رائحة الرجل…
أجري هذا الاختبار على بعض النسوة. فبعدما وضع بعض الرجال قطعاً من القطن تحت آباطهم مدة 24 ساعة ، لوحظ أن النساء فضلن قطع القطن التي تعود للرجال الأكثر سيطرة إنما حين يكنّ في مرحلة الإباضة فقط. تكتشف النساء التستوسترون بشكل أفضل (بفضل حاسة الشم) في فترة الإباضة، وهذه المادة هي عنصر أساسي وهام في روائح تحت الإبط عند الرجال.
نعلم أنّ الميل إلى السيطرة مرتبط بارتفاع معدل هرمون التستوسترون. وتعتبر السيطرة عنصراً أساسياً عند الحيوانات، عنصراً تأخذه الإناث بعين الاعتبار عند اختيارها شريكاً جنسياً. في الواقع، تعكس «السيطرة» صفات جينية ذكورية كالقدرة على الحصول على الموارد. بالتالي، يمكن أن تشكّل الرائحة إشارة للمرأة تعلمها أن الرجل يحمل صفات جينية مرتبطة بهذا الشأن، ومن المثير للاهتمام أن تختار شريكها (زوجها) للحصول على ذرية تتمتع بهذه القدرة أيضاً.
الأمر الملفت أيضاً هو أنّ النساء يفضّلن رائحة الرجال ذوي الوجوه المتناسقة على الرجال ذوي الوجوه غير المتناسقة. قدّم باحثون قمصاناً ارتداها رجال مدة ليلتين لنساء ليشتممنها، فتبيّن أنهن يفضّلن رائحة الرجال ذوي الوجوه الأكثر تناسقاً لا سيّما في فترة الإباضة. لم تظهر النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل أيّ فارق.
لِمَ لا يحصل هذا إلاّ في فترة الإباضة؟ أولاً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ «السيطرة» تعكس صفات جينية ذكورية كالقدرة على تأمين الموارد. لكن كلما ازدادت هذه الصفة كلما قلّ استثمار الرجل في دوره كأب. وتفضّل النساء هذه الصفات الجينية الذكورية العالية على المدى القصير لكنهن يبحثن أيضاً عن شريك اجتماعي وعن رجل يبدي استعداداً للمشاركة بشكل فاعل في تربية الأطفال.
التعليقات مغلقة.