هل نترك لأولادنا حرية اختيار مدارسهم؟
سنبدأ بهذه القصة كنموذج ومنها ننطلق للإجابة
المؤلفة روزا براسيو مؤلفة كتاب هل نربي أولادنا أم نفسهم تروي هذه القصة.
“كنت مديرة مدرسة لسنوات وقد وجدت نفسي أمام الوضع التالي في مناسبات عديدة
أراد أهل طفلة أن يتعرفا إلى المدرسة. طلبتُ من الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات أن تلعب على المرجوحة ريثما أقوم بمحادثة الأهل.
بعدما أمضيت ثلاثة أرباع الساعة بالشرح للأهل عن النظام التعليمي في المدرسة والقيام بجولة للتعرف إلى التسهيلات الموجودة فيها، قال الأهل لي: «سيدة باروسيو، لقد سحرنا ما رأينا وما عرضته علينا ونحن فعلاً مهتمون بالمدرسة إنما علينا التكلم مع ابنتنا فهي التي ستختار المدرسة».
عندما أواجه شيئاً كهذا الوضع أقول لنفسي: «لو كنت أعلم لتركت الأهل يلعبان على المرجوحة ولجلبت الولد إلى مكتبي»
قدّم للبنت الصغيرة بعض الحلوى أو علبة أقلام وستقتنع بأن مدرستك هي أفضل مدرسة في العالم.
ولكن أبهذه الطريقة نختار المدرسة؟ هل نسمح للطفلة باختيار المدرسة بدون نضج ومعايير يخولانها اتخاذ هذا النوع من القرارات؟ يمكننا أن نسمح لها باختيار الثوب الذي تريد ارتداءه، أما أن نسمح لها باختيار المدرسة المناسبة فهذا ما لا يقبله عقل.
لماذا نترك، كأهل، قراراً كهذا بين يديها؟ لأننا نخاف ارتكاب غلطة. وبعد بضعة أشهر عندما لا يحب الولد المدرسة التي اختارها، تقول له: «عفواً يابني. أنت اخترتها وعليك الآن البقاء فيها». وتنفض يديك من المسؤولية.
الأهل هم الذين يجب أن يختاروا المدرسة لأنها مسؤوليتهم فهم الراشدون الذين يتمتعون بالنضج والقدرة على الحكم أما الأهل الذين يتركون للطفل حرية اختيار قرارات كبيرة كهذه فهم أهل يعتقدون خطا أنهم يقومون بالصواب وهذا النوع من الأهل يسمون بالأهل الطيعيين الهلاميين الذين صفاتهم الجبن من اأنيرتكبوا خطأ. والجبن يقود الأهل إلى التخلي عن مسؤولياتهم وإحالتها إلى الأولاد.
لماذا يكون الأهل المتساهلون ، الطيعون أشبه بجسد بدون عمود فقري؟ لكثرة ما تلقوه من معلومات نفسية وتربوية عن الأذى الذي قد يلحقونه بابنهم، يصبحون مصابين بترقق عظمي عاطفي بحيث يتآكل شعورهم بالسلطة ويندثر . ولأنهم يشعرون بعدم الأمان وبالخوف من ارتكاب الأغلاط وأذية أطفالهم، تراهم يرتعبون من اتخاذ القرارات. ولأنهم يتخلون عن سلطتهم كأهل، تجدهم يريدون إما مشاركة المسؤولية مع أولادهم أو تسليمهم القرارات بشكل كامل.
التعليقات مغلقة.