كيف تعلمون أولادك التحكم بغضبهم ؟
انتبهوا أيها الأهل من الغضب. فالغضب الذي لا يوجه بشكل صحيح يمكن ان يسبب الاذى . كيف نعلم أولاداً لا سيما منهم الذكور التحكم بالغضب.
هناك عدة أمور على الأولاد تعلمها بشأن السيطرة على غضبهم
قفي في ملعب أي مدرسة وراقبي ما يحصل من حولك .
سترين مجموعات من الاطفال يلعبون وأطفال اخرين يتجولون وحدهم
كما سترين بين الحين والاخر اطفالاً يتشاجرون ويتعاركون , ستلاحظين الفرق في طريقة تعبيرهم عن غضبهم بحسب إذا ما كانوا فتياناً او فتيات .
قد يتشاجر الصبيان ويتلاكمون او يرمون اغراضاً على بعضهم البعض في حين ان الفتيات يعبسن عادة او ينبذن بعض الفتيات او ينشرن الشائعات والاقاويل .
الفتيان والغضب
لطالما كان الغضب شعوراً مقبولاً لدى الرجال والفتيان , ويبرر المنطق نفسه هذا بأن الكثير من هرمون التستوسترون يسري في عروقهم ما يجعلهم عدائيين رغماً عنهم .
في الواقع , غالباً ما يعتبر الغضب , بما في ذلك الملاكمة أو غيرها من المواجهات الجسدية , سلوكاً ذكرياً صرفاً .
وحتى في هذة الايام التي يفترض بها ان تكون من زمن التنوير يعتبر جبانا اي رجل يتجنب العراك .
أظهر العديد من الدراسات أن ما من فرق حقيقي في الطريقة التي يختبر بها الرجال النساء الغضب .
فالكل يشعر بالغضب ويشعر معظم الناس بالغضب من الامور نفسها الا ان الرجال والنساء يعبرون عن غضبهم بطرق مختلفة .
يميل الرجال الى ان يكونوا عدائيين اكثر جسديا وان يعتمدوا غالباً سلوكا سلبيا عدائياً وان يكونوا اكثر تهورا واندفاعا في التعبير عن غضبهم .
تبقى النساء غاضبات لوقت اطول وهن يمتعضن اكثر وغالبا ما يستخدمن العلاقات كسلاح للتعبير عن غضبهن ( كنبذ صديق قديم , إطلاق شائعة مؤذية ,او اهانة مظهر احدهم.).
يعتقد بعض الخبراء ان الصبيان اكثر ميلاً للغضب لانه بديل عن مشاعر اخرى لا يتقبلها المجتمع كثيرا كالشعور بالحزن او بالوحدة
ويساهم الاهل ايضاً في غضب الصبيان فقد اظهرت الابحاث ان الاهل يشجعون الفتيات على حل المشاكل حبياً في حين انهم يسمحون للصبيان بان ينتقموا .
يشكل الغضب جزءا طبيعيا من مروحة المشاعر الانسانية.
في الواقع الغضب هو ما يدفعنا غالبا لحل المشاكل وللدفاع عن انفسنا ولمحاولة تقويم الخطأ في هذا العالم .
الا ان الغضب الذي لا يوجه بشكل صحيح يمكن ان يسبب الاذى .
إدارة الغضب والتحكم به
كلنا نغضب من حين الى اخر وسيغضب ابنك ايضا
الا ان رد فعلك على هذا الغضب سيعلمه كيف يحدد هذا الشعور ويتحكم به
فيما هو يكبر انما عليك اولا ان تتعلمي كيف تتعاملين مع
غضبك انت بشكل فاعل اذا رحت تصرخين وتقذفين الاغراض فهذا ما سيفعله ابنك ايضاً.
اعترفي بمشاعر القدر وخذي استراحة اذا ما دعت الحاجة
ثم ركزي على حل المشاكل بدلا من القاء اللوم .
عليك ان تعلمي ابنك ان الغضب مقبول لكن ايذاء الاشخاص او الاغراض امر غير مقبول .
يمكنك ان تساعدي ابنك على ان يتعلم انه يستطيع ان يشعر بالغضب من دون ان يؤذي نفسه او اي شخص اخر.
تقبلي غضبه واعرضي عليه طرقا ليهدأ عندما يحتاج ذلك .
وبعد ان يهدأ الجميع اجلسوا واستكشفوا السبل الممكنة ليصبح الوضع افضل .
وهناك خطوات أخرى يمكن اتباعها
افهموا كل طفل بمفرده.
يختلف الأطفال بعضهم عن بعض – بعضهم “مركّب” للتعبير عن غضبه، في حين أن بعضهم الآخر نادراً ما يفقدون هدوءهم.
تكفي معانقة بعض الأطفال لتهدئتهم في حين يحتاج بعضهم الآخر الى بعض الوقت بمفردهم ليهدأوا.
اكتشفوا ما الذي يطلق غضب صغاركم واكتشفوا ما الذي يهدّئهم.
علّموهم طرقاً فعّالة لتهدئة غضبهم.
عند دخولهم المدرسة الابتدائية، يكون العديد من الأطفال قد تعلّموا كيفية السيطرة على غضبهم.
يمكنكم أن تعلّموهم أن يأخذوا نفساً عميقاً أو يبتعدوا أو حتّى يخرجوا ليركضوا بضع دورات حول الحديقة.
ويحتاج الأطفال الصغار بين سن المشي وسن الدخول الى المدرسة الى مساعدتكم وتوجيهاتكم في تطبيق طرق التهدئة.
اشرحوا أي السلوكيات غير مقبولة.
يحتاج الأطفال الى معرفة أن السلوك العنيف أو العدواني والسباب وتوجيه الإهانات والتصرّف ****ناستي هي طرق غير مقبولة
للتعبير عن الغضب.
لاحظوا السلوك الحسن واثنوا عليه.
اذا رأيتم طفلكم يسيطر على غضبه في وضع صعب، قولوا له كم أنتم فخورون لأنه حافظ على هدوئه حتّى عندما كان غاضباً.
وتقول سالي – آن: “يزيد احتمال تكرار الطفل للسلوك الذي تمّ دعمه إيجابياً.”
أعطوا الطفل كلمة “أمان”.
في حالة الأطفال الذين قد يجدون صعوبة في السيطرة على غضبهم، من المفيد جدّاً اعطاؤهم كلمة يستطيعون استخدامها عندما لا ينجح أي شيء آخر.
وتقول سالي – آن: “تستطيع كلمة الأمان هذه مساعدتهم على التعبير عمّا يشعرون به خصوصاً اذا وجدوا أنفسهم في حالات غضب تجاه أهلهم أو معلّميهم.”
اجعلوا الأطفال يستخدمون الكلام.
بعد أن يكون الأطفال قد اكتسبوا ما يكفي من المهارات اللغوية، شجّعوهم على التعبير عن غضبهم بالكلام ومن ثمّ البوح بما يغضبهم ولماذا.
متى تستشيرون الاختصاصيين للسيطرة على الغضب
يحتاج طفلكم الى المساعدة ليتعلّم السيطرة على غضبه إذا كان الغضب قد بدأ يؤثّر سلباً في حياة الأسرة الطبيعية.
كأن تقلقوا مثلاً بشأن الخروج من البيت خوفاً من أن يصبح طفلكم شديد الاهتياج، أو اذا كنتم تخشون أي سلوك عنيف.
“ثقوا بحدسكم – سوف يعلم معظم الأهل اذا كانت مشكلة غضب ولدهم تصبح خارج السيطرة.”
ان الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها اذا اعتقدتم أن طفلكم بحاجة الى المساعدة على السيطرة على غضبه
هي أن تحدّدوا موعداً مع طبيب الصحّة العامة الذي سيحيلكم الى عالم نفس أو طبيب أطفال أو اختصاصي آخر ملائم في المجال الطبّي.
التعليقات مغلقة.