أنا لا أؤمن بقدرتي على الإغواء !
هل سبق ووجدتم أنفسكم في موقف تشعرون فيه أن أمورًا كثيرة ستحدث ولكن الخوف يغزوكم ويشلّكم ويحوّلكم إلى كائن صغير مرتعب وخجول ومُحاصَر بالكامل ربما لا يلاحظ حتى أن أحدًا ما يحاول إغراءه؟
نودّ في هذا المقال من آي فراشة أن نكتب عن هذه القضية على شكل أسئلة…
لنأخذ الأمور بالترتيب…
إذا كنتم من نوع “لا ألاحظ عندما يهتمّ أحد بي” فالسؤال الذي يجب طرحه هو:
ما هي الأفكار المسبقة التي تمنعني من التصديق أنني “مُغرٍ/مغرية”؟
حسنًا… إذا كنتم لا تلاحظون حتى العلامات فهذا يعني أنكم مبرمجون على برنامج “لست جميل(ة) ذكيّ(ة) مضحك(ة) مغري(ة) جذّاب(ة) بشكل كافٍ” وما نعرفه أيضًا… هو أن في داخلكم تتزاحم أفكار مسبقة كثيرة تجعلكم تفكّرون أن ما من شيء فيكم يستحقّ أن يُلاحَظ وما من شيء قد يُشعِر أحدًا بالرغبة في إغرائكم والوقوع في حبّكم.
وبما أنكم مبرمجون على هذا، من المستحيل أن أو على أي حال من الصعب أن تلتقطوا الإشارات التي تثبت العكس! وما يُفهِمكم أنكم جذّابون ومغريون…وهنا يتدخّل الأصدقاء والإخوة والأخوات والزملاء ويفتحون أعينكم من وقت إلى آخر! ثقوا بهم فرأيهم بكم ألطف بكثير من رأيكم بأنفسكم وبالتالي هم يلاحظون بسرعة أكبر ما إذا كان أحد منجذباً إليكم ويقوم بالمحاولات…
بالطبع، يجب قطعًا التخلص هذا البرنامج ! إذًا خذوا ورقة واكتبوا عليها لائحة بحسناتكم وكافة الإطراءات التي تلقّيتموها (حتى تلك التي لا تصدّقونها بل لا سيّما تلك!!) خذوا وقتكم واستمتعوا بهذه اللحظة! يجب أن تستعيدوا الثقة بقدرتكم على الإغراء. إذًا يجب أن تدوّنوا حتى أصغر الإشارات وأصغر الإطراءات! يلزمكم هذا الأمر لكي تستعيدوا الثقة شيئًا فشيئًا بهذا الرأسمال الذي تتمتّعون به مثلكم مثل أي شخص آخر… الفارق الوحيد بينكم وبين الآخرين هو أنكم لا تؤمنون (أو لم تعودوا تؤمنون) بقدرتكم على الإغراء.
عندما تبدأون بفعل ذلك نراهن أن الحياة سترسل إليكم فرصاً جديدة… فرصاً تساعدكم على زيادة ثقتكم وقدرتكم على الإغراء وتقبل الإغراء. يجب أن تفهموها وتقبلوها إذا أردتم أن تغيروا هذه المعتقدات التي تشلّكم.
السؤال الآخر الذي يجب أن تطرحوه هو: “ما هي التحدّيات المرتبطة بالإغراء؟”
بمعنى آخر ما الذي يخيفكم؟ ما الذي يشلّكم؟ من أجل العثور على إجابة هذا السؤال سنطرح عليكم عدّة أسئلة…خذوا وقتكم في قراءة هذه الأسئلة والشعور بما تثيره فيكم… اشعروا إذا كانت تعكس شيئاً داخلكم. لا تنتقلوا إلى السؤال التالي قبل أن تقوموا بذلك.
– هل تخافون من أن تُرفَضوا عندما يحصل الشخص الآخر على المزيد من المعلومات عنكم؟
– هل تخافون من المعاناة؟
– هل تخافون من أن تفشلوا؟
– هل تخافون من أن ترموا أنفسكم في اللعبة ثم يصبح ذلك جديًا أكثر؟
– هل تخافون من أن يتخلى أو تتخلى عنكم وألا ينجح الأمر في النهاية وأن يخيب ظنّكم؟
– هل تخافون من أن تجدوا أنفسكم في موقف لا يناسبكم وعليكم الخروج منه؟
– هل تخافون من أن ينجح الأمر؟
– هل تخافون من أن تبدأوا بالأمر وأن تتعلّقوا وأن يخيب ظنّكم في ما بعد؟
– هل تخافون من تكرار التجارب السابقة وأن تعانوا من جديد؟
– هل تظنون أنكم لا تستحقون أن تكونوا محبوبين؟
يمكن أن تكون لائحة الأسئلة هذه أطول بكثير ولكن يجب أن نتوقّف…
وهذا يدفعنا إلى طرح سؤال جديد :” في قرارة نفسي ما الذي أخاطر فيه؟”
بالطبع ممارسة لعبة الإغراء هي المخاطرة بألا تُجدي نفعًا بقدر ما هي المخاطرة بأن يصبح الأمر أكثر جدّية، هي المخاطرة بأن نخفق وأن نتسرّع من دون جدوى…
ولكن…إنها المخاطرة في أن يخفق قلبكم بسرعة أكبر وأن تشعروا بهذه العواطف والأحاسيس شبه المَنسيّة. إنها المخاطرة في العَيش ولو لساعات قليلة حياة مكثّفة حيث تشعرون بكلّ بساطة أنكم تعيشون. إنها المخاطرة في أن تحبّوا… وهي أيضًا المخاطرة في أن تكونوا محبوبين وأن تبنوا علاقة حقيقية…
ربما جميع هذه المخاوف قد ساعدت على حمايتكم وبالطبع قد نفّذت مهمّتها. ولكن إذا لم تتحرّروا منها ستستمرّ في شلّكم ومنع أي احتمال للسعادة والشعور بالفراشات في معدتكم…
أفضل طريقة كيلا تخافوا هي أن تتجرأوا وتتحرّكوا وتجبروا أنفسكم قليلًا على الخروج من منطقة راحتكم لكي تُحيوا شيئًا جديدًا. اخطوا خطوات صغيرة…حتى لو كانت 2 مم..ولكن اخطوها!
السؤال الذي يختم هذا المقال هو إذًا:
ماذا ستفعلون اليوم وكل يوم لكي تتجرّأوا على الخروج من منطقة راحتكم ولكي تتخطّوا مخاوفكم؟ شيء صغير…؟
يمكن لهذه الخطوات الصغيرة أن تغيّر حياتكم وتعيد لكم الثقة بقدرتكم على الإغواء!
إذا وجدتم هذه المقالة من ifarasha مفيدة، نرجو أن تشاركوها مع من تعرفونهم. شكراً لكم !
التعليقات مغلقة.