اختبار لمعرفة مدى ارتباطنا بالخالق
اختبار لمعرفة مدى ارتباطنا بالخالق
د. سيرغيه لازاريف
من أصبح الحب الإلهي في داخله متماهياً مع الحب الإنساني، لن يعود أمامه إلا مخرجين من أي وضع: إما الخضوع للآخرين والزحف أمامهم وتدمير الذات وإما ازدراء الآخرين والإحساس بالتفوق عليهم وإعلاء شأن الذات. هكذا فهو يختار من سيقتل: ذاته أم الآخرين.
إذا تماهى الإلهي والإنساني في النفس، سيحكم علينا بالدمار والإنحلال. لماذا؟ لأن الخالق موجود في كل كائن حي وفي كل مخلوق، هذا هو مضمون كل المخلوقات. هذا المضمون بالذات يسمح للشكل بأن يتطور باستمرار. فإذا نسي الشكل المضمون وخضع لذاته، يموت. أما إذا سعى الشكل إلى أن يتساوى مع المضمون، فهو يتوقف أيضاً عن التطور ويموت.
يتغطى الحب الإلهي في نفوسنا بالحب الإنساني ويتواجد فيه على الدوام بشكل غير مرئي. ولكن إذا توقف الإنسان عن الخضوع للقوانين الإلهية، لا يعود المنطق الإلهي يتميز بالنسبة له عن المنطق الإنساني. هو يستمر في الاعتقاد بأنه يحيا في المنطق الإلهي وأنه متواصل مع الله، لكنه في الواقع يكون خاضعاً لصنم غرائزه ومشاعره الوثني.
إحدى أهم المسائل في أي دين:
كيف نشعر بالله في داخلنا بدون أن نقلل من شأنه؟ ما إن تفقد النفس ارتباطها مع الخالق حتى تُحرم من طاقة المستقبل، وتبدأ بالفساد والزوال تلك الطاقة التي تتكون منها الأسرة والعلاقات الإنسانية والذرية القادمة. لكي يخرج إلى الوجود أطفال متوازنون، يجب أن يكون لديهم أبوان سليمان من عدة نواحٍ، وخصوصاً سليمان نفسياً. تربط الأديان العالمية الإنسان مع القوانين الإلهية، وهذا يتيح للبشر أن يتلقوا الطاقة الإلهية الضرورية لإقامة علاقات منسجمة وتكوين الأسرة. وهذه الطاقة ضرورية لإستمرار النسل في المستقبل.
أنا أتفهم أن الكل يريد توصيات محددة ونتائج سريعة، لذلك لنبدأ من التوصية الأساسية: تعلموا كيف تصلحون أنفسكم. وأثناء ذلك لا تتوقعوا نتائج سريعة. توقع نتيجة سريعة هو عبودية للمستقبل. ولكن حتى لو كانت صحتكم وعلاقاتكم ومستقبلكم على ما يرام، لا يعني ذلك أنكم يجب أن تتوقفوا عن العناية بنفسكم وتطويرها.
إذا وجدتم هذه المقالة من آي فراشة مفيدة لا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم
التعليقات مغلقة.