لماذا نعجز عن تحقيق رغباتنا في الحياة ؟
فلاديمير جيكارنتسيف
إذا كنت تفشل في تحقيق رغباتك في الحياة، فهذا لأنه توجد في داخلك رغبة بأن تعيش حياتك بالصورة التي تعيشها الآن. فأنت ترغب وتنوي أن تعيش حياتك كما تعيشها الآن ولا شيء سيبعدك عن دربك. بمقدورك أن تقول لنفسك ما شئت على مستوى الوعي الخارجي، مثل” مللت من كل ذلك”، أو” لا أريد أن أستمر على هذا الحال” ، ولكن في قرارة نفسك أنت تريد أن تعيش حياة كهذه تحديداً. لماذا نعجز عن تحقيق رغباتنا في الحياة؟
بمقدورك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة لتحل المشاكل التي تصطدم بها ولنعرف الأسباب التي تمنعنا من تحقيق رغباتنا:
- لماذا ترغب في التواجد في هذا الوضع؟
- ما هي الفائدة التي يأتيك بها هذا الوضع؟
- ما هي المشاكل التي تحلها بمساعدة هذا الوضع؟
عليك أن تكون صادقاً تماماً مع نفسك عندما تجيب عن هذه الأسئلة، لأنه يهمك، أنت بالذات وليس أحد غيرك، الحصول على الأجوبة.
وإليك تمريناً آخر سيساعدك في أن تعرف نواياك في كيفية قضائك لحياتك. عليك أن تكمل الجمل التالية:
- جميع الرجال………..
- جميع النساء………..
- إذا تقربت كثيراً من شخص ما فإنه سيؤذيني بالطريقة التالية:………
- قد أمرض وأموت بسبب………….
- إنهم سيخدعونني بالطريقة التالية: …………
- إنني سأخسر وأفقد………….. إذا لم…………….
والآن عليك أن تقرأ ما كتبت، وسوف تكتشف نواياك السلبية في أن تعيش الحياة التي تعيشها الآن لأن العالم الخارجي للإنسان هو انعكاس لعالمه الداخلي.
إذا أردت أن تغير شيئاً هنا فأمامك طريقتان. الطريقة الأولى هي أن تواجه هذه القيود بأفكار جديدة، وعندها سينفتح الواقع على تطورات جديدة. لكن إذا شعرت أن الأفكار الجديدة لا تتحقق، فهذا يعني أن قيودك تحمل في داخلها صدمات وانفعالات سلبية، أو أنك تستفيد من وضعك السيء. في هذه الحالة من الأفضل أن تستعمل الطريقة الأخرى وهي تتلخص ببساطة في أن تجلس وتتأمل ما يقيدك، وبعد فترة سيكشف عن نفسه وسترى ما يوجد بداخله. فإذا كان فيه انفعالات سلبية أو صدمات أو ألم فإنها جميعها ستزول إذا سمحت لها بالحدوث وعايشتها وحررتها، وستتحول قناعاتك المحدودة التي كنت تقوم بتأملها آلياً إلى فكرة جديدة، وستلمع هذه الفكرة الجديدة وحدها في داخلك. أما إذا كان من مصلحتك أن تبقي على هذا القيد، فسترى لماذا وستقرر بنفسك أتبقيه لبعض الوقت أم تتخلص منه.
عليك أن تنتبه
فبعض الأجوبة تترابط مع بعضها لتشكل دوائر مغلقة، وتنغلق هذه الدوائر بعضها على بعض فتجعلك تدور داخل أنماط التفكير هذه في دوامة. ولن تجد مخرجاً منها إلا بعد أن تشاهد العملية كلها، فإدراك ما يحدث يحررك. مثلا ً إذا كتبت امرأة أن كل الرجال أنانيون، فسوف تلاحظ أنها في الجملة الأخيرة ستكتب أنها ستفقد زوجها إذا لم تكن خاضعة له وصامتة وتلبي كل رغباته.
أكملت إحدى السيدات الجملة الأخيرة كما يلي:” سأخسر كل شيء إذا لم أمت”.
التعليقات مغلقة.