لماذا لا نستطيع أن نكون الأهل الذين نرغب في أن نكونهم ؟
لماذا لا نستطيع أن نكون الأهل الذين نرغب في أن نكونهم ؟
نحن غالباً ما نلعب دوراً متناقضاً في دورنا كأهل. في الوعي، نرغب بكل ما هو أفضل لأولادنا لكن يحدث أن جزءاً آخر منا، في اللاوعي، يذهب في الاتجاه المعاكس : نجد أنفسنا مدفوعين إلى التأنيب، الصراخ، العقاب، قمع المشاعر…تفلت منا ملاحظات مؤذية، لا نتعمدها. وتدهشنا حتى أحياناً.
كلما فهمنا أصول “ميولنا السوداء”، كلما أصبح تأثيرها علينا أقل، وكلما تحكمت بنا أقل هذه الآليات القادمة من أعماق اللاوعي.
لنصغي أفضل إلى أولادنا ونرافقهم، يجب علينا أولاً أن نفتح الطريق نحو أنفسنا.
عندما نشفى نحن أنفسنا من جراح الطفولة، فهذا لا يساعدنا فقط على أن نحب أولادنا، لكن على أن نعطيهم الحرية كي يكونوا أنفسهم. عندما يصبح التواصل صعباً جداً، عندما تنفجر الشجارات بشكل متكرر، ربما علينا أن نطرح السؤال :
ما الذي كان يحدث لي في نفس العمر ؟
نقص الحميمية والتباعد هو مؤشر. عندما لا نعود نشعر بأننا قريبون من أولادنا، فهذا يعني أنه يحدث شيء في داخلنا يبعدنا عنهم. لكن ليس من السهل تغيير طريقة التصرف، حتى لو كنا مقتنعين بصحة وفوائد التربية الواعية، لأنه :
• من جهة، عاداتنا متجذرة جداً فعلياً في تاريخنا الشخصي وهي نتيجة جراح قديمة.
• من جهة أخرى، نحن نخشى أحياناً من ردات فعل محيطنا.
طرح أسئلة على أنفسنا، العودة إلى تاريخنا الشخصي، تغيير طريقتنا في التوجه إلى أولادنا يتطلب الكثير من الجهود والوقت. لكن دعونا نذكّر بهذا :
كل لحظة من السعادة هي لحظة ربح.
التعليقات مغلقة.