وجدتها أمها جريحة وهي تبكي. عندما شاهدت من كانت تكلمه، فهمت كل شيء
تنبيه : الصور الموجودة في هذا المقال قد تصدم الأشخاص الحساسين.
سمعنا حتى الآن هذه الجملة ملايين المرات : “الكلب هو أفضل صديق للإنسان”. في أغلب الحالات، هذا صحيح حقاً. أغلب الكلاب محبوبة، لطيفة، تحب أن تلعب وتتلقى المداعبة. لكن هذا لا يعني أننا يجب أن لا نأخذ حذرنا، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأولاد.
لسوء الحظ، أن أميلي ريتشاردسون وابنتها أيفي تعلمتا الدرس بأسوأ طريقة ممكنة.
في خلال عطلة عيد الفصح، أخذت أميلي أيفي في زيارة إلى جدتها. مع أن الجد قد توفي منذ سنة، لكن العائلة كانت تريد تخليد تقليد البحث عن البيض. الكل كانوا متلهفين وسعداء بالمشاركة في هذا التقليد ! لا أحد كان يشك لحظة واحدة أن النهار سينقلب إلى كابوس مزعج !
وقتها، كان عمر أيفي سنتين ولا تحتاج أي مساعدة في العثور على بيض الفصح. حملت سلتها وأخذت تجول في الحديقة باحثةً عن البيض تحت مراقبة عيون العائلة الساهرة التي تخلد اللحظة وهي تلتقط الصور. كانت ابتسامة أيفي تكاد تصل إلى أذنيها. بينما هي تجول في الحديقة، وصلت إلى القفص الذي كان كلب عمها محبوساً فيه. بدأت عندها تتكلم مع الحيوان، معتقدة أنه لطيف ويحب المداعبة. لم تقل أم أيفي شيئاً عندما رأت ابنتها تقترب من القفص، معتقدة هي أيضاً كذلك.
فجأة، أطلقت أيفي صرخة تمزق القلب، جعلت الدم يتجمد في عروق كل العائلة. عندما هرعت أميلي إلى ابنتها، وجدتها مغطاة بالدم. بدون أن يفهم أحد كيف، نجح الكلب في أن يترك قفصه ويعض أيفي في وجهها.
أخذت أميلي ابنتها على وجه السرعة إلى المستشفى (الذي يبعد 20 دقيقة بالسيارة). ووجد الأطباء أن عضة الكلب فتحت خد الصغيرة إلى نصفين. احتاجت إلى 20 قطبة وكان على أيفي أن تخضع لجراحة تجميلية حتى تصلح الأضرار التي حدثت في خدها.
بعد سنة من الحادثة، شفيت أيفي تماماً، لكن كان عليها أن تتجنب التعرض لأشعة الشمس طويلاً. استعادت الحياة مجراها الطبيعي واقتنع أهل أيفي أن ما جرى كان حادثة معزولة لن تتكرر أبداً. لذلك عندما قررا الانتقال من منزلهم، كان يلزمهم بعض الوقت ليضعوا كل شيء في صناديق وليتحضروا، لهذا أرسلوا أيفي إلى جدتها لعدة أيام.
لكن كأنها ضربة من القدر، تلقى الأهل اتصالاً من الجدة التي كانت مرعوبة بشكل كامل !
روت الجدة أن أيفي كانت تلعب في الحديقة بقرب قفص الكلب. مرة ثانية، أعطت الطفلة ثقتها للكلب ومرة أخرى كان هذا خطأً فادحاً من قبلها. العضة كانت خطيرة جداً. تتذكر أميلي :”كانت ابنتي الصغيرة مشوهة ! كان الدم يسيل من عينها ومن خدها وعضلتها مكشوفة. كأنه فيلم رعب”.
أجبرتها خطورة الجروح على نقل ابنتها إلى مستشفى خاص بالأطفال. تعترف أميلي “كنت في سيارة الإسعاف بجانب ابنتي نصف نائمة ورأسها مدمىً، منتفخاً وممزقاً تقريباً. لم أتوقف عن البكاء. كيف يمكن أن يحدث هذا ؟ تملكني شعور بأنني أم سيئة”.
لحسن الحظ، كان مستشفى الأطفال يضم في طاقمه جراحين متخصصين في حوادث من هذا النوع أو الحروق الخطيرة. وتعافت أيفي بسرعة وأمكنها العودة إلى المنزل، لكن الطريق نحو الشفاء الكامل ما زال طويلاً بعد. بعد فترة من عودتها إلى المنزل، التهب الجرح وكان على الصغيرة المسكينة أن تمضي ثلاثة أيام إضافية في المستشفى.
خضعت أيفي إلى أربع عمليات بالمجمل. بعد كل عملية، كانت تطرح نفس السؤال على الممرضات :”هل ما زلت أميرة ؟” وكل مرة، تسمع نفس الجواب :” يؤكدن لها دائماً أنها تعرف جيداً أنها أميرة وخصوصاً، إنها البنت الصغيرة الأكثر شجاعة التي يعرفنها” كما تروي أميلي.
خلال عدة أشهر، كان على العائلة أن تواجه الصدمة النفسية لهكذا حادث. كانت أيفي تجد صعوبة في النوم وتستيقظ مرعوبة بشكل مستمر. كانت تعاني من اضطراب بعد الصدمة وخضعت لعلاج من أجل هذا. لكنها تتحسن بشكل كبير وكل من حولها واثقون ومتفائلون بخصوص شفائها العاجل. ستكون قادرة على أن تضع هذه القصة وراءها وتعيش بشكل طبيعي.
من جهته، تم وضع الحيوان في محجر تحت المراقبة مدة 10 أيام من أجل تحديد إذا كان لديه تصرف عدواني أم لا. لم تلاحظ السلطات أي شيء بهذا الخصوص وأعيد الكلب إلى عم الصغيرة أيفي الذي كان عليه أن يدفع غرامة ويضع لوحة “انتبهوا، كلب شرير” على قفص الحيوان.
العبرة التي يجب أن نأخذها من هذه القصة أنه يجب أن لا نترك الأطفال وحدهم مع كلاب لا يعرفونها. يمكن أن تخاف الحيوانات أحياناً من الأولاد الذين يكونون صاخبين، حيويين ويلمسونها بدون توقف. قد تبدو ردة فعل الحيوانات عدائية، لكنها أحياناً فقط وسيلة للدفاع عن ما تعتقد أنه تهديد. نتمنى من كل قلبنا الشفاء الكامل للصغيرة أيفي وأن تنبه هذه القصة الأهالي الآخرين كي يأخذوا احتياطاتهم في المستقبل !
التعليقات مغلقة.