كيف نتعامل مع المخاوف التي تسبب لأطفالنا القلق وعدم الشعور بالأمان؟
كيف لنا نحن الأهل أن نفهم مخاوف الأطفال وقلقهم ونساعدهم على التخلص من هذا القلق وذاك الخوف لئلا يؤثر سلباً في ثقتهم بأنفسهم وشخصيتهم؟
ان اختبار فترات من الخوف أو القلق أمر طبيعي جدّاً للأطفال، مع أنه يجب معالجتها بحساسية. ولكن إذا كان ولدكم يشعربقلق زائد، هناك بعض الخطوات المحدّدة التي يمكنكم اتّخاذها.
بحسب الدكتورة كارولين شنيرنغ، المحاضرة في قسم علم النفس من جامعة ماكواري، تعتبر مشاكل القلق في طليعة الاضطربات الانفعالية عند الأطفال.
وتقول الكتورة شنيرلنغ انه “من دون أي تدخّل علاجي يمكن أن يسبّب ذلك صعوبات خطيرة ويعيق حياة الطفل اليومية ونموّه بشكل عام.” وتضيف قائلة ان المشاكل التي قد يعاني منها الطفل وهو صغير تتفاقم في أكثرية الأحوال مع تقدّمه في العمر.
ويمكن لأطفال صغار جدّا في السن أن يعانوا من القلق – من خلال مركز الصحة الانفعالية التابع لها، عالجت جامعت ماكواري أطفالاً في السنتين من العمر وقد بدأت في العام 2011 برنامجاً جديداً يهتمّ بالأطفال القلقين بين الثالثة والنصف والرابعة والنصف من العمر.
الأطفال الذين يعانون من القلق: من هم الأطفال المعرّضون أكثر من غيرهم؟ تلعب الوراثة بالتأكيد دوراً كبيراً في زيادة احتمال اصابة الأطفال بالقلق. وقد أظهرت الأبحاث التي أجرتها جامعة ماكواري أن الأطفال الذين يظهرون في سن مبكرة مستويات مرتفعة من القلق ويكون أحد والديهم أيضاً قلِقاً أو مكتئباً هم معرّضون أكثر ب7 الى 11 ضعفاً لاحتمال الإصابة بالقلق.
والأطفال المعرّضون أكثر من غيرهم الى أن يصبحوا قلقين بشكل مفرط هم الأطفال الحسّاسون، الخجولون أو المنعزلون، بحسب الدكتورة شنيرلنغ. فهم الأكثر ميلاً الى السلبية ويتجنّبون عادة المشاركة في العديد من الأنشطة بسبب الخوف.
فهم القلق عند الأطفال
تسارع الدكتورة شنيرلنغ للإشارة الى أنه من الطبيعي أن يختبر الأطفال مخاوف بسيطة وأنه يجب عدم الخلط بين هذه المخاوف والقلق.
وتقول في ذلك: “كقاعدة أساسية، يجب أن يتنبّه الأهل للأمر اذا أصبحت المخاوف أو حالات القلق زائدة عن الحد المعقول وأصبح طفلهم غير قادر على التعامل مع الحياة اليومية. على أن احدى الرسائل الأساسية التي نرغب في إيصالها الى الأهل هي أن القلق ليس شيئاً يستدعي الخوف. انه انفعال طبيعي وجزء مهم من كيفية تعاملنا مع عالمنا.”
يشرح مركز الصحّة الانفعالية الأنواع المختلفة من القلق عند الأطفال. وقد يظهر العديد من الأطفال عدّة سمات من الأوصاف التي سيلي عرضها وقد يعاني بعضهم أيضاً من الشعور بالحزن أو الإكتئاب.
الخوف من الإنفصال
يخشى هؤلاء الأطفال حدوث شيء سيّىء اذا ما ابتعدوا عن امّهم أو أبيهم. وغالباً ما يرفضون الانفصال عن أهلهم: يرفضون الذهاب الى المدرسة أو النوم في بيت صديق أو البقاء في البيت مع جليسة أطفال,
المخاوف الاجتماعية
هؤلاء الأطفال خجولون أو منعزلون وقد يقلقون كثيراً بشأن رأي الناس فيهم. يتجنّبون كل ما هو اجتماعي وغالباً ما يجدون صعوبة في اكتساب الأصدقاء.
المخاوف المحدّدة
قد يشعر الطفل بخوف شديد من أشياء أو أوضاع معيّنة، كالكلاب مثلاً أو الماء. ويصبح خوفهم شديداً لدرجة أنهم يتفادون الظروف والأوضاع التي سيضطرّون فيها الى مواجهة خوفهم.
القلق العام
يعاني هؤلاء الأطفال من القلق المفرط. يقلقون بشأن أمور مختلفة جدّاً، منها الواجبات المدرسية والرياضة والعاثلة وأي شيء جديد. يطلبون الطمأنينة من الأهل وقد يشعرون أنهم على غير ما يرام أو يصابون بالصداع أو يجدون صعوبة في النوم.
الوسواس القهري
يميل هؤلاء الأولاد الى الى تكرار الأفعال أو الأفكار مرّة بعد مرّة، في أمور تتعلّق عادة بنوع معيّن من المخاوف. فعلى سبيل المثال، قد يتأكّدون تكراراً من أقفال الأبواب بسبب الخوف من التعرّض للسرقة.
الأهل: كيف يكونون عوناً لأولادهم لا إعاقة
تتحدّث الدكتورة شنيرنغ عن التأثير الإيجابي أو غير الإيجابي التي يمكن أن يكون للأهل في تعاملهم مع قلق أولادهم.
التعليقات مغلقة.