن السبب ليس رغبته في العض بل هناك سبب آخر جعله يضرب ويعض. فهل السبب عند هذا الطفل هو ذات السبب الذي يجعل اطفالكم يلجؤون إلى العض أو الضرب؟
قصة ماريو الذي يعض.
كان ماريو في عمر اثنين وعشرين شهراً عندما اصبح معروفاً في الحي بانه “يعض” لانه كان يمارس ذلك على اخويه الكبيرين اللذين كانا يغيظانه دون هوادة. وقامت السيدة بوارون بتوجيه التهديد لابنهما الاصغر على امل ان يوقف سلوكه العدواني. كانت تقول له، مع علمهما بانها لن تنفذ تهديدها: “اذا لم تتوقف عن العض، فساضربك على قفاك”.
وبدا انها كانت غير مبالية بإغاظة الاخوين الكبيرين، البالغين من العمر ثلاث وخمس سنوات، لاخيهما الصغير، فالحقيقة ان الاسرة كلها كانت معتادة على المزاح، وكانت تعتبر ان ما يفعله ولداها الكبيران دليل ان روحهما مرحة. ولكن زوجها لم يكن يرى الامور بالطريقة نفسها، وقال لها ذات يوم: “فكري قليلاً بما يمكن ان يشعر به ماريو لكثرة ما يستهزئان به لانه هو الطفل الصغير”.
ومع ان السيدة بوارون رفضت القرار بذلك، فانه لم يسبق لها مطلقا فكرت في المسألة من وجهة نظر ابنها: كان هو يغيظ اخويه بان يعضهما لانه لم يكن يستطيع الدفاع عن نفسه في وجه هجماتهما الكلامية. وهكذا قررت السيدة بوارون منع اشكال العدوانية عند الاطفال وقذف الاشياء. وقالت في نفسها ان هذه الطريقة الوحيدة لتبيّن لولديها الكبيرين كيف يكونان قدوة لاخيهما الصغير، ولتدفع ماريو الى اختيار نوع اللعب الذي يحصل معه على الاهتمام والمديح.
وفي اليوم التالي، بدأ ماريو كالمعتاد في عض اخويه اللذين نعتاه بانه “مصيبة”. وردت السيدة بورون بان وبخت ماريو اولاً قائلة: “توقف عن العض. ينبغي ان تعض التفاحة لا البشر. العض مؤلم”. قالت ذلك بهدوء ولكن بحزم. كما وبخت اخويه ايضاً قائلة: “توقفا عن اغاظته لان الاغاظة تجرحه”.
وبما ان التوبيخ لم يكن كافياً لوقف الهجمات الجسدية والكلامية من قبل الاخوة، اضافت السيدة قائلة: “انا آسفة لانكم تعضون وتغيضون بعضكم بعضاً. اذهبوا الى كرسي الوقت الميت”. ثم اجلستهم جميعاً لبعض الوقت على كل كرسي، قبل ان تصرفهم مجدداً الى اللعب.
ولما كانت السيدة بوارون تطبق نظامها الجديد بحزم وتهنئ اولادها في كل مرة يحل بينهم انسجام، فقد تعلموا ما تفضي اليه التصّرفات العدوانية وما تفضي اليه تلك الودية: كانوا يحصلون على المكافآت، كما ان الحياة اجمل بكثير عندما لا يقضون الوقت في الجلوس على كرسي الوقت الميت. لم يعد ماريو يعض اخويه لانه لم يعد بحاجة لان يدافع عن نفسه في وجه مضايقاتهما له.
التعليقات مغلقة.