هل الناس الذين يصدرون صوتاً وهم يأكلون، يجعلونك تفقد أعصابك ؟ إذن يجب أن تقرأ هذا…
هل هناك ما هو أكثر إثارة للأعصاب من صوت أحدهم وهو يأكل جزرة، تفاحة، سندويش، أي طعام مقرمش قليلاً… وهو واقف بقربكم ؟ والأكثر إزعاجاً هم الأشخاص الذين يأكلون وفمهم مفتوح أو شبه مفتوح ليدعوكم تتمتعون بصوت مضغهم !
إذا كنتم تشعرون بالرغبة في القتل عندما تتخيلون هذا المشهد، إذا كنتم تظنون أن الأشخاص الذين يصدرون صوتاً وهم يأكلون يستحقون الموت ميتة فظيعة فوراً، إذن اعلموا أنكم لستم وحيدين : تشرح دراسة عن الموضوع أن الأشخاص الذين يشمئزون لهذا، عددهم ليس قليلاً أبداً.
إنه ليس مجرد انزعاج !
الميزوفونيا (misophonia كراهية الصوت) هي حالة نادراً ما يتم تشخيصها أو معرفة شيء عنها. مع هذا، يبدو أنها منتشرة جداً : الشخص المصاب يشعر بشعور لا يقاوم بالعصبية، بالاشمئزاز و/ أو بالإحباط عندما يسمع بعض الأصوات. مثلاً، صوت شخص يتنفس بقوة، يصدر صوتاً وهو يأكل، وهو يشخر، وهو يتنشق، وهو يسعل..
لكن إليكم هذا السؤال : هل الشعور بالعصبية تجاه أصوات تثير بحد ذاتها العصبية يكفي لتجعل منكم شخصاً مصاباً بالميزوفونيا ؟ مثلاً إذا كنت أسمع آخر أغنية لجاستين بايبر وانتابتني الرغبة بذبح أحد ما، هل يجب أن أعتبر أن سبب هذا هو بكل بساطة الميزوفونيا الكامنة عندي ؟ هذه هي المشكلة، ولهذا فإن هذا الاضطراب لا يلقى إجماعاً على تصنيفه لدى العلماء وحتى أن قسماً من علماء النفس ينكرون وجوده ( قد يكونون من المعجبين بجاستين بايبر أو من هؤلاء الناس الذين يأكلون سندويشهم بفم مفتوح، مثل الخنازير).
لكن هناك أيضاً عدة مراكز دراسات محترمة تأخذ الميزوفونيا بكثير من الجدية، لدرجة أنها تقوم بدراسات معمقة عليها وتعرض علاجات للأشخاص المصابين بها بشكل حاد. إنها حالة مركز الطب الأكاديمي في امستردام. على ما يبدو هناك الكثير من الناس الذين يطرقون أبواب هذا المركز ليطلبوا المساعدة. بعض المرضى يأتون من بعيد، فهو المركز الوحيد من نوعه في أوروبا…
حسب ما يقول مسؤولو المركز، إذا كان أغلب الناس لديهم نفور من بعض الأصوات، فهذا لا يعني أن الميزوفونيا ليست حالة طبية فعلية أكثر خطورة من مجرد انزعاج بسيط. ” بالنسبة للأشخاص الذين يأتون إلى هنا، الأعراض حادة لدرجة أنهم يعانون منها حقاً. إنهم لا يستطيعون الأكل برفقة أشخاص آخرين، النوم في نفس الغرفة، البعض لا يستطيع حتى أن يذهب إلى العمل بسبب هذا “.
إذن الأشخاص الذين يعانون فعلاً من هذه المشكلة سيريحهم أن يعرفوا أن هناك مكان حيث يعترفون بمرضهم على أنه حقيقي، وحيث يجدون المساعدة. في الوقت الحالي، لم نستطع تحديد الأسباب المباشرة لهذه الحالة، لكن يعتقد أنها مرتبطة بصدمة حدثت في الطفولة ( حيث حدث ارتباط فكري بين حدث مؤلم وبين بعض الأصوات الخاصة ) وهي تصيب عموماً الأشخاص الذين يمتلكون شخصية متصلبة نفسياً نوعاً ما وحتى قهرية.
بالنسبة لأولئك الذين يحبون أن يجربوا كل شيء، إليكم مقطوعة موسيقية. إنها اختبار بسيط : إذا لم تستطيعوا احتمال هذه الدقائق الخمس، فأنتم على الأرجح مصابون…
شاهد الفيديو:
في النهاية، كما أغلب الحالات النفسية، الميزوفونيا تتدرج من تصنيف” حميد ” إلى تصنيف ” حاد “. أغلب الناس الذين يشكون لأنكم تأكلون تفاحة بقرب أذنهم لا يعانون حقاً لدرجة الحاجة للعلاج… لكن بالنسبة للبعض، هناك حاجة لإعادة تأهيل !
إذا كنتم حقاً لا تتحملون هذه الأصوات لدرجة الوصول إلى معاناة حقيقية، يمكنكم التوجه إلى أقرب مركز للعلاج… أو التوجه إلى جاركم على الطاولة وتطلبوا منه أن يغلق فمه عندما يأكل !
التعليقات مغلقة.