أولادي يتشاجرون ويتقاتلون. ماذا أفعل؟ وما هي حقيقة الشجارات العائلية ؟
قد يذهب بعض الأهالي بعيداً في سبيل أن يظهروا صورة «العائلة المثالية» التي لا تشوبها شائبة. ولكن من الأفيد لنا أن نفهم أن الشجارات العائلية أمر محتوم يتعذر تجنبه وأن نفهم أسباب حدوثها.
هل الشجار العائلي أمر شائع؟
الشجار أمر شائع حتى في العائلات المثالية.
والقول إن العائلات الصالحة لا يتخاصم أفرادها ولا يتشاجرون أشبه بالقول إن أغطية الأسرة في العائلة الفلانية لا تتجعد.
فالشجار أمر شائع في جميع العائلات وهو نافع كثيراً والواقع أن بالإمكان فهم الأسباب وراء الشجارات العائلية.
دعونا نلقي نظرة على «التوهمات» والتوقعات غير الواقعية التي تؤمن بها العائلات «الكاملة» التي تتصور أنها خالية من الصراعات.
التوهمات الشائعة المتعلقة بالصراع العائلي
التوهم الأول: الشجار أمر سيء دائماً
هناك أوقات قد يكون فيها التشاجر في العائلة أمراً صحياً. فهو فرصة رائعة لتفريغ التوتر، وهو طريقة لاكتساب بعض المساحة النفسية.
والأهم أن التجادل الفكري قد يكون مصدراً رائعاً للأفكار الخلاقة. والأولاد يقدرون على تحدي أهاليهم للتفكير بحلول مبتكرة غير تقليديّة.
التوهم الثاني: تنتهي جميع الشجارات برابح
وجهة النظر الواقعية
ينظر عدد كبير من الناس نظرة وردية إلى الحياة ويرغبون في عائلة خالية مئة بالمئة من الصراعات ويعتقدون مثلاً أن علينا ألا ننام أبداً بدون أن نتعانق ونتصالح.
ولكن الواقع أن الشجارات العائلية تستمر، والناس يعبسون أو يضمرون الاستياء.
يريدون أن تكون الحياة عادلة. ولكن يا للحظ السيء! فالحقيقة أن الحياة غير عادلة وأن حاجات المرء لا تُلبى في معظم الأوقات.
يحتاج الأولاد بشكل خاص أن يتعلموا أن للاهل سلطة (أقله مادام الأولاد صغاراً) وأن ما يقرره الأهل هو الأفضل للولد. وعلى الرغم مما يقوله الأولاد عن حقوقهم في الاختيار، إلا أنهم لا يعرفون غالباً ما الأفضل لهم.
يحب الأولاد مثلاً السهر ومشاهدة التلفاز وتناول الأطعمة السريعة ولكن الأهل يعرفون أن هذه الأمور مؤذية لهم.
التوهم الثالث: تنتهي كل الخلافات العائلية إلى الأبد حالما تعالج
وجهة النظر الواقعية
على الأهل ألا يتفاجؤوا إذا استمر الأولاد في خرق القواعد.
قد توافق ابنة الثماني سنوات اليوم على ألا تدخل إلى غرفة أخيها بدون أن تدق الباب، فإذا بأخيها في اليوم التالي يشكو من أنها دخلت من دون إذن.
التوهم الرابع: يمكن تجنب الخلافات العائلية دائماً
وجهة النظر الواقعية
يحتاج الأهل إلى الصبر والجَلَد وإلى قفل كبير للبراد ليمنعوا الجدالات التي تحدث على بقايا الأطعمة التي تبقى في البراد.
فلنعط هذا المثال.
ما الذي يحدث إذا كان هناك قطعة آيس كريم واحدة متبقية؟ كيف نقسمها؟
كيف نقسم قطعة آيس كريم سبق أن أكلها الولد الذي عندما أدرك أن هناك قطعة واحدة أكلها بدون أن يأخذ إذنك؟
كيف نتجاوز أو نتخطى ذكاء الأولاد؟
سيكون هناك دائماً شيء ما يتصارع عليه الأولاد.
في إحدى العائلات المؤلفة من ستة أولاد كان هناك كرسي صغير.
وكان الذي يجلس على هذا الكرسي القريب من التلفزيون يشعر بالسعادة والقوة والاستقلالية وبأنه يمتلك حصرياً هذا الكرسي ولم يكن معرضاً إلى أن تحجب أرجل أحدهم الطويلة الرؤية عنه.
كان الكرسي مرغوباً جداً بحيث أصبح في العائلة قاعدة سنّها الأولاد مفادها أنك إذا وقفت عليك أن تقول «محجوز»
لئلا يأخذ المقعد غيرك ولكن إذا ما تحرك الولد ولو حركة بسيطة فكان أحدهم يزحف إليه وينادي منتصراً: «لم تقل « محجوز». خسرت المقعد».
هل تتخيل مدى الخيبة التي قد يشعر بها الخاسر عندئذ؟ ولكنه لم يكن يستطيع المطالبة بحق العودة.
لقد سن الأولاد هذا القانون الذي كان يجنبهم الشجار.
الواقع أن الشجارات قد تستمر.
ولكن بالإمكان التخفيف منها لا بل تجنبها إذا تعلم الأولاد أن يتعاونوا على حل مشكلة الخلافات.
كتاب: أولادي يتشاجرون . ماذا أفعل؟ – دار الفراشة
التعليقات مغلقة.