بعد أن تعرّضت للتحرّش ثم الاغتصاب حاولت أن تنتحر ولكن حصل في حياتها ما لم يكن متوَقَعًا!
قصّة هذه المرأة التي وُلِدَت من دون ذراعين ولا ساقين غريبة جدًا.
يمكن لِزولي البالغة من العمر 25 سنة أن تبتسم من اليوم فصاعدًا ولكن طريق الوصول إلى السعادة كان صعبًا وقاسيًا.
وُلِدَت من دون ذراعين ولا ساقين بسبب مرض وراثي نادر إسمه متلازمة تيترا أميليا التي تحول دون نموّ الأعضاء داخل رحم الأم. ولكن إعاقتها لم تكن إلا واحدة من بين العوائق الكثيرة التي اعترضت حياتها. أذهلتنا قصّتها ومثابرتها وأثّرتا فينا كثيرًا!
لا شك في أن غيّيرمينا والدة زولي قد علّمت إبنتها ما هي العزيمة من خلال مثالها. للأسف انتحر والد زولي عندما لم تكن إبنته قد بلغت سوى السنتين من العمر فترك أمها وحيدة لكي تعتني بأطفاله الستة في مدينة بوغوتا في كولومبيا وهو بلد لا يقدّم أي مساعدة مالية للأشخاص المعوّقين.
ولكن غيّيرمينا أصرّت على أن تحظى ابنتها بحياة طبيعية وقامت بكلّ ما يمكنها أن تفكّر فيه. شجّعت ابنتها على تعلّم كيفية القيام بالأمور بنفسها وزولي ممتنّة لأمها ولله لكونهما مصدر استقلاليتها.
قالت زولي ” علّمتني أمي أن أقوم بالأمور الأساسية كترتيب سريري وتنظيف أسناني وتبديل ملابسي بواسطة فمي وأطرافي لكي ألتقط الأشياء. كانت تريدني أن أكون قادرة على فعل كل ما يمكن لشخص صحيح أن يفعله.”
للأسف لم يكن أترابها متضامنين معها
عندما كبرت تعرّضت زولي للمضايقة من دون شفقة. كانت تُلَقَب بالكائن الفضائي وبعض الأطفال كانوا يسرقون طعامها. حاولت أن تنتقل إلى مدارس أخرى إلّا أن السخرية استمرت تلاحقها.
وتذكّرت قائلة “كنت قبل أن أنام في الليل أتمنى لو أستطيع أن أستيقظ وأكون مثل سائر الناس. كنت أشعر بأني مُستبعَدة في المدرسة ولم يكن لديّ أي صديق. كنت أظنّ بأنه لا يوجد أي أمل لي. وحاولت أمي أن تساعدني في المحافظة على معنوياتي ولكني كنت بحال سيئة.”
وكانت المعاملة السيئة تزداد سوءًا حتى أن زولي تعرضت للاغتصاب. عندما أصبحت في الخامسة عشر من عمرها كانت معنوياتها في أدنى مستوياتها وكانت تظنّ بكل صراحة أن الحياة لا تستحقّ أن تُعاش.
صعدت إلى الطابق الرابع من المبنى التي تسكن فيه وكانت تستعد للقفز ولكن الله رسم لهذه الشابة خطة أخرى فقد ظهرت أمها في الوقت المناسب ومنعتها من القفز.
قالت زولي إن أمها صدمت عندما عرفت أن أحوال ابنتها سيئة جدًا لدرجة أنها حاولت الانتحار. واحتضنت غيّيرمينا ابنتها بشدّة وقالت لها إن يومًا ما سيسطع نجمها وستثبت للعالم أنها قادرة على عيش حياة طبيعية وسعيدة على الرغم من إعاقتها.
“أظن أنها كانت ذلك الملاك الذي رافقني دائمًا وأشكر الله على الحياة التي أعطاها إياها لأنها كانت دومًا إلى جانبي كلما احتجت إليها”
مع تشجيعات أمها ودعمها عملت زولي بجهد لكي تطوّر ثقتها بنفسها وبعد أن كانت في ادنى مستوياتها أدركت أنها أضاعت الكثير من الوقت في التركيز على إعاقتها.
“ليس لديّ لا ذراعين ولا ساقين ولكني لن أدع هذا الأمر يعيقني”.
وعلى الرغم من أنها وُلِدَت من دون ذراعين وساقين فقد أنعم الله على زولي بموهبة فنية مدهشة. فهي قادرة بواسطة فمها على إبداع لوحات رائعة الجمال.
تأمّلوا الموهبة الفنية لزولي في الفيديو أدناه:
دخلت معهد الفنون الجميلة في عمر 18 سنة وطلب منها قسّ المنطقة أن ترافقه في زياراته في الأبرشية لكي تخبر قصّتها.
“ألقيت خطابي الأول أمام 400 طالب وأهلهم وكان حول المضايقة والتنمرفي المدارس. كنت متوتّرة جدًا وأتت أمي لدعمي. في وسط الخطاب بدأت بالبكاء لأن من المؤلم جدًا أن أعيش من جديد ما مررت به. ولكن الجميع راح يصفّق لي وهذا الأمر دفعني إلى المتابعة.”
والآن أصبحت زولي تلقي محاضرات في الشركات والسجون والمدارس. وتوصّلت إلى استنتاج أنها لم تعاني من دون جدوى فقد دخلت حياتها دعوة مميّزة جدًا وقد نزع الله كل السواد الذي تخطّته وحوّله إلى شيء جميل.
الآن في عمر 25 سنة، تبيع زولي قسمًا من أعمالها وخدماتها كمحاضِرة ملهِمة لكي تعيش وتدعم عائلتها. هي لا تجني الكثير من الأرباح من هذه المحاضرات ولكنها بالطبع لا تقوم بذلك بهدف كسب المال.
فالأثر الذي لزولي على الآخرين إلى جانب الحب والدعم اللذين تتلقاهما هي أسباب ابتسامتها اليومية. وعندما تشارك قصّة المثابرة هذه تلهم زولي الآخرين بل تغيّر حياتهم.
“يعطيني هذا الأمر الكثير من السعادة لمعرفة أني أساعد الناس. هناك صبي كان على وشك الإنتحار بمسدّس عندما شاهد حلقة متلفزة كنت أشارك فيها. فأدرك أن عليه أن يكون شجاعًا وقرّر ألا يضع حدًا لحياته. وكتب إليّ فأصبحنا صديقين. أتلقّى رسائل من الكثير من الناس الذين يقولون لي إنني ساعدتهم على تخطّي حالات صعبة”.
تمكّنت زولي من تجاوز صدمة التحرّش الجنسي التي عانت منها وتعرّضت لها من بعض الأصدقاء. وهي تتمنّى أن تتزوّج يومًا ما وأن تنجب أطفالًا كما تأمل أن تلقي محاضرات في الخارج وأن تؤسّس دارًا للأيتام أيضًا.
يسعى الشيطان دائمًا إلى إضعافنا من خلال جعلنا نصدّق أننا غير قادرين على فعل ما نستطيع فعله. ولكن قصّة زولي هي شهادة للقدرة على المقاومة وللقوة اللتين يتمتّع بهما العقل البشري.
“أنا دليل حيّ على أنه عليكم ألا تسمحوا لإعاقة بالوقوف في طريقكم. لقد تخطيت فترات صعبة جدًا ولكني الآن في حالة جيّدة ومساعدة الآخرين تعطيني هدفًا في الحياة”.
تعرّفوا على المزيد من قصّة زولي في الفيديو أدناه:
التعليقات مغلقة.