انتبهوا، القرفة لم تعد علاجاً آمناً وفعالاً للسكري !
استعمال القرفة للمساعدة في علاج السكري مسألة فيها اختلاف علمي كبير حالياً. نحن نعرف أن القرفة لها تأثير مفيد جداً على مستوى السكر في الدم، لدرجة أنكم تستطيعون أن تغشوا إذا كان عندكم فحص للسكري، بأن تأخذوا مساء قبل الاختبار مقدار ملعقتي شاي من القرفة.
هذا الاختبار يقوم على مبدأ أن تشربوا الماء المحلى بالسكر لكي تتم مراقبة قدرة جسمكم على تثبيت الغليكوز في الدم، وإذا أخذتم مقدار ملعقتي شاي من القرفة قبل بداية الاختبار ب 12ساعة، فهذا سيخفض مستوى السكر بشكل ملموس. نصف ملعقة ليست كافية، ولكن ملعقة كاملة في اليوم تصنع فرقاً ملحوظاً.
أثبتت الأبحاث التي أجريت حتى الآن أن القرفة تخفض مستوى الغليكوز في الدم بشكل ملموس عند مرضى السكري النوع الثاني وعند المعرضين للسكري. فأين المشكلة إذن؟. المشكلة أن القرفة التي نشتريها من السوق، والتي هي القرفة الصينية، تحتوي مادة اسمها الكومارين Coumarine وهي مادة سامة للكبد إذا أخذت بجرعات عالية.
حالياً، ما يدعو للقلق هو أن الأولاد معرضون لتناول كمية كبيرة من الكومارين وخصوصاً في خلال الأعياد. لاحظ بعض الباحثين أن الأولاد الذين يتناولون حلواهم المفضلة بالقرفة عدة مرات في الأسبوع معرضون لتجاوز الحد المسموح به. بالنسبة للأطفال الصغار، ربع ملعقة شاي من القرفة، عدة مرات في الأسبوع، يمكن أن تشكل خطراً عليهم. وحتى بالنسبة للكبار، فإن تناول القرفة يومياً يمكن أن يجعلهم يتجاوزون الحد المسموح به. هكذا، يبدو أن تناول مقدار ملعقة قهوة من القرفة يومياً قد بكون كثيراً بالنسبة للجميع. لكن لا مشكلة….ليس عليكم إلا التحول نحو القرفة السيلانية وسوف تستفيدون من فوائدها بدون آثار جانبية، أليس كذلك؟
بدون مخاطر، نعم. لكن ليس بالضرورة مع المخاطر. تقريباً كل الدراسات التي أجريت على تأثير القرفة على مستوى السكر في الدم، كانت على القرفة الصينية. لكننا لا نعرف حتى الآن إذا كانت القرفة السيلانية لها نفس التأثير. بسبب وجود هذه المادة السامة، يحذر ال Federal Institute for Risk Assessment في أوروبا من استهلاك كميات عالية من القرفة الصينية وينصح بالتحول نحو استعمال القرفة السيلانية. لقد اكتشفنا انخفاضاً ملحوظاً في مستوى السكر في الدم مع القرفة الصينية، لكن مع القرفة السيلانية لم يحدث شيء. للأسف! يعتقد الباحثون أن مادة الكومارين السامة هي المكون الفعال في القرفة الصينية. هكذا عندما نزيل السم، فنحن نزيل الفوائد. من الأفضل أن نتحول نحو القرفة السيلانية لنتحاشى الخطر، ولكن هذا سيكون على حساب الفوائد.
إذن، هل علينا أن نتوقف عن إضافة القرفة إلى طعامنا ؟ كلا. من الضروري أن نضيف مقدار ملعقة شاي من القرفة السيلانية إلى طعامنا يومياً. إحدى أهم فوائد القرفة، بصرف النظر عن تنظيمها لسكر الدم، محتواها العالي من مضادات الأكسدة. إنها من أهم المصادر وأرخصها لهذه المضادات، فهي تأتي في الترتيب من حيث محتواها قبل كبش القرنفل وبعد الملفوف الأحمر.
مع كل هذا، لا يمكننا أن نعتبر القرفة علاجاً فعالاً وآمناً للسكري. سواء استخدمتم القرفة الصينية التي هي فعالة ولكنها غير آمنة، أو القرفة السيلانية التي هي آمنة ولكنها غير فعالة. فحتى القرفة الصينية لا تستطيع تخفيض السكر في الدم بنسبة كبيرة، مثلها مثل الدواء المستعمل على نطاق واسع عالمياً، meltformine، المعروف تحت اسم .glucophage
إذن نعم، القرفة الصينية فعالة صد السكري مثلها مثل أفضل دواء، ولكن هذا لا يعني الشيء الكثير. إن أفضل علاج للسكري هو محاولة الشفاء تماماً عن طريق نظام غذائي متوازن.
التعليقات مغلقة.