كيف تتصرّفون حين لا يعود الكلام ينفع مع أولادكم ؟
إنها مشكلة حقيقية. فعندما لا يعود الكلام ينفع مع الأولاد قد نلجأ إلى وسائل مؤذية. إذن كيف نتصرف معهم حين لا يعود الكلام ينفع معهم؟
عند بعض المراهقين، قد يشكّل الكلام، والتفسيرات، والمواعظ، والأحاديث، أو محاولة جعلهم يرون المشكلة من منظار مختلف، عوامل تساعد على تغيير طريقة تصرّفهم.
بعض المراهقين الآخرين الكلام، والتفسير والمواعظ الموجّهة إليهم تدخل من أذن وتخرج من أخرى، ولن تغيّر تصرّفاتهم.
فما العمل عندئذٍ؟
الأولاد الذين لا يصغون لأي كلام يحتاجون إلى لمس نتائج أفعالهم ليبلغوا السلوك المطلوب.
لذلك يجب أن يكون الكلام معهم كطريقة للتواصل لا خطّة تأديبية لتغيير السلوك. فبالنسبة إليهم الأفعال أهمّ من الكلام.
فلنأخذ مثلاً صبيّاً في الخامسة عشر من العمر لا يكفّ عن ضرب أخيه الأصغر سنًّا.
فيجلس والداه معه محاولَيْن إفهامه بوضوح أنّه قد يؤذي أخاه بسهولة لأنّه أصغر منه، وأنّه عليه التعاطف معه وإظهار الحبّ له وعدم ضربه.
ولكن على الرغم من التفسير له مرّات عدّة، يستمرّ بضرب أخاه الصغير.
وصبيّ آخر لا يقوم بفروضه المنزلية تلقّى على الأقل عشرات المواعظ عن أهميّة العلم والقيام بواجباته المدرسية ولكنّه يستمرّ بالتصرّف بلامبالاة.
التفسير المفرط لهذا النوع من الأولاد لا يجدِ نفعًا. ففي المثلين السابقين، يجب أن يقول الوالدان “إذا ضربت أخاك من جديد
فستتحمّل نتيجة أفعالك السيئة، وإن لم تضربه فستكافأ على ذلك”، أو “إذا أنهيت واجباتك المدرسية فيمكنك قيادة السيارة في
نهاية الأسبوع أو الذهاب إلى السينما، وحين لا تنهي فروضك، لا يمكنك الخروج أبداً هذا الأسبوع”.
فكّر قبل أن تتكلّم
في بعض الأحيان يتفوّه المراهقون بكلام غير مقبول لإغضاب الوالدين. فإذا كانت ردّة فعلك مبالغ فيها، أعطيتهم ما يريدونه بالضبط.
سيستمرّون بقول أشياء تسبّب المبالغة في ردة الفعل. فقد يقول مراهق “سأترك المدرسة، لا أحتاج إلى العلم وقد سئمت من
كلّ هذه الواجبات المدرسية”، في هذه الحالة، قد يغضب الوالدان ويبالغان في ردّة فعلهما ويبدآن بإلقاء المواعظ والتكلّم عن قيمة العلم.
وفتاة أخرى لم تحظَ بما تريده قد تقول “سأتترك هذا البيت ولن أعود مجددًا” ومن جديد ستتبع هذا الكلام ردّة فعل مبالغ فيها.
والنوع الآخر من التكلّم من دون تفكير هو التسرّع في إعطاء الإجابة للولد. قد يطلب الولد من أمّه أن تسمح له بالنوم عند صديق له.
ومن دون التفكير بالأمر قد تكون إجابة الأم سريعة وسلبية. وبعد التفكير لبرهة تدرك أنّه ما من سبب لرفضها طلبه فتسمح له بالذهاب.
يمكن أن تتجنّب توجيه الملاحظات السلبية، والمواجهات والإشارة إلى الأخطاء التي فعلها ولدك من خلال المحافظة على هدوئك والتفكير قبل أن تتكلّم.
يسهل قول ذلك أكثر من فعله، ولكنّ صعوبة الأمر تزول مع الممارسة. فبدل من أن تبالغ بردّة فعلك تكلّم مع ولدك.
وإن قمت بتقييم الحالة وشعرت بأنّ ابنك يتفوّه بأشياء معيّنة ليثير ردّة فعلك، فلا تعطه ما يريده. وإن كنت تميل إلى التصرّف
بمبالغة والإجابة من دون تفكير، فمن الجيّد أن تقول لابنك إنّك ستفكّر في الأمر أو ستناقشه مع والدته (أو والده) وتجيبه لاحقًا.
وبعد فترة يمكنك التكلّم معه في الموضوع.
التعليقات مغلقة.