كيف يجب أن نتعامل مع الطفل الذي يشكو كثيراً
التعامل مع الطفل الذي يشتكي على الدوام:
ليست هذه الحالة الا نسخة اخرى عن حالات سابقة. واذا لم نهتم بمعالجتها فانها ترافق الطفل مدى الحياة. هذا الطفل لديه في كل وقت ما يشكو منه.
فهو تارة يشكو الم في الحنجرة وتارة اخرى في الراس او البطن او الركبة… الخ. عندما تبلغ الشكوى حداً مقلقاً نزور الطبيب ولكننا غالباً ما نقع على سبب فعلي. لقد زعم عصام الصغير انه يشعر الم في الورك واشتكى كثيراً من هذا الامر. لم تكن ردة فعل الاهل سريعة فاخذ يعرج ويتظاهر بالالم كلما وضع رجله على الارض.
اخذه اهله الى اخصائيين. واجروا له صوراً شعاعية، كما انهم اجروا اختبار سرطان العظم، ولا كنهم لم يجدوا لدى عصام شيئاً! لقد تبين ان مشكلة هذا الطفل تكمن في انه يذهب يومياً الى المدرسة ويترك في البيت اخته الصغيرة التي تستحوذ على كل عناية الام واهتمامها اختفت الاعراض عندما تنبه الاهل الى الامر وعالجوه كما يجب.
ولكن، ماذا لو كان هناك سبب فعلي للشكوى: التهاب الزائدة الدودية مثلا؟ الا يؤدي استخفافنا بشكوى هذا الطفل الى مشكلة حقيقية؟ تأكدوا أن الشكوى في هذه الحال ستكون مختلفة، ولن يكف الطفل مهما حاولنا صرفه عن الموضوع.
ما العمل؟
يعبر الطفل الذي يشكو باستمرار عن حاجته الى الملاطفة والتدليل، والى استعادة الايام الخوالي حيث كانت الام قريبة منه جداً. اول ما يجب فعله هو ان نجعل الطفل يحصل على حقه في العاطفة والرعاية بمعزل عن اي طلب او شكوى، لان لا يدخل في فكره انه عليه ازعاجنا كي نهتم به.
اذا وقفتم على الاسباب التي تحرك شكواه، اشرحوا له الامر وطمئنوه. على سبيل المثال يمكنكم ان تقولوا له: ” كلما قدمت الرضّاعة الى اخيك الصغير الاحظ بانك تشعر بالم في جسمك. اعرف انه من الصعب احيانا على الولد ان يكون البكر, فهو يشعر بالغيرة من اخوه الرضيع . انا شخصيا شعرت بذلك عندما كنت في سنك . تعال نتفق على هذا السر بيني وبينك : كلما رايت احدا يمتدح اخيك الصغير وشعرت بالغيرة, أغمز لي بعينك وساتدبر الامر ! “.
بينوا له ان هناك وسائل اخرى , مستحبة ومستساغة , لجذب اهتمامكم . من ذلك , على سبيل المثال ان يقوم بمساعدتكم في اعمالكم كما لو انه “كبير” . وفي هذه الحال عليكم ان تقدروا صنيعه
فاذا قال : ” انظري , يا ماما, ماذا فعلت!” على الام ان تهنئه وتداعبه, مكافاة على عمله .
تجاهلوا او تناسوا كلياً شكواه واساليبه الفجه في جذب اهتمامكم . فاذا جاء ليقول لكم بانه يشعر بشيء من الالم في مكان ما , اشيروا عليه بالتمدد قليلاً في سريره وعودوا الى عملكم .
لا تهتموا بالامر… اللهم الا اذا كان الامر جدياً ! .,
قدموا له المثال الصالح من خلال سلوككم. فبعض الاطفال الذين يشكون دائما إنما يحاولون تقليد أهلهم ! إذا كنتم تتحدثون باستمرار عن متاعبكم والامكم , عن طبيبكم وادويتكم , فان طفلكم سيفعل مثلكم على الارجح. انتبهوا لما تقولون في حضور الطفل , حتى لو كان الامر مجرد اجابة عن سؤال : ” كيف الحال ؟
التعليقات مغلقة.