عندما أنذر الأطباء الأهل أن ابنهم بصحة سيئة، اتخذوا هذا القرار. بعد 30 سنة، هذه الصور صدمت العالم بأسره.
هذا الشاب النرويجي تورستين ليرهول هو في نفس الوقت بروفسور، سياسي، مواطن ملتزم ورحالة. لكن قبل كل شيء، إنه مصدر حقيقي للإلهام بالنسبة للآخرين. عندما يقابل بعض الناس هذا الشاب الثلاثيني للمرة الأولى، يندهشون. إنه بعيد عن الصورة التي يكوّنها الناس عموماً عن رجل سعيد ناجح.
يعاني تورستين من ضمور عضلات النخاع الشوكي ويتنقل منذ زمن طويل على كرسي متحرك. لكن أهله، وهما مزارعان يعيشان في منطقة نائية، دعماه دائماً.
عندما أخبرهم الأطباء أن ابنهم لن يمشي أبداً ولن يشبه شخصاً “عادياً”، قرروا رغم هذا أن يحافظوا عليه ويربوه كما يفعلون مع ولد غير مصاب بالمرض. لم يجدوا سبباً مقبولاً يدفعهم إلى أن يعاملوه بطريقة مختلفة عن أخوته وأخواته.
في النهاية أثبت تورستين لأهله أنهم خيراً فعلوا، فقد أكمل دراسته وحصل على ديبلوم مثل أخوته وأخواته. إنه يسافر كثيراً ويريد أن يقوم بأشياء كبيرة. كان يعرف باكراً جداً أنه يريد أن يعلّم، لكن كلما مرت السنوات، كلما كبر اهتمامه بالسياسة. وبسرعة كبيرة، أصبح سياسياً مؤثراً، لكنه الأخف وزناً من بينهم بما أنه يزن فقط حوالى 17 كلغ.
لكنه لا يريد أن يكتسب وزناً لأنه، كما قال مازحاً، لا يريد أن يحمل الأشخاص الذين يهتمون به الكثير من الوزن. حس الفكاهة لديه يخبر الكثير عن طريقته في النظر إلى مرضه وتعايشه معه.
شجاعة تورستين وتفاؤله يحفزان الأشخاص في العالم أجمع. مع أنه يتقبل شهرته ويحبها، فقد أظهر بالأحرى تردده عندما جعله المصور الشاب Henrik Fjørtoft جزءاً من مشروعه الذي يلعب فيه السياسي دوراً رئيسياً، بما أنه طلب أن يقوم بتصويره عارياً. لم يكن تورستين واثقاً أن أغلب الناس يرغبون في رؤية جسمه حقاً. لكنه وافق في النهاية، وفي غضون بضعة أشهر فقط، هزت الصور وجدان العالم بأسره.
كلمات تورستين ذهبت أبعد من هذا أيضاً :
“أخذت وقتاً كي أقرر إذا كنت سأنشر هذه الكلمات وهذه الصور. أردت أن أظهر أنه لا جسمي ولا شكلي يؤثران على شخصي وعلى نظرتي للأمور. جسمي ومظهري لم يمنعاني من أن أحلم ولا من أن أبلغ أهدافي.
أتمنى من كل قلبي أن تؤثر كلماتي في الأشخاص وتجعلهم يعون أنهم يجب أن لا يهتموا بالشكل الخارجي، لكن أن يركزوا بالأحرى على الأشخاص كما هم حقاً من الداخل. ما نحن عليه هو الذي يحدد نجاحنا وليس الباقي.
كان المصور يرغب في إظهار أن مفهوم الجمال أبعد من المفهوم الذي نعتقد أننا نعرفه. كان يريد أن يجعلنا نرى أنه من الممكن أن نكتشف الجمال في كل أنواع الأشياء.
الرسالة التي يريد أن يمررها هي أننا يجب أن نتقبل كل الأشخاص في المجتمع بصرف النظر عن مظهرهم أو إعاقتهم. هذا لأنه ليس هناك أي جواب واضح إذا سئلت لماذا أردت نشر هذه الصور.
بكل تأكيد، لست براد بيت. عظامي ناتئة. عضلاتي ضامرة وعمودي الفقري ملتوٍ حتى أنني أشبه أحدب نوتردام. لكن كل هذا لم يمنعني من أحقق أحلامي. لقد استخدمت بكل بساطة المواهب والكفاءات التي أمتلكها. التعليم والسياسة أعطياني بعض الثقة في نفسي، وهذا سمح لي بأن أعي أنني أستطيع أن أبلغ أهدافي بدون أن يكون مظهري “مثالياً”. علاوة على ذلك، عاملني الناس دائماً باحترام واضعين جانباً مسألة أنني أشبه هيكلاً عظمياً. في المدرسة يعتبرني الطلاب بروفسوراً مثل الآخرين.
كقاعدة عامة، المظهر مهم وهذا موضوع حساس عند الشباب. إذن، عندما أرى أنهم قادرون على أن يضعوني على قدم المساواة مع الآخرين، فهذا يعطي أملاً.
لا أريد أن أتصرف كشخص ساذج أصرخ في كل مناسبة بأن المظهر ليس مهماً. لست في صدد القول إننا يجب أن لا نعتني بجسمنا. أريد فقط أن أقول إن المظهر الجسدي يجب أن لا يحدد الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا أو نعيش حياتنا أو نقدّر بها الآخرين. قررت أن مظهري لن يلعب دوراً أساسياً في حياتي.
ربما هذا الخيار أسهل بالنسبة لي لأنني لا أشبه عارضة أزياء. لكن هذا لا يعني أن الأشخاص الآخرين لا يستطيعون أن يأخذوا هذا القرار أيضاً. لدينا كلنا صفات وميزات عديدة أهم كثيراً من الشكل. وهذا ما يجب أن نحسبه. يجب على المجتمع أن يتعلم كيف يحسب حساب القدرات، المواهب والمواقف ولا يركز على مسألة أن الشخص سمين، طويل، قصير أو مختلف بكل بساطة. برأيي، نحن نولي المظهر الخارجي الكثير الكثير من الأهمية في مجتمعاتنا”.
يجب على كل الناس أن يحفظوا هذه الكلمات في رأسهم، عبارات يجب أن تساعدنا على تحسين حياتنا وحياة كل الأشخاص من حولنا وإثرائها !
إذا أعجبتكم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha، لا تترددوا في مشاركتها مع معارفكم واقاربكم.
التعليقات مغلقة.