كيف نعرف أن أولادنا يعانون من الضغط النفسي
إنها التاسعة ليلاً. جاين واقفة في صف طويل أمام صندوق الدفع في المحل. وابنها داني البالغ من العمر سنة واحدة يبكي بأعلى صوته، أخذت الأم قطعة دونتس وأعطتها لابنها فرمى القطعة على الأرض. فحاولت السيدة الواقفة إلى جوار الأم أن تكون لطيفة قائلة: «يا للطفل المسكين! الوقت متأخر جداً. والدفع يستغرق وقتاً طويلاً في هذه الصفوف. ينبغي أن يزيدوا عدد صناديق الدفع». ردت أليس بلا مبالاة: «لا، لا يمكن أن يكون متعباً فقد نام طوال فترة بعد الظهر في السيارة. إنه دوماً في مزاج سيء».
الواقع أن الطفل الذي لا ينام ولا يأكل وفقاً لجدول محدد لا يكون سعيداً مرتاحاً. فجسمه مجبر على السعي دائماً إلى إعادة التكيف مع التغييرات، الأمر الذي يسبب له ضغطاً نفسياً شديداً. فعندما لا يعرف أبداً متى سيأكل يصبح متقلب المزاج. فالدعم والأمن اللذين يؤمنهما له الروتين اليومي غير متوفر له وليس جزءاً من حياته. وعندئذ يطلقون على الطفل صفة النكد وسوء المزاج فيما الواقع أنه بكل بساطة مضغوط نفسياً إلى أقصى حد. ولكن عندما تنهض الأم وتؤمن له، بدون عجلة، روتيناً يومياً فيما يتعلق بأكله ونومه يصبح هذا الطفل ملاكاً. سيكون الأهل فعلياً ممنونين شاكرين لهذا التغير عند أولادهم، وسيدركون أن الجهد الذي يبذلونه لإرساء الروتين اليومي هو شيء ضئيل مقارنة مع الفوائد التي سيجنونها. الطفل الذي يتغذى جيداً ويرتاح جيداً هو طفل سعيد ومستريح.
التعليقات مغلقة.