غيروا ما بأنفسكم لتتغير أقدار أولادكم فلاديمير جيكارنتسيف
مرت ابنتي بفترة من الفترات بدأت فيها بالتغيب عن المدرسة وتراجع مستواها الدراسي، وعندما كنا نسألها عن الأمر كانت تجيب أنها فقدت الاهتمام بالدراسة وأصابها الملل، ومر بعض الوقت وأنا أدرس الوضع وأحاول فهمه، وتدريجياً بدأت الصورة تتضح.
وأخيراً اخترت اللحظة المناسبة وجلسنا نتحدث بالأمر. وخلال الحديث اقترحت على ابنتي أن تختار بين أمرين: إما إن تترك المدرسة وعندها ستضطر للعمل في مكان ما، وإما إن تتابع دراستها. وبعد أن فكرت اختارت الدراسة، وعندها أوضحت لها أن اختيارها للدراسة يلزمها أن تزيل من داخلها المقاومة والصراع وأن تحب المدرسة خلال فترة الدراسة.
وبعد أن أوضحت لها أن كره الدراسة وعدم تقبلها ومقاومتها تنهك الإنسان وتمنعه من الحصول على المتعة في الحياة وحل مشاكلها بسهولة، تركت لها حرية تقبل نصائحي أو رفضها، وبعد فترة من الزمن انحلت جميع المشاكل.
لا شك أن النجاح في حل هذه المشكلة لم يأتِ نتيجة قبولها للمدرسة وللدراسة فقط، فأنا أيضاً اضطررت لأغير في نفسي كثيراً من الأمور. فعندما يقع الولد في مشاكل فهذا يعني أنه يشعر بنقص شديد في المحبة والاهتمام، وهذا يحصل مثلاً عندما يعمل الأهل كثيراً ولا يستطيعون منح أولادهم الوقت الكافي، أو عندما يكون الأهل متحفظين في إظهار مشاعرهم تجاه أولادهم، أو عندما يعتبرون أنفسهم أذكى منهم.
التعليقات مغلقة.