هل سينتهي عالمنا قريباً ؟ – د. سيرغيه لازاريف

نهاية عالمنا:

قد حققت البشرية نجاحاً كبيراً فيما يجب عمله من أجل الحصول على محصول وفير. ونحن في كل يوم نزرع في نفوسنا بذور مصيرنا. فيما سبق كنت شديد الاهتمام بالكتب التي تتحدث عن بشر المستقبل. وكثيرون الآن يهتمون بإنسان المستقبل وكيف سيكون حاله. ولكن لدي رغبة في طرح سؤال مختلف: هل سيكون موجوداً إنسان المستقبل هذا؟

لكي يظهر إنسان المستقبل يجب في الحد الأدنى أن تبقى الحضارة المعاصرة على قيد الحياة. منذ ثلاثة آلاف وخمسماية سنة، بدأ الناس بالالتزام الصارم بالتعاليم الإلهية. اجتهدوا ألا يسرقوا وألا ينهبوا وألا ينصاعوا للرغبات الجنسية وللنقود. لم يأكلوا لحم الخنزير لأن هذا اللحم اعتبر دنساً، وهذا يعني أنه يلحق الضرر بالنفس.
ولو أن أحداً منهم حاول أن يفكر كيف سيكون البشر بعد ثلاثة آلاف وخمسماية سنة، فيحتمل أن من عاصر موسى كان ليتخيل البشر كالملائكة الأطهار خالين من الذنوب والخطايا. ولكن لنفترض أن معجزة حدثت واستطاع سلفنا أن يرى المستقبل للحظة. ما الذي يمكن أن يفكر فيه لدى رؤية المنحرفين جنسياً في أوروبا الحديثة؟ أو عندما ينظر إلى برامج التلفزيون الحالية بخلاعتها وعرضها لبرامج القتل على الدوام؟

كان سيقول:”هؤلاء البشر يعبدون الرذيلة وهم يتلذذون بآثامهم ويظهرونها بدون خجل. ليس بإمكان، حتى الفن، تطهير نفوس هؤلاء. لقد اخترع هؤلاء البشر آلات وأدوات سوف تبدأ بالتهامهم ذاتهم”.
لكي تعطي الأرض محصولا ً جيداً، يجب علينا العناية بها دون كلل. لكي تعطي نفسنا محصولا ًجيداً، يتعين علينا العناية بها أكثر من الأرض.

لدى محاولة تصور رجل المستقبل، يجب علينا أن نفهم أولا ًكيف يجب أن يكون، كما يجب أن نتصور كيف يجب ألا يكون المجتمع في المستقبل، وأن ندرس آلية فناء الحضارات، وأن نفهم كيف ترتبط نفس الإنسان بقدره. يجب أن نشير بدقة إلى الأخطاء الأكثر أهمية التي يمكن أن تحدد رجل المستقبل. سوف يرتبط المحصول بالبذار الذي نختاره وبكيفية تخزينه وفي أي أرض سيزرع. لكي نتوقع كيف يكون رجل المستقبل، يجب علينا أن نتلفت حولنا وينظر بعضنا إلى بعض. علينا أن نفهم كيف يجب أن نكون في الحاضر لكي يكون لدينا مستقب