سؤال للمرأة فقط : هل ترغبين فعلاً في أن تحكمي العالم ؟
فلاديمير جيكارنتسيف
المرأة القوية
إن المرأة تفترض أنها ما زالت في أسفل السلم الإجتماعي، وكأنها تحسد السلطة والمكانة الرفيعة عند الرجل ( فقد أوحوا لها منذ طفولتها وبإصرار أن العالم يحكمه الرجال )، فتبدأ بالسعي للحصول على قوتها وسلطتها الذاتيين. إذا كان الشخص في الأسفل فما هي المشاعر التي تتراكم في داخله؟ الشعور بعدم الشرعية، وانعدام الحقوق، الشعور بالذل أي الرغبة في التحرر من الظلم، الشعور بالغضب، الشعور بالوحدة والعزلة، ومشاعر كثيرة مماثلة. هل ترغبين فعلاً في أن تحكمي العالم؟
المرأة لا تدري ولا تشعر أنها أصبحت في المركز وأنها الآن صاحبة القوة. لماذا؟ لأن الشعور بالذنب يسكنها بسبب القصة المشهورة عن أنها أخرجت آدم من الجنة، وهذا الشعور بالذنب يعميها بينما الكل يوحي لها أن السلطة الأبوية هي السائدة الآن.
وماذا لو كان بصر المرأة مكشوفاً؟ وماذا لو تخلصت من الشعور بالذنب واستطاعت رؤية قوتها؟ بما أن المرأة ترى بقلبها، فإنها طبعاً لن تسعى نحو امتلاك القوة ولن تقوم بقمع الرجل. كانت ببساطة قامت باحتلال مكانتها الذاتية وأخذت دورها الطبيعي، وتركت للرجل احتلال مركزه.
ولكن المرأة، بعد أن اعتبرت نفسها ضعيفة ومهجورة، خرجت بحثاً عن القوة ومباشرة حصلت عليها، وتنازل لها الرجل عن موقعه بلا مقاومة. تريدين أن تقودي، تفضلي. وتريدين أن تعملي أكثر من الجميع وأن تكسبي المال، تفضلي. تريدين رصف الطرقات، تفضلي. والرجل عاجز عن التصرف بطريقة أخرى، فهو عالق في العقل الأنثوي.
ولكنن اكتساب المرأة للقوة وللسلطة لم يجعلها تشعر أنها حصلت على أي مكسب.
إن التواجد إلى جانب امرأة قوية ومسيطرة هو أمر لا يطاق، والرجل ينجرف بعيداً عن امرأة كهذه ( علماً أن هذه العملية تستمر أحياناً زمناً طويلاً ).
وهكذا يعمل قانون انقلاب البداية، وتعود المرأة ثانية إلى حيث انطلقت. فما الذي يحدث؟ تعود المرأة وحيدة من جديد. ومجدداً يستيقظ في داخلها الغضب وترى حقوقها مهضومة، وتشعر بالذل لأنها وحيدة ومهجورة.
هل ترغبين فعلاً في أن تحكمي العالم؟ فما العمل؟
فما العمل؟ علينا أن ندرك الآن دور الأم الفعلي. عندما تفهم المرأة هذا الدور سوف ترخي قبضتها عن عنق الرجل، وترتاح من جهودها المضنية وتعود إلى طبيعتها، إلى جمالها. ويستعيد الرجل قوته وحريته.
التعليقات مغلقة.