لماذا انقسم العالم إلى أغنياء جداً وفقراء جداً
انقسام العالم الى اغنياء و فقراء
قال كارل ماركس:لا توجد موبقة إلا ويقوم الرأسماليون بارتكابها لكي يؤمِّنوا ربحاً مضاعفاً. لقد وقّع كارل ماركس وفريدريك انجلز حكماً مبرماً بحق الرأسمالية وشرحا سبب فنائها المستقبلي الذي يعود إلى تخليها عن الضوابط الأخلاقية. عندما تنتشر ظاهرة الجشع والطمع وحب جمع المال بكافة السبل وتصبح تلك عادة متأصلة في المجتمع،فسوف يؤدي هذا إلى قتل روح الإيمان والأخلاق وسوف ينقسم المجتمع إلى طبقتين: فقراء جداً وأغنياء جداً. سيتسع هذا الشرخ وسوف يبدأ الأغنياء بسرقة أموال الدولة واستغلالها، وهذا سيجعل الدولة تسير في طريق الضعف الذي يؤدي إلى الفناء. تؤدي السرقة إلى فساد القضاء وهذا بدوره يؤدي إلى عدم احترام الناس للقانون. عندما يتم فصل الرأس عن الجسد،فلن يعيش الرأس طويلاً. عندما تنتفي الأخلاق تنعدم وحدة المجتمع وسوف يتعرض للخراب عاجلاً أو آجلاً.
إن انعدام الإيمان في المجتمع يؤدي إلى عصيان الخالق وعدم الالتزام بوصاياه. عندها يجنح الإنسان إلى عبادة المال والرفاه والمستقبل ويحصل فساد في القيم الأخلاقية. في هذه الحالة تصبح الخيانة والسرقة والكذب والخداع وفقدان الروابط الاجتماعية،من الأمور العادية. في أي مجتمع يأخذ القانون مجراه عندما تقوم السلطات بالسهر على التقيد باحترام القوانين وتعاقب بقسوة من يخرقه أو لا يحترمه. أما إذا كانت السلطة نفسها تسرق وتفتقد للقيم الأخلاقية، عندها يحصل تجاوز للقوانين، وهذا يؤدي إلى خراب الدولة. عندها ينقسم المجتمع إلى عشائر وقبائل صغيرة ثم تنهار سلطة الدولة وتموت روحياً وجسدياً.
يحصل نمو وتطور المجتمع من خلال الصراع بين المادية والروحانية. من واجب السلطة الدينية، أي رجال الدين، السهر على التقيد بالقوانين الأخلاقية. أما السلطة الدنيوية فمن واجبها مراقبة احترام القوانين الإدارية والجنائية ودقة تنفيذها.
يبدأ انحطاط المجتمع عندما تنعدم القوانين والضوابط الأخلاقية داخله، وذلك من خلال ضعف تقيُد الناس بالدين. يؤدي فقدان الأخلاقيات إلى دمار القوانين التي تضبط إيقاع الحياة داخل الدولة. لا يوجد قانون إداري أو جنائي مهما كان قاسياً يستطيع كبح جماح شخص ليس أخلاقياً. لقد أثبت التاريخ أن أقسى القوانين على الإطلاق وأكثرها تشدداً لا تستطيع أن تحسِّن المجتمع.
لقد انهارت الامبراطورية البيزنطية بسبب تفشي السرقة والفساد والرياء والتساهل تجاه مثل هذه الظواهر في المجتمع. وهذا حصل بسبب التفسخ الأخلاقي في المجتمع. يحصل الانحطاط في السلطة الدنيوية عندما تنعدم أو تغيب المعارضة الروحية. إن الرأي العام يعتمد إلى حد ما على الخلفية الدينية. لكن عندما يكون الدين في حالة ضعف،فإن السلطة الدينية تتجه إلى الاهتمام بالسياسة والاقتصاد،ما يؤدي إلى أن تسيطر السلطة الدنيوية عليها وتجعلها ألعوبة في يدها.
سيرغيه لازاريف – Dr Sergey Lazarev
التعليقات مغلقة.