هل هي درنة سرطانية أم تضخم الغدة الدرقية ؟ انتبهوا لهذه العلامات جيداً !
تستيقظون ذات صباح وتنظرون في المرآة، تلاحظون انتفاخاً خفيفاً في قاعدة عنقكم، بالضبط فوق عظام الترقوة. تمررون إصبعكم وتشعرون بالفعل بكتلة غريبة تحت الحنجرة. وفجأة تشعرون بقلق يغمركم.
ومع هذا، لا داعي للقلق، قد يتعلق الأمر بنمو زائد بسيط في غدتكم الدرقية. وهذا ما نسميه التدرنات الدرقية.
الغدة الدرقية هي غدة بشكل فراشة في حنجرتكم. إنها تصنع ال thyroglobulin، وهو بروتين يرتبط باليود لتصنيع هورموني ال triiodothyronin (T3) و ال thyroxin…هذان الهورمونان مهمان : إنهما ينتقلان عن طريق الدم ويؤثران بشكل فوري على كل أعضائكم وأنسجتكم وخلاياكم. إنهما هما اللذان يسمحان للخلايا بامتصاص الأوكسجين. بدون هورمونات الغدة الدرقية، ستتحولون إلى نبتة غير قادرة على الحركة.
التدرنات الدرقية هي إذن كتل صغيرة تظهر بشكل شائع في الغدة الدرقية : يُقدّر أن شخص من أصل 2 فوق الخمسين سنة لديهم واحدة من هذه الكتل على الأقل. بالإضافة إلى هذا، إنها شائعة عند النساء بنسبة 4 أضعاف مما هي عند الرجال. لكن في أغلب الحالات، لا تسبب هذه التدرنات أي مشكلة، حتى لو كانت على شكل تكيسات، مما يعني أنها مليئة بالسائل.
نسجل أن حجم الدرنة لا علاقة له بما إذا كانت خبيثة (أي سرطانية) أم لا. إذا لاحظتم أن عندكم درنة كبيرة، إذن لا داعي لأن تقلقوا. الكثير من الأشخاص يعيشون مع درنة قطرها 3 سنتم ( بحجم طابة بينغ بونغ !) ولا تؤذيهم.
هل هي درنات سرطانية ؟
بديهياً، عندما نتكلم عن كتلة غريبة تظهر، فهذا يبعث على الخوف من السرطان. لكن ليس هناك خطر من أن تتحول الدرنات إلى أنسجة سرطانية أكثر من أي نسيج آخر في الجسم : 4% فقط منها تصبح سرطانية. بالعكس، إذا كانت الدرنة حميدة (غير سرطانية) فهي تبقى هكذا.
من ناحية أخرى، قد يكون مزعجاً وجود درنة تمنعكم من الابتلاع أو التنفس. عندما تكون ضخمة وفي موقع سيء، يمكن أن تجعل الصوت أجش، وتسبب حتى تغييرات في طابع الصوت.
أخيراً، بعض الدرنات التي تسمى “ساخنة” لديها الخاصية المزعجة بإنتاج كمية ضخمة من ال thyroglobulin. إنها تؤدي إلى إفراز مفرط للغدة الدرقية، وهذا يسمى فرط نشاط الغدة الدرقية. ستلاحظون عندئذ العوارض التالية :
- تسارع الخروج المعوي؛
- بشرة جافة ومحمرة؛
- تبول متكرر؛
- تسارع نبضات القلب؛
- شهية كبيرة؛
- عصبية زائدة؛
- قلق؛
- فقدان الوزن
قد تكون الدرنة ايضاً إشارة إلى قصور الغدة الدرقية.
إذا كان وجود درنة يمكن أن يشير إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد يشير أيضاً إلى إفراز غير كافٍ لهورمونات الغدة الدرقية، مما جعل دماغكم يرسل إشارة إلى غدتكم الدرقية لجعلها تعمل بشكل أقوى (هذه الإشارة هي هورمون آخر هو ال TSH، الذي ينشط الغدة الدرقية).
تحت تأثير هذا الدفق المستمر لل TSH، تقوم الغدة الدرقية بإنتاج درنة.
إذن ما العمل ؟
عندما تكون الدرنة مزعجة، يقترح الأطباء استخراج خزعة. إذا كانت بشكل تكيس ( كتلة مليئة بالسائل مع فضلات صلبة غالباً )، يمكننا أن نفرغها بحقنة لكن هذا لا ينفع : في 4 أسابيع، ستمتلئ من جديد.
لتخفيض إفراز الغدد الدرقية، يقترح الأطباء تدمير خلايا منها باليود المشع أو استئصال الغدة الدرقية.
نتيجة هذه التدخلات الطبية هو تقريباً دائماً قصور الغدة الدرقية، وهذا يعني إفرازاً أخف للهورمونات الدرقية. لرفع مستوى الهورمونات، سيصف لكم طبيبكم ال L-Thyroxine.
إذا كنتم تأخذون ال L-Thyroxine منذ 10 أو 20 سنة، من الأفضل أن تواصلوا هذا العلاج، لكن إذا كنتم بدأتم للتو، اسألوا طبيبكم إذا كان يفضل أن يصف لكم ال Armour Thyroïd.
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع كل معارفكم.
التعليقات مغلقة.