10 نصائح من امرأة حاربت السرطان
إلى كل من تم تشخيص السرطان عندهم، إلى عائلاتهم، إلى أصدقائهم… هذه المقالة من مدونة Kris Carr (Crazy Sexy Cancer)، ترجمناها لكم في ifarasha لتقرأوها وتشاركوها…
يوم 14 شباط/ فبراير 2003، هو اليوم الذي شخص لي الأطباء فيه إصابتي بسرطان في المرحلة الرابعة. توقفت عندها حياتي ثم تغيرت. أصبح لعيد الحب معنى في حياتي مختلف تماماً. أسميته عيد ميلاد السرطان، يوم الحب العميق لنفسي، يوم التفكير، الامتنان والولادة من جديد. أخذ الأمر مني أكثر من عشر سنوات للوصول إلى هنا. لكنني هنا الآن وإذا كان المرض قد ظهر لديكم أيضاً، فكونوا على يقين أنكم ستصلون إلى هنا أيضاً.
لحسن الحظ أن طبيب أورام مجنون أعطاني موعداً سيئاً ل “الرحيل” منذ حوالى عشر سنوات. بالنسبة له، كان يجب أن أموت السنة الفائتة. يا للسرعة ! إذا أعطاكم أحد هؤلاء الأطباء نبوءة مماثلة، فهناك احتمال كبير جداً أن يكون مخطئاً أيضاً. عندما وجدت طبيباً أفضل لمرضي، انفتح عالم جديد بالنسبة لي.
يجب أن أعلمكم أنني مصابة بورم خبيث غريب (sarcoma) ينمو ببطء ( يمكن أن يصبح عدوانياً ذات يوم ). ورغم أنني أعيش مع سرطان، فإنني أعيش حياتي بشكل صحي ومنسجم. في الواقع، أظهرت آخر نتائج التشخيص أن أغلب الأورام لديّ أصبحت أصغر!
بالنسبة للكثير من المرضى، لم يعد السرطان مرادفاً للموت. احفظوا هذا جيداً. لا أقول إن الحياة مع سرطان سهلة لكنها ربما كانت غنية ومدهشة حتى لو كانت في قلب المعاناة والألم. من ifarasha، أنا أشارك معكم هنا 10 نصائح ساعدتني على الشعور بشكل أفضل على طول الطريق. أظن أنها ستفيدكم أيضاً. أنا أحبكم…
1. عندما تتعقد الأمور، خذوا نفساً عميقاً
هذه الحركة الأولى والأهم التي يجب أن تقوموا بها عندما تسوء الأمور. على طريقكم، هناك الكثير من الأفكار والنظريات والتخويف الطبي. تنفسكم هو الممر نحو حدسكم، سيساعدكم في الإبحار وسط كل هذا الضجيج.
تنفسوا واصغوا. تنفسكم سيعطيكم القدرة أيضاً على الحدّ من الضغط النفسي. عندما نكون على متن رحلة جوية طويلة، من الصعب أن نأخذ قرارات ومن السهل أن نصاب بالقلق والاكتئاب والشعور بالعجز. تنفسوا.
2. ابحثوا عن طبيب أفضل لمرضكم
لو استمعت إلى الطبيب الأول، لما كنت هنا الآن. استئصال ثلاثي للأعضاء؟ هذه حماقة كبيرة. لحسن الحظ أن الإلهام أتاني كي أسافر بحثاً عن أفضل طبيب لورمي الخبيث. إذا كان تشخيصكم حديثاً (مهما كانت خطورته)، أقترح عليكم بقوة أن تفعلوا مثلي. حياتكم مسؤوليتكم. هل لديه الخبرة الكافية والقدرة على متابعة آخر الأبحاث ؟ هل هو عضو في شبكة من الزملاء الذين يمكن أن يكلمهم عن حالتكم ؟ الطبيب أو المستشفى المحلي لن يؤمن لكم هذا. طبيبي متمكن وبارع في كل العلاجات التقليدية الحديثة الممكنة لمرضي. أنا لم أخضع حتى الآن لأي علاج طبي تقليدي، ولكن إذا أصبح مرضي شرساً، سأذهب لرؤيته فوراً.
كيف تجدون طبيب أورام كفؤ: ابدأوا بالبحث على Google عن المستشفيات العشر الأول في علاج السرطان. بالإضافة إلى هذا، اسألوا معارفكم ! لقد وجدت أفضل الأطباء عن طريق طبيبي، عائلتي وأصدقائي.
3. طبيب الأورام لا يكفي وحده
ابحثوا عن معالجين بالطب البديل، فهؤلاء يعالجون جسمكم بأكمله وليس فقط الأعراض. كيف يفعلون هذا؟ عن طريق الإرشادات الغذائية، المكملات المختارة بعناية، تقنيات التحكم بالتوتر وبالضغط النفسي، وعلاجات أخرى بديلة تحسن كيانكم بشكل عام وتحفز جهاز المناعة لديكم.
كيف تجدون معالجاً بالطب البديل : أيضاً، استخدموا شبكة علاقاتكم. اسألوا حولكم عن المعالج الأفضل الذي سيساعدكم في الشفاء.
4. حدّوا من الالتهاب. كلوا خضاراً
باختصار : استقبلوا بذراعين مفتوحتين كل ما هو أخضر، الخضار، المكسرات، الحبوب الكاملة، البذور، الطحالب والفواكه. تخلصوا من المنتجات الحيوانية (المسببة للالتهابات) – حتى لو كانت عضوية -، المليئة بالهرمونات، واملأوا أطباقكم بدلاً عنها بأطعمة من أصل نباتي بشكل كامل. بالإضافة إلى هذا، ارموا في الزبالة الأطعمة المصنعة والمكررة، وخصوصاً السكر (إنه يغذي السرطان). بالحديث عن السكر، اختاروا الفواكه والحلويات ذات مؤشر السكر المنخفض.
إذا كنتم لا ترغبون في أن تصبحوا نباتيين، اجعلوا من الخضار أطباقكم الرئيسية على أن ترافقها منتجات حيوانية كأطباق مرافقة. حدّوا من استهلاك المنتجات الحيوانية إلى 2-3 مرات في الأسبوع وتجنبوا مهما كان الثمن المنتجات الزراعية المصنعة.
5. حضّروا العصير. ليس العصير المحلى
ليس العصير المعبأ في القناني، الجاهز للاستهلاك. إنه العصير الأخضر الطازج، العصير الذي يشفي، الذي تحضرونه بأنفسكم. إذا كان من الزراعة العضوية فهو الأفضل بدون شك. إذا لا، انظروا إلى الخضار والفواكه الأكثر تعرضاً للمبيدات وللأسمدة الكيميائية وتجنبوها مهما كان الثمن، واختاروا الأقل تلوثاً.
في حال الشك، عصيري اليومي ساعدني على التحسن رغم كل العراقيل. قاعدتي الأساسية لتحضير عصير أخضر هي نسبة 3 إلى 1. ثلاث خضار خضراء مع فاكهة واحدة ذات مؤشر سكر منخفض. يمكنكم أن تضيفوا أيضاً الليمون الحامض لأنه يحتوي القليل جداً من السكر. أنواع العصير غنية بالمواد المغذية، مرطبة، تزوّد الجسم بالطاقة وتعالج. إذا كان لديكم بلندر blinder فهذا أفضل أيضاً. حضّروا عصائر مخفوقة خضراء بمؤشر سكر منخفض.
6. اختاروا مستحضرات تجميل وعناية بالجسم ومستحضرات تنظيف صحية بدون خطر
يستخدم الناس، كمعدل عام، 9 مستحضرات عناية يومياً تحتوي حوالى 126 مادة كيميائية. لكن الهيئات الصحية في العالم لا تراقب ولا تفحص أغلبية هذه المستحضرات قبل أن تنزل إلى السوق. بالإضافة إلى هذا، الشركات ليست مجبرة على اختبار منتجاتها ولديها الحق في أن تستعمل مواد كيميائية خطيرة في تركيبتها.
طالما ليس هناك مشكلة مع هذه المنتجات، فستبقى منتشرة في الأسواق. إذا حدث ذات يوم وتسببت بمشكلة، تجرى دراسة لتحديد مدى خطورتها. ليس من المفاجئ أبداً، في هذه الحالة، أن يكون العديد من المواد الكيميائية الموجودة في هذه المستحضرات مرتبطاً بارتفاع خطر السرطان، العقم، التشوهات الخلقية والاضطرابات الهورمونية.. المواليد الجدد، الأولاد، المراهقون، البالغون، كلنا معرضون يومياً لهذه المواد الكيميائية ونحن لا نعرف تأثيراتها على الصحة على المدى الطويل. نفس الشيء ينطبق على مواد التنظيف المنزلية.
7. أسلوب العيش الخامل خطر
مع أنه من المهم أن نرتاح، فإن قلة الحركة والتمرين تسرّع انحلال العضلات، تضعف مقاومة الجسم ومناعته وتخلق تعباً أكثر. جسمكم بحاجة لأن يتحرك ولأن يبقى قوياً. ستتحملون علاجات السرطان بشكل أفضل وستتحسنون بشكل أسرع عندما تكون لياقتكم العضلية ومرونتكم أفضل. التمارين تخفف أيضاً من الالتهاب ومن ارتفاع إفراز الهورمونات مثل الأستروجين والأنسولين وال IGF-1. برهنت الدراسات أنه حتى فترات التمرين القصيرة يمكن أن تنعكس نتائج مذهلة على الصحة.
لستم بحاجة للكثير من الوقت ولا للتجهيزات لتصنعوا الفرق. كل ما عليكم فعله أن تنهضوا من مقاعدكم وأن تنخرطوا في أي شكل من أشكال التمارين المعتدلة بطريقة منتظمة (بشكل يومي تقريباً). احملوا أوزاناً خفيفة، مارسوا اليوغا، الرقص، الفنون القتالية، كل ما يغريكم ! ابدأوا بعشر دقائق يومياً وحاولوا أن تزيدوا المدة إلى 30 دقيقة.
8. ناموا مثل الأبطال
ليالي من النوم بالشكل المضبوط، خصوصاً بين الساعة 11 ليلاً والسابعة صباحاً، ستساعدكم على الشفاء فعلاً. ليس فقط ستكونون قادرين على التجاوب أفضل مع العلاجات، لكن النوم السليم ينشط قدرات الجسم المجددة. ليس عليكم أن تلتزموا بنظام نوم صارم، عليكم فقط أن تخلقوا الظروف الملائمة لتناموا بشكل منتظم. حافظوا على غرفتكم منعشة، أطفئوا كل الأضواء، أوقفوا القهوة بعد الساعة 12 (أو استبدلوها بالشاي الأخضر)، أوقفوا الكحول، وأعطوا أنفسكم الوقت لتسترخوا وتتبنوا موقفاً محباً : أنا في سلام، هادئ ونعس !
9. حاربوا الضغط النفسي والتوتر
يؤدي الضغط النفسي إلى إفراز مجموعة كبيرة من الهورمونات في الجسم. هذا جيد جداً عندما تحتاجون للركض أو للهروب بسرعة من مكان ما. لكن عندما يكون مصدر الضغط النفسي متواصلاً، كما في علاج السرطان الذي يأخذ سنوات أو حتى في طريقة إدارتكم لحياتكم، يصبح عندها الضغط النفسي عدوكم الرقم واحد.
تشخيص السرطان هو أحد الأحداث الأكثر تسبباً بالصدمة التي يمكن أن تحصل في حياة أي شخص. لكن هناك طرقاً للتحكم بالذعر حتى لا يضعف جهازكم المناعي ولا يتسبب بخلل في نومكم ولا يفاقم المرض في جسمكم. التأمل، النزهة في الغابات، صناعة الفخار، اليوغا – كل ما يجعلكم تخرجون من أفكاركم وتعاودوا استكشاف جسمكم/ قلبكم. بالإضافة إلى هذا، قد تحتاجون إلى الدعم من اختصاصي. نعم، إلى طبيب نفسي.
استعلموا أيضاً عن تقنية (EFT (Emotional Freedom Technique، إنها مميزة جداً. اكتشفوا ما الذي يناسبكم ولا تنسوا جلسات التدليك من وقت لآخر.
10. تقبلوا ما أنتم عليه الآن
التقبل غير المشروط هو طريق الشفاء الروحي. هذا يتطلب الشجاعة لكي تتقبلوا الموقف الحالي، لكي تكونوا حاضرين، ولتحبوا أنفسكم بالضبط كما أنتم. أنتم حقيقتكم. أنتم واقعكم. أتستطيعون أن تتغيروا ؟ بالتأكيد ! لكن حتى مجرد الكلام عن التغيير يضعنا في المستقبل. ومع أنه سيكون لديكم قطعاً وقت لهذا، ابنوا الآن قاعدة صلبة في اللحظة الراهنة فهذا يساعدكم على أن تحبوا وتعتنوا بأنفسكم بشكل متواصل. توقفوا لدقيقة. قدموا لأنفسكم الدعم. إذا كنتم مهووسين بكل ما هو أفضل، إذن تعهدوا بأن تمضوا وقتاً أكثر في التفكير وهذا جيد بشكل مدهش الآن.
عندما شخَّصوا وجود السرطان لديّ، هدفي الوحيد كان الغفران. كل الباقي بدا لي كفشل هائل. وأسوأ من هذا، خطأي الخاص. بعد مرور أكثر من 12 سنة، أنا أستاذة في نصائحي الخاصة. أنا أتقبل، أتقبل السرطان وكل الباقي. هل يعني هذا أن أهمل صحتي ؟ بالتأكيد لا ! التقبل مختلف عن التنازل. فهو يعني أنه مهما حدث لن تتخلوا وتهملوا أبداً.
وهذا هو الجانب الذي يساهم في إجمالي التحسن العام : التقبل يسمح لكم بأن ترتاحوا، بأن تجددوا أنفسكم وتعيدوا بناءها. أنتم أنفسكم ملاككم الحارس.
الحياة لا تبدأ عندما نحل مشكلة هنا أو هناك أو نفعل شيئاً ما. الحياة هي اللحظة الحاضرة وهي مذهلة !
Kris Carr
التعليقات مغلقة.