في العلاقة الزوجية : هل يجب أن تقولوا كلّ شيء للشريك؟
التواصل السليم هو أمر مهمّ جدًا لاستمرارية العلاقة بين الشريكين. ولكن هل التواصل يعني الإفصاح بكلّ شيء للشريك؟
تجدون الإجابة في ما يلي:
• هل قول الحقيقة هو دائمًا شيء جيّد؟
يقدّر العالم والمحلّل النفسي ألان فوشيه قائلًا :” أهمّ ما يمكن التعبير عنه هو فيما يتعلق بمكانة الشريك بالنسبة إلى الشخص الآخر. حين تتمكّنون من القول بكل ثقة إذا ما كنتم سعيدين في هذه العلاقة أم لا، وذلك يشمل الناحية الجنسيّة، من دون الخوف من النزاعات، فذلك معيار يدلّ على أن العلاقة جيّدة. ولكن الأمر يتطلّب طريقة تفكير ناضجة لأن عليكم أن تستمعوا إلى ما يعبّر عنه الآخر.” أما بالنسبة إلى الأمور التي فكرتم بها أو فعلتموها والتي تلحق الأذى بالعقد القائم بينكما فيقول فوشيه :” إذا أردتم أن تدوم العلاقة من الأفضل أن تتجنّبوا بشكل عام ذكر التفاصيل المؤذية”. لكنّ هذا الأمر لا يمنع من أن تسائلوا أنفسكم حول ما تكشفه هذه الخدوش التي تلحق بالزواج.
• هل من الضروري أن يكون لديكم فسحة خاصة؟
من الصعب أن ترتبطوا بأحد إذا لم تتوازنوا وتتصالحوا مع أنفسكم. يمكن لفسحة الحرية الشخصية أن تشكّل ملاذًا تشحنون فيه طاقتكم كي تستطيعوا أن تستمرّوا في علاقتكم مع الشريك. إنه مكان للسعادة. وبحسب ألان فوشيه ” عند الرجال يقوم العمل بهذه الوظيفة في أغلب الأحيان. لكن مع كثرة تنمية كلّ واحد من الشريكين لشغفه الخاص به من ناحيته قد ينتهي الأمر بأن يعيش كل واحد حياة منفصلة عن حياة الآخر ومتوازية معها. بعض الأشخاص يرتاحون لهذا الأمر إلّا أن الحميميّة بين الشريكين تكون ضئيلة. وعندما تختفي الإنشغالات، كما يحصل عند سنّ التقاعد، من الممكن ألّا يستطيع الثنائي أن يجد مساحة مشتركة”.
• احتفظوا بالقليل من الغموض…لا سيّما في بداية العلاقة
يٌعتَبَر عدم الكشف عن أسرار النفس طريقة في تحريض الرغبة. ولا بد من ذكر ما قاله ألان فوشيه ” الغموض محمّس جدًا في الفترات الأولى من العلاقة ولكن ما يجعل العلاقة أكثر متانة بعد مرور 20 سنة من الزواج، هو القدرة على تنمية الحميميّة بين الشريكين. في الواقع كلما عرف الشخصان أحدهما الآخر كلّما دخلا بشكل أفضل في العلاقة وكلّما رغبا في الاستمرار فيها لوقت أطول “.
• هل يجب أن تتكلّموا عن شريككم السابق؟
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، التكلّم عن التجارب السابقة هو بمثابة وضع كافة الأوراق على الطاولة. ولكنها ليست فكرة جيّدة. ” فالغيرة والمنافسة هما شعوران وعاطفتان يشعر بهما كل شخص بدرجات متفاوتة. التكلّم عن الشريك السابق قد يُدخل الشريك في هذه الدوّامة لأنه قد يشعر بأنه مقارَن بالشريك السابق. وفي المقابل على مرّ الوقت عندما تُبنى الثقة بين الشريكين وعندما يطمئنّ كل واحد منهما لمكانته بالنسبة لشريكه يمكن عندئذٍ التكلّم عن تجارب الحب القديمة على أنها تجارب حياتية أو جزء من الماضي.”
• فنّ طرح الأسئلة
الكلام يقوّي الحميميّة بين الشريكين. ويشدّد ألان فوشيه على القول ” لكي تستمرّ علاقة الثنائي يجب أن ينجحا في أن يكونا شخصًا واحدًا. الأمر الذي يفترض الاهتمام بالعلاقة وطرح الأسئلة بصدق حول ما يعيشه الشريكان معًا وحول نظرة كل منهما إلى العلاقة وإلى الشريك وهذا يتطلّب عملًا عميقًا لأننا كلنا نملك لاوعيًا يجعلنا متناقضين أي نقول إننا نريد “الأبيض” في حين نرغب “بالأسود”. وعندما أقول شيئًا بوعي لا أكون واثقًا من صحّة قَولي.” الانفتاح على التناقضات الشخصية يمنع المواقف الصعبة ويفتح المجال أمام التحمّل والمرونة. لذا عندما نصبح أكثر قدرة على قول كل شيء سنصبح أكثر قدرة على الإصغاء لكل شيء.
• عدم الدخول في دوّامة الغيرة المَرَضيّة
التكلّم عن نفسكم وعن يومكم ونشاطاتكم هو نوع من المشاركة. إنها طريقة لتقبّل دخول الآخر في حياتكم. لكن هذا لا يعني أن على الشريك أن يجيب طوال الليل عن أسئلتكم العسكرية. هكذا تكون حالة الشخص المصاب بمرض الغيرة. ومن أجل أن يطمئنّ يسأل كل يوم المزيد من التفاصيل ويطلب المزيد من البراهين. يمكن إيقاف هذه الدوّامة من خلال العمل على الذات: من خلال البحث عن مصدر هذا الخوف. ولكن من ناحية الغيرة يرى ألان فوشيه التالي:” يجب أن تنتبهوا: فاستدراج غيرة الآخر قد يكون نوعاً من التّحكّم به من دون أن تعوا ما يحصل.”
التعليقات مغلقة.