التلفزيون يؤثّر في ذكاء الأطفال حتى لو لم يشاهدوه
هل تعلم أن ما يشاهده الأولاد على التلفزيون يجعلهم غير قادرين على تشكيل خياراتهم الخاصة في المستقبل؟
وهل تعلم أن سماع صوت التلفزيون في الخلفية يؤخر تطور الطفل اللغوي حتى لو لم يشاهد التلفزيون مباشرة؟
هل تساءلت لم بعض الأطفال ثرثارون فيما البعض الآخر هادئ؟ يمكن للدكتور فيكتور ستراسبورغر Dr. Victor Strasburger
أن يكتشف دوماً أيّ من الأطفال اعتاد أن يسمع القصص التي يقرأها له الكبار وأيّ منهم اعتاد أن يكون التلفزيون جليسه.
يقول ستراسبورغر: “الأطفال الذين يقرأ لهم الكبار يتكلّمون بحماس وطلاقة فيما يبقى الأولاد الذين يجلسون أمام التلفزيون صامتين.
وهذا يعني أنّ التطور اللغوي لديهم مهدد… قد يعوّضون لاحقاً ويلحقون بمن هم في سنهم لكن المسألة تبقى مقلقة.
التلفزيون يعيق التطوّر اللغوي
وجد ستراسبورغر وهو طبيب أطفال، أنّ الأطفال يتعلّمون الكلام (من بين أمور أخرى) من الأناس الحقيقيين بشكل أفضل مما يفعلون
من الأشخاص الموجودين خلف شاشة التلفزيون. وهذا الكلام يثير القلق خاصة أن التقارير تشير إلى أن الطفل العادي يمضي 232 دقيقة أمام التلفزيون أو يسمع التلفزيون في الخلفية حتى عندما يمارس نشاطات أخرى. هذا الرقم يعادل تقريباً الوقت الذي يمضيه في المدرسة.
قد يُشعر صوت التلفزيون في الخلفية الكثيرين بالراحة إلا أنّ تأثيراتها على نمو الأطفال الصغار غير معروفة بعد. علماً أن الأكاديمية الأميركية
لطب الأطفال لا تنصح بأن يمضي الطفل أكثر من ساعتين أمام التلفزيون أو الانترنت.
إلا أنّ الآثار السلبية أعمق مما يمكن للأهل أن يتوقعوه. يترك سيل الإعلانات المستمر الذي نتعرّض له جميعاً تأثيراً عميقاً على الحياة اليومية،
ويصحّ هذا بشكل خاص على الأطفال الصغار. فهذه الصور وهذه الإعلانات على التلفزيون تشكّل لاوعينا، ومع مشاهدة الأطفال
لما لا يقل عن 30000 إعلاناً سنوياً يصبح من الصعب للغاية أن نتحكّم بتشكيل مستقبلنا الذي يوجّهه التلفزيون.
الحدّ من التعرّض لوسائل الإعلام
وجدت دراسة أجرتها جامعة كارولينا الشمالية، أنّ الأطفال الذين لديهم تلفزيونات في غرف نومهم أكثر عرضة لخطر فرط التعرّض للتلفزيون.
إنّ قضاء الكثير من الوقت أمام وسائل الإعلام يسبب مشاكل في النوم وخمولاً عند الاستيقاظ وزيادة غير مرغوب
فيها في الوزن تنجم عن السهر إلى وقت متأخر وتناول الطعام فضلاً عن إعاقته نمو الدماغ وتطوره. كما أنّ الأطفال المنشغلون
بمشاهدة التلفزيون لا يلعبون في الخارج وبالتالي لا يحصلون على ما يحتاجونه من الفيتامين D
(الذي يحسّن صحة الأسنان أكثر من الفلورايد) ولا يحسّنون مهاراتهم الاجتماعية عبر اللعب مع الأصدقاء.
ويضيف ستراسبورغر: “هذا تحذير واضح وصريح للأهل بأنّ عليهم إطفاء جهاز التلفزيون إن كانوا لا يشاهدونه،
وهذا أيضاً تذكير بأنّ عليهم أن يجنّبوا الأطفال دون السنتين الجلوس أمام الشاشة.”
التعليقات مغلقة.