متى تكون البدانة مفيدة للصحة ؟ ( الجزء الثالث )
ننصحكم بأن لا تثقوا ثقة عمياء ب “مؤشر كتلة الجسم BMI”! عموماً، نتكلم عن الوزن الزائد والبدانة إذا كان مؤشر BMI مرتفعاً جداً، ال BMI هو مؤشر كتلة الجسم. لأن في بعض الحالات البدانة مفيدة للصحة.
يكفي أن تنظروا إلى الصورة التالية لتروا أن هذا المؤشر محدود للغاية: إذا كنتم تمتلكون الكثير من العضلات، فإن معدل ال BMI لديكم سيكون مرتفعاً، لأن العضلات ثقيلة الوزن.
ولكن هذه ليست المشكلة الوحيدة فيما يتعلق بال BMI!
يمكننا أن نكون بصحة جيدة، مع عضلات قوية، بدون أدنى قدر من الدهون، ومع هذا يكون معدل ال BMI فوق المتوسط.
لكن ال BMI لديه عيب آخر، وهو ليس بسيطاً أيضاً.
فمعدل ال BMI لا يخبركم إذا كانت الدهون تحت الجلد (لا مشكلة في هذا !) أو حول أعضائكم الداخلية (وهنا المشكلة)!
بالمجمل، لقد فهمتم أن ما يجب أن تحسبوا حسابه هو قدرتكم على تخزين الدهون تحت الجلد. بتعبير آخر، أنتم لم تمرضوا لأنكم اصبحتم بدينين : بل لأنكم لم تعودوا تستطيعون أن تكونوا بدينين أكثر!
إذا كنتم تستطيعون أن تراكموا الدهون بلا حدود في الوركين، الفخذين أو الذراعين، فحالتكم الصحية ستكون أفضل بكثير!
بكل تأكيد، لن تكون هذه فكرة جيدة، لأنكم ستصابون بأمراض أخرى لها علاقة بزيادة الوزن (مثل التهاب مفاصل الركبتين الذي يحدث عندما تتحمل مفاصلكم الكثير من الوزن الزائد).
لكنكم لن تصابوا بالأمراض المرتبطة بفرط إنتاج الانسولين وسكر الدم، مثل السكري والدهون على الكبد.
لا داعي للقلق الزائد فيما يتعلق بوزنكم!
الأهم ليس إذن خسارة كل الكيلوهات الزائدة…ولكن حرق الدهون الزائدة (حول أعضائكم الداخلية وفي عضلاتكم).
إذا لاحظتم أن معدل السكر في الدم والأنسولين قد تحسّن، ابتهجوا، حتى لو بقيت الكيلوهات الزائدة ! وإذا أصبحت نتائج اختبارات الدم جيدة، فهذا يعني أنكم نجحتم في إذابة الدهون في الأماكن الاخطر بالنسبة لكم.
إذا بقيت الدهون تحت الجلد، فربما خلق لكم هذا أزمة لها علاقة بالجمال ولكنها لا تشكل خطورة على الصحة!
لذلك لا تنهكوا أنفسكم في محاولة فقدان الكيلوهات الزائدة وابتهجوا لأنكم حللتم مشكلتكم الاساسية المتعلقة بعملية الايض!
اقرؤوا الجزء الأول: متى تكون البدانة مفيدة للصحة ؟ ( الجزء الاول )
اقرؤوا الجزء الثاني: متى تكون البدانة مفيدة للصحة ؟ ( الجزء الثاني )
المراجع:
[1] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/28549096
[2] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6015958/
[3] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/29981771
[4] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20056169
التعليقات مغلقة.