هل للحب رائحة؟
هل هو الحب؟
حسن، قد أبدو وكأني ألعب على الكلام إن قلت إنّ المسألة تعتمد على ما نعنيه بكلمة “حب”.
كان اليونانيون القدامى يستعملون أكثر من 10 كلمات للإشارة إلى تجارب يمكن أن نطلق عليها إسم “حب”.
هرمونات الحب!
دعونا نقول إننا نتحدث عن الرومانسية. إنّ الافتتان، والشهوة والشغف مشاعر يثيرها ناقل عصبي صغير في أدمغتنا يُعرف باسم دوبامين. نعم، إن الدوبامين هو المادة الكيميائية التي تقف خلف العديد من حالات النشوة التي نشهدها في حياتنا بما في ذلك الإدمان على المخدرات.
يمكن لهذا الشعور بالخفة والنشاط أن يدوم 17 شهراً أو أكثر وذلك بحسب بحث أجرته هيلين فيشر. ينشّط الدوبامين أيضاً إفراز التستوسترون، وهو “سائل الشبق أو الشهوة “، بالتزامن مع المواد الكيماوية الرابطة نفسها التي تجعلنا نميل إلى حماية بعضنا البعض.
يمكن للكميات المفرزة من هذه المواد الثلاث أيّ الدوبامين والتسوتوسترون والمواد الكيماوية الرابطة وتوقيت إفرازها وتفاعلها في ما بينها أن تحثها على العمل بشكل متجانس أو بشكل متعارض.
بالتالي، يفاجئنا الحب. قد تقع في الحب من دون أن تشعر برغبة في ممارسة الجنس. وقد تتحرر من تحالفات ترضيك لتكتشف أنك مغرم. يمكن أن تكونا صديقين وحسب وتقعا في الحب. أو يمكن أن تقع في الحب على غرار قصص الغرام التي تحصل في مواسم الصيف لتفترقا عند انتهاء العطلة حاملين معكما الذكريات فقط. يمكنك أيضاً أن تشعر برغبة شديدة اتجاه شخص ما، وتتعلق بشخص آخر وتكنّ حباً رومانسياً لشخص ثالث، في الوقت نفسه.
ولتتعقّد الأمور أكثر، لا تتبع المواد الكيماوية في دماغك الرحلة نفسها التي تتبعها في دماغ الشريك ما يجعل الحب الرومانسي خطراً. تقول فيشر إنه “تبعيّة سعيدة عندما يبادلك الشريك الشعور، وهو توق مؤلم، محزن ومدمّر غالباً عندما يُرفض هذا الحب.”
ماذا يحصل في الواقع؟
الكيمياء مسألة حقيقية. في موعدها الثاني مع الرجل الذي أصبح لاحقاً زوجها الثاني، تعترف ليسلي وهي ناشرة في الثالثة والخمسين من عمرها أنها شعرت أنّ “رائحته لذيذة.” وسرعان ما أخبرها أنّ الشعور نفسه ساوره. “إن المسألة أساسية وجوهرية إلى حدّ أننا حفرناها على خاتمي الزواج… “أحب رائحتك.” واجهنا خلافات فظيعة وصعوبات عديدة لكننا كنا نستعيد التواصل في ما بيننا حتى في أصعب المواقف والأوقات إذا ما اشتم أحدنا الآخر. نعمل كلانا في المنزل وأحرص أحياناً على أن أحافظ على بعض المسافة الجسدية في ما بيننا فإذا شممنا رائحة بعضنا البعض انتهى بنا الأمر في السرير. نحن متزوجان منذ ست سنوات، ونعيش معاً منذ سبع سنوات ونحن نمارس الحب 10 مرات في الأسبوع تقريباً.” واووو.
يُقال إنّ الرائحة تنبّه شعور الإنسان وتلفته إلى أفضل الشركاء لإنجاب الأطفال. ومن بين الجينات التي تتحكّم في جهاز المناعة، مجموعة تحمل اسم MHC (major histocompatibility complex) أو مركب التوافق النسيجي الكبير. ويبدو أن أجسامنا تبحث عن مركّب متباين عن مركبنا في الشريك المثالي.
في إحدى الدراسات، عندما تنشقت 49 امرأة رائحة قمصان ارتداها ست رجال مختلفين مدة يومين، تبيّن أنهن فضّلن تلك التي تحمل مركبات مختلفة عن مركباتهن. ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل شكّلن استثناءً. يمكن للعاب الرجل أن يحتوي أيضاً على آثار التستوسترون ما من شأنه أن يزيد الرغبة عند المرأة ويوحي بأن التقبيل هو نوع من الحافز لكيمياء العلاقة.
تقول ماري وهي مصممة مواقع الكترونية في الخامسة والخمسين من عمرها “حصل لي هذا ثلاث مرات في حياتي على الأرجح. يثب قلبي قليلاً وأتنشق رائحته اللذيذة فلا أتمكن من أن أمتنع عن لمسه. احد هؤلاء الرجال كان قصير القامة وبديناً وأصلع وبطيئاً… لكنني لم أستطع أن أبتعد عنه.” خلال السنتين الماضيتين، واعدت ماري رجلاً كانت تنجذب إليه في أيام الدراسة الثانوية. “قابلته بعد خمس وثلاثين سنة وخطر لي إن الشعور بالانجذاب لم يفارقني.”
لكن من الضروري أن أشير إلى أن زواج ليسلي انتهى بالطلاق. كانت العلاقة بينهما رائعة دوماً: إلا أنها لم تفضِ إلى النوع المناسب من الارتباط. تقول ليسلي: “لم نكن يوماً صديقين حقيقيين.”
التعليقات مغلقة.