لماذا الأشخاص النباتيون معرضون للأمراض أكثر من غيرهم ؟
النباتيون معرضون للأمراض: النباتيون عموماً هم أشخاص متسامحون وهادئون. إنهم لا يرغبون سوى بالعيش في انسجام مع الطبيعة…ومع نظرائهم!
إنهم يلتزمون غالباً بنظامهم الغذائي لأسباب روحية أو أخلاقية نحترمها جميعاً.
لكن من وجهة نظر صحية، يجب أن نعرف أن النباتيين معرضون للخطر كثيراً !
أن تكون نباتياً، فهذا يعني أن تلغي المنتجات الحيوانية بشكل كامل : اللحوم والأسماك، بالتأكيد، ولكن أيضاً ثمار البحر والبيض ومنتجات الحليب.
وكما أي “ريجيم” آخر، هذا النظام لديه حسناته وسيئاته !
ما هي أبرز سيئات النظام النباتي الكامل :
- يميل النباتيون للتقليل من استهلاك السعرات الحرارية – هذا يجعلهم يخسرون وزناً وهم يرحبون بهذا في البداية، لكنه قد يؤدي إلى نقص حاد، وخصوصاً عند النساء اللواتي يرغبن في إنجاب أولاد.
- أيضاً، الكثير من النباتيين لا يأكلون ما يكفي من البروتينات، فتبدأ عضلاتهم بالضمور، وقد تصبح حالتهم مأساوية بعد ال 60 سنة.
- كما يُخشى أن يتناولوا الكثير من النشويات المكررة : فلكي يشعروا بالشبع، قد يسقطون في فخ الخبز، البطاطس، الأرز الأبيض والمعجنات…وهي أطعمة مثقلة بالسكريات السريعة !
لأن النظام الغذائي النباتي هو حكماً نظام غني جداً بالحبوب والبقوليات…وهذا لا يلائم كل الناس !
نظام غذائي مكلف جداً لتفادي النقص !
المشكلة الضخمة الأخرى في النظام النباتي، أنكم يجب أن تشتروا الكثير من المكملات الغذائية.
طبعاً لستم مجبرين على ذلك…لكنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على صحة مثلى !
لسوء الحظ، نادراً ما يكون النباتيون واعين لذلك إنهم نادراً ما يتحققون لأي درجة نظامهم الغذائي يضعهم في حالة نقص حاد في العديد من المواد المغذية الأساسية :
– النقص في الكولين
نادراً ما نسمع عن هذه المادة الضرورية للصحة مقارنة بالكلام عن الفيتامين D والأوميغا 3 مثلاً، ولكنها مهمة جداً لصحة الكبد والدماغ.
المشكلة : لا نجد الكولين بكميات كافية إلا في صفار البيض وكبد الحيوانات. إذا كنتم نباتيين فلديكم نقص فيه حتماً.
هذا النقص يشكل خطراً بشكل خاص إذا كنت حاملاً أو مرضعة…لأنك في هذه الفترة تحتاجين لكميات ضخمة من الكولين !
– النقص في الأوميغا 3
ذات السلسلة الطويلة (DHA وEPA) : هذه المادة الغذائية معروفة جيداً بأنها تحمي القلب والدماغ – إذا أردتم أن تتقدموا في السن بدون أمراض مزمنة، فليس من مصلحتكم أن ينقصكم الأوميغا 3.
المشكلة : وحده السمك المدهن غني حقاً بالأوميغا-3 (DHA وEPA) )ننصحكم عموماً بسمك الأنشوفة الذي هو أقل الأسماك المدهنة تلوثاً).
بالتأكيد، هناك أوميغا 3 في زيت الكولزا أو زيت الجوز، ولكنه من نوع السلسلة الأقصرALA، التي يجب أن تتحول إلى EPA ثم DHA في جسمكم. لكن لا يتحول منه إلا 0,5% إلى DHA و5% إلى EPA.
النتيجة : النباتيون مجبرون على شراء المكملات الغذائية المستخرجة من الطحالب…وهي باهظة الثمن !
– النقص في الفيتامين B12
هذا النقص هو الأشهر في نظام النباتيين…لكن هذا لا يمنع من أن يكون هو السبب في الكثير من حالات الكآبة !
لأن الفيتامين B12 ضروري للدماغ وللمزاج الجيد.
تجدونه في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، الطيور، ثمار البحر، البيض ومنتجات الحليب. نجده أيضاً في بعض الطحالب لكن القليل من النباتيين يعرفون الأنواع الملائمة وهم لا يأكلون منه كل يوم.النقص في الفيتامين B12 يمكن أن يسبب أيضاً التعب ومشاكل الذاكرة
والأسوأ من هذا أن النقص في هذا الفيتامين غالباً ما يكون خفياً : أنتم لا تنتبهون إلا بعد فوات الأوان !
لهذا فإن النباتيين مجبرون على تناول مكملات الفيتامين B12 كل يوم.
– بدون أن ننسى النقص في الحديد، الزنك والفيتامين A !
الكثير من النباتيين لديهم نقص في الحديد، لأن الحديد النباتي أقل امتصاصاً من الحديد الحيواني.
والذين يأخذون مكملاً غذائياً من الحديد يخاطرون كثيراً، فله الكثير من الآثار السلبية على الصحة. الشيء المثالي هو تناول 30 ملغ يومياً من iron bisglycinate…لكن كم من النباتيين يعرفون هذا ؟
نفس الشيء بالنسبة للزنك الضروري جداً لجهاز مناعة سليم. ليس فقط أن النبات يحتوي على القليل من الزنك…لكن الحبوب والبقوليات تحتوي غالباً على مواد مضادة للزنك تمنع امتصاصه !
بالنسبة للفيتامين A، الموضوع أكثر حساسية. نجد في النباتات سلائف الفيتامين A (الريتينول) مثل البيتاكاروتين. لكن، مثله مثل الأوميغا 3، لا تستطيع أجسام كل الناس تحويل البيتاكاروتين إلى ريتينول (الشكل الفعال من الفيتامين A).
في هذه الحالة، تستطيعون أن تلتهموا كميات من الجزر حتى يصبح لونكم برتقالياً…وستظلون تعانون من النقص في الفيتامين A !
بعكس الفيتامينات الأخرى، لن تجدوا الريتينول أبداً في علب الفيتامينات والمكملات الغذائية. لذلك من الصعب جداً تعويض هذا النقص !
الأسوأ، مع كل أنواع النقص هذه، أنكم لن تشعروا بالأعراض بين ليلة وضحاها.
يجب أحياناً أن تنتظروا شهوراً طوال، وحتى سنوات، كي يجعلكم هذا النقص تعانون حقاً.
ولكن هنا تكمن المشكلة : إذا لم تفعلوا شيئاً لتعويضه، فأنتم في طور أن تدمروا صحتكم…بدون أن تنتبهوا !
التعليقات مغلقة.