قذفت سيارة ابنة التسع سنوات مسافة 23 متر ولكن بعد 17 سنة هذا ما أصبحت عليه
الشابة الفنلنديّة جاسمين بريتني البالغة من العمر 26 سنة هي امرأة استثنائية. منذ الحادث الذي حصل معها منذ سنوات وهي مصابة بالشلل الكامل وحُكِم عليها بالعيش على كرسي متحرّك طوال حياتها.
الأمر ليس سهلًا عليها ولكن جاسمين وجدت شغفًا ملأ عليها حياتها وسمح لها بتخطّي وضعها.
تمضي جاسمين 4 ساعات على الأقل لكي تجهّز نفسها. وهي تستمدّ الإلهام ممن تعتبرهم مثالها الأعلى: باربي وبريتني سبيرز وسندريللا والأميرة ياسمين. تحاول أن تشبه هذه النماذج عندما ترتدي ملابسها وتتبرّج كل صباح. بالطبع إنها طريقة تستغرق الكثير من الوقت والمال… وقد احتسبت أنها أنفقت حوالى 15000 يورو في بضع سنوات فقط من أجل شغفها لكن بالنسبة إلى جاسمين هذا ليس أمرًا مهمًّا.
تخبر جاسمين التي تعشق Spice Girls وأميرات ديزني منذ صغرها” إن إعادة اكتشاف باربي والأميرة التي في القصص النائمة في داخلي أعاد لي ثقتي بنفسي”. كما لو أن كل شيء تجمد في الزمن منذ الحادث الذي سلب منها طفولتها منذ سنين.
تتذكر جاسمين “كان يومًا صيفيًا جميلًا وأخذت الإذن بالخروج”. في 17 آذار / مارس 1998 كانت الفتاة الصغيرة كاتارينا كوسكيرانتا (إسمها القديم) في التاسعة من العمر عندما صدمتها سيّارة أجرة ورمتها على بعد أكثر من 23 متر. كان السائق يكتب رسالة على هاتفه وتأخّر في الدوس على الفرامل. فنُقِلت الطفلة إلى المستشفى على الفور.
عندما استيقظت جاسمين في المستشفى لم تكن تشعر بجسدها. وتخبر “فهمت من نظرات والديّ أن هناك شيء ليس على ما يرام”. كانت معجزة أنها بقيت على قيد الحياة ولكن عمودها الفقري تعرّض لأضرار لا يمكن إصلاحها. قامت العائلة بكل ما بوسعها لدعمها وكانت أختها جاين (14 عامًا آنذاك) وأخوها ساتو (24 عامًا آنذاك) يقرآن لها قصص الجنيات في فترة بقائها في المستشفى.
وبينما كانت بلا حراك في السرير موصولة إلى أنابيب اتخذت جاسمين قرارًا أنها بدلًا من الإستسلام ستتحوّل إلى الشخصيات التي شكلت لها مثالاً أعلى في طفولتها وهكذا توصل رسالة إلى كل الأشخاص الذي يمرّون في الصعوبات. وأصبحت ممرّضتها هنريكا صديقة مقرّبة تساعدها كل يوم في ماكياجها وملابسها والعناية بها. وجاسمين ممتنّة لكلّ الدعم الذي تقدّمه لها صديقتها.
ولكنها لم تقتصر فقط على تسريحة شعرها ولا على الماكياج بل غيّرت إسمها رسميًا ليصبح جاسمين بريتني مثل مثليها الأعليين. تقول جاسمين “لا أغادر المنزل بتاتًا من دون أن يكون مظهر باربي مثاليًا ومن دون الكعب العالي حتى لو كنت غير قادرة على المشي.” أصبح مظهرها شغفًا غريبًا ولكنه أيضًا رمز الأمل لكل الناس في هذا العالم الذين يواجهون مشاكلهم الخاصّة. اليوم جاسمين تدرس في الجامعة وتأمل أن تصبح مصمّمة أزياء. وهي تنشر الوعي بين الناس من خلال صفحتها على الفيسبوك وقناتها على اليوتيوب. إضافة إلى أنها تساعد على جمع التبرّعات للعناية ولعلاج الكسور في الحبل الشوكي.
حتى لو لم يكن نمط جاسمين شبيهًا بنمطكم لا يمكنكم أن تنتزعوا منها الثقة والعزم اللذين تظهرهما يوميًا. كثيرون هم الأشخاص الذين لا يستطيعون تخطّي هذا النوع من الجروح البليغة. يذّكرنا تحوّل جاسمين بأن علينا ألا نتخلّى مطلقًا عن أحلامنا.
التعليقات مغلقة.