الكوليرا cholerae: ما عليكم أن تعرفوه عن الكوليرا التي ما تزال تحصد الأرواح في العالم
ما تزال الكوليرا تحصد عدداً هائلاً من الأرواح عالمياً. ففي بداية تسعينيات القرن الماضي كانت ما تزال منتشرة في الأحياء الفقيرة من مدن عصرية مثل لندن ونيويورك. أما في الماضي فقد كانت الكوليرا تقضي على سكان مدن كبرى بكاملهم. ويعتقد أن الكوليرا كانت واحدة من الأوبئة الخطيرة المميتة التي عصفت بالامبراطورية الرومانية. إن الفقر وغياب تدابير النظافة الأساسية كانت ومازالت السبب الأهم لانتشار وباء الكوليرا.
تنتشر الكوليرا عادة عندما يحصل احتكاك بين الإنسان وبراز يحمل هذه البكتيريا. ويحصل هذا حين يشرب الشخص ماء ويستهلك طعاماً ملوثاً بمياه الصرف الصحي غير المعالج الذي يحتوي على بكتيريا الكوليرا. وينتشر هذا المرض بسرعة في المناطق التي لا تعالج فيها مياه الصرف الصحي ومياه الشرب. كما يمكن أن تعيش هذه البكتيريا في الأنهار التي تختلط فيها مياه البحر المالحة بالمياه الحلوة، وكذلك في مياه البحر القريبة من الشاطئ، لذلك فإن تناول الأصداف النيئة يمكن أن يكون مصدراً لهذه البكتيريا.
الأعراض
• إسهال
• تقيؤ
• عطش شديد
• تشنج عضلي
• وهن
• عينان غائرتان
• تجعّد جلد الأصابع
معلومات عن الكوليرا
يمكن للإصابة بالكوليرا أن تمرّ دون أن يتنبّه لها المريض فتقتصر على إسهال لا ترافقه أعراض شديدة أخرى. كما من الممكن أن تتحوّل إلى مرض شديد الوطأة قد يهدد حياة المريض. أما الأعراض الأولية فهي إسهال مفاجئ ، حاد وغير مؤلم يرافقه تقيؤ. وتؤدي خسارة المياه والمعادن(الصوديوم والبوتاسيوم، المغنيزيوم، البيكاربونات، الكلورايد… ) من الجسم بسبب الإسهال والتقيؤ إلى الإحساس الشديد بالعطش، والإصابة بتشنجات عضلية، الشعور بالوهن، وفقدان تماسك خلايا الجلد ما يسبب تجعداً في جلد الأصابع ويجعل العينين تغوران.
يمكن أن تكون نتائج الإصابة بالكوليرا خطيرة جداً، وذلك بفعل الإسهال الشديد الذي يسبب خسارة الجسم لسوائله الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم، المغنيزيوم، البيكاربونات، الكلورايد وهي عناصر ضرورية لتأمين توازن الجسم. وإذا لم تتم معالجة الكوليرا فقد تسبب تسمماً في الدم، وقصوراً في الكليتين، وقصوراً في القلب. أما فترة الحضانة لبكتيريا الكوليرا (الفترة التي تمتد ما بين التقاط العدوى وظهور الأعراض) فهي من يوم إلى ثلاثة أيام.
الارتباط بفئات الدم
الفئة O هي الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا، ليس هذا فحسب بل إنه من المؤكد أنها إذا التقطت هذه العدوى فسوف تكون من النوع الأكثر خطورة. ويرجح أن يكون عدد حاملي الفئة O ذوي الجذور القديمة في مدن حوض البحر الأبيض المتوسّط، كبيراً مقارنة بالفئات الأخرى، سببه أن عدد الوفيات لدى هذه الفئة جرّاء الإصابة بالكوليرا أكثر من عدد الوفيات من الفئات الأخرى. وقد يكون هذا الضغط الانتقائي المنتظم الذي يستهدف الفئة O السبب في العدد القليل لحاملي هذه الفئة في منطقة دلتا نهر الغانج في الهند مقارنة مع حاملي الفئة B الكبير جداً. الفئة AB هي الأكثر حصانة ضد عدوى الكوليرا. فعندما يلتقط أصحاب هذه الفئة عدوى الكوليرا لا يعانون من أعراض شديدة وشفاؤهم منها غالباً ما يكون مؤكداً.
سنة 1991، عندما انتشرت عدوى الكوليرا في البيرّو، أكّد إحصاء محلي أن الإصابات الأكثر خطورة كانت لدى حاملي فئة الدم O، فالمصابون من هذه الفئة عانوا من إسهال وتقيؤ وتشنجات أشد من الفئات الأخرى. وبلغ عدد الإصابات من الفئة O التي تطلبت دخول المستشفى ثمانية أضعاف عدد الإصابات من الفئات الأخرى.
احتياطات ضرورية
التزموا بتعليمات السفر الآمن. فإذا كنتم مسافرين إلى بلد من بلدان العالم الثالث التزموا بالتعليمات التالية:
• تجنب تناول اللحوم أو ثمار البحر النيئة أو غير المطهوة جيداً.
• تجنب تناول الخضار النيئة، أو قشّرها.
• تجنب شرب مياه الحنفيات ومكعبات الثلج المصنوعة من مياه الحنفيات.
• تجنب شراء الطعام من الباعة المتجوّلين.
• خذ معك حيث تذهب أقراصاً لتعقيم الماء(وهي متوفرة في الصيدليات).
• راجع الدليل السياحي لمعرفة عناوين المطاعم التي تقدم طعاماً من النوع الآمن على الصحة.
• استعمل المياه المعدنية للشرب وتنظيف الأسنان، حتى في الفنادق. المياه الفوّارة هي الأكثر أماناً إذ يبدو أن الكربونات التي تحتويها تقتل بعض أنواع الكائنات المجهرية. ولكن تأكدوا أولاً من أن الزجاجة مغلقة بإحكام.
التعليقات مغلقة.