كيف أرشدني جسمي إلى مرضي وشفاني (بدون اللجوء إلى أي علاج منذ 16 سنة)
خلال مراهقتي والعشرينات من عمري عانَيت من مشاكل صحيّة مزمنة تتطلّب تناول مضادات حيوية بشكل متكرّر. وعندما تجذّر الألم في جسمي ولم يعد للحبوب أي مفعول، وافقت الأطبّاء “الخبراء” الرأي لإجراء عمليّة تشفيني.
آنذاك لم أكن أعير الأمر أهمية وكنت منشغلة جدًا في عيش مراهقتي. إضافة إلى ذلك عاش أبي حوادث مشابهة في صغره فاستسلمتُ بكلّ بساطة إلى هذا القدر الذي يبدو كأنه وراثي. كان مؤلمًا ومزعجًا ولكن في رأسي لم تكن المشكلة إلّا في الحلول الطبية المزعومة.
بعد بضع سنوات، علمتُ أن جسمنا البدني مرتبط بعواطفنا فأدركتُ أمرًا مهمًا:
كلّما ظهر هذا الاختلال الصحّي أكون في الوقت نفسه أمرّ بعواطف قويّة أو أعيش ضغطًا نفسيًا. وحين تفاقم الوضع لكي أخضع للجراحة كنت أمرّ في فترة مهمّة جدًا في حياتي وكانت عواطفي والضغط النفسي الذي أعيشه مضاعفة.
عواطف وضغط نفسي لا أعبّر عنهما.
عواطف وضغط نفسي مكبوتان في جسمي.
عواطف وضغط نفسي يعبّر عنهما جسمي بطريقة مختلفة خاطئة.
كان جانبي المنطقي قادرًا على ربط السبب بالنتيجة فقرّرت أن أجرّب نهجًا جديدًا فقط لرؤية ما سيحصل. عندما عادت المشكلة من جديد نظرتُ إلى الخارج، إلى ما يحدث في حياتي، وإلى داخلي بالطبع.
دائمًا ثمّة شيء ليس على ما يرام: إما إحباط أو ضغط نفسي أو حزن مكبوت أو بكلّ بساطة حاجة إلى أن أكون لوحدي. كنت غير متوازنة وجسمي هو الذي أعلن لي هذا الأمر.
قلت لنفسي، هذا مثير للاهتمام، إذ أثارني الفضول والدهشة بعض الشيء من هذا الوعي البسيط الذي لم يسبق لي أن تحلّيت به. فتجرّأت أن أفكّر بما هو أبعد من ذلك:
أخذت بعض الوقت لرؤية عواطفي وإدراك أنها شرعيّة ومهمّة وبدأت بالتعبير عنها شيئًا فشيئًا بطريقة أخرى وليس من خلال جسدي. بالطبع استغرقت بعض الوقت لكي أتمكّن من فعل ذلك بارتياح ولكن حتى تجاربي الأولى كانت نافعة:
حل شبه فوري للمشكلة واستعادة التوازن.
أعترف بأنني صُدِمتُ حين جرى هذا الأمر معي للمرّة الأولى: يا له من اكتشاف غير متوقّع!
في الواقع كلّ شيء طاقة، كل شيء منوط بما يحصل على صعيد ما، وكل شيء يحصل بقوى مختلفة على أصعدة أخرى أيضًا.
ومذّاك لم أعد ألجأ للمضادات الحيوية ولا للجرّاحين لحلّ هذه المشكلة – ولا حتى مرّة واحدة منذ 16 عام!
والآن، أنا من أصبح خبيرًا في هذا المجال! أصبحت فخورة وواثقة بالاستماع إلى رسائل جسمي بغية العمل معه من أجل العثور على التوازن. إضافة إلى ذلك منذ أن تعلّمت التعرّف أكثر إلى نفسي وعيش عواطفي والتعبير عنها وتعلّم الاعتناء بنفسي بشكل عام، قلّت حاجة جسمي إلى التواصل معي بهذه الطريقة. أحيانًا أعترف بأنني لا أفهم كافة الفوارق التي يريدني جسمي أن أفهمها ولكني أبقى على السمع والأهم أنني أعتني بجسمي بحبّ كبير.
دمجت في ذهني وفي جسمي وعقلي أيضًا الرابط الذي لا يمكن إنكاره بين ما يحصل في الجسم البدني وأبعاد كياني الأخرى.
بمعنى آخر استرجعت قدرتي تدريجيًا في ما يتعلّق بصحّتي وقبلت أن أتبع حكمة جسمي.
وأنتم؟ هل تعانون من اختلال جسدي بين الحين والآخر ولا تفهمون أسبابه؟ هل سبق وأثاركم فضول اكتشاف ما يجري في داخلكم عندما يحصل هذا الأمر؟
يسمح لكم أخذ وقتكم لكي تُدخِلوا أنفسكم إلى هذه اللحظات ومعرفة كيفيّة عيش عواطفكم المرتبطة بها، على المدى البعيد، بأن تصبحوا أسياد حالتكم الداخلية والصحيّة.
أنا على قناعة تامّة بأننا جميعنا نملك إجابات في ما يتعلّق بما يجب تعديله والتعبير عنه وعيشه من الداخل من أجل استعادة الصحة والتناغم الشامل.
تحذيري الوحيد لكم هو: تأكّدوا من أن تكون الكلمة الأخيرة هي لحكمتكم الداخلية حول ما يحصل في جسمكم وروحكم لأنكم أنتم الخبراء في هذا المجال!
مع أطيب التمنّيات،
ميني ريتشاردسون
والآن اكتبوا لنا في خانة التعليقات أدناه شهاداتكم عن هذا الرابط المهم بين الجسم والعواطف. تسعدنا قراءتها !
التعليقات مغلقة.