ارتفاع الحرارة مفيد للصحة وخفضها قد يضعف المناعة
يعيش مجتمعنا مع فكرة أن الصحة هي حالة من ” الشعور الجيد ” و” عدم المرض”.
نحن نخشى الإصابة بالبكتيريا والفيروسات والفطريات وغيرها. لذلك نستخدم الصابون المضاد للبكتيريا، وأنواعاً عديدة من البخاخات والأدوية والمستحضرات المعقّمة الأخرى. ونستعد باستمرار لمحاربة الانفلونزا. لكن هذه الحرب مؤذية لصحتنا وليست مفيدة أبداً.
في المجتمعات التقليدية القديمة، كان يُنظر دائماً إلى الحمى باحترام كبير وتُفهم على ما هي عليه. كانوا يعرفون أن الحمى ستعلو ثم تنخفض. أما الآن فبمجرد ارتفاع الحرارة نسارع إلى خفضها باستخدام الأدوية.
وتشمل هذه الأدوية المخفّضة للحرارة الأسيتامينوفين والإيبوبروفين. هذه الأدوية تخفض درجات الحرارة بسرعة، لكنها تعيق العمل الدفاعي الطبيعي الذي يقوم به جهاز المناعة. وهذا يسمح للكائنات الغازية أن تبقى في الجسم وتسبّب أمراضاً مزمنة.
جهاز المناعة شبيه بالعضلات، فمن أجل أن ينمو ويصبح أقوى يجب أن يتمرّن. وإذا لم يقاوم الأمراض لن يقوى. هذه المقاومة تسبب في بعض الأحيان الحمى أو البرد. هذه ردة فعل تكيّفيّة طبيعية.
الإصابة بالإنفلونزا أو الرشح المترافق مع حمّى قد يكون أفضل طريقة لمعرفة مدى قوة صحة الشخص. فلعلّ نظامه المناعي قد أصبح ضعيفاً بحيث لم يتمكن من التعامل مع العوامل البيئية المحيطة فالتقط الجسم عدوى فيروسية أو بكتيرية.
الحرارة المرتفعة تنشّط الجهاز المناعي
يقوم الجهاز المناعي برد فعل للتغلّب على العدوى ولتقوية الجسم. بعض الكائنات الحية الدقيقة لا يمكن أن تعيش إلا في درجة حرارة معيّنة. الذكاء الفطري لجسم يفهم هذا و يتكيف ليخلق بيئة غير مناسبة لحياة الميكروبات.مع ارتفاع درجة الحرارة ينخفض عدد الميكروبات في الجسم. غالباً ما تنحسر الحرارة من تلقاء ذاتها ولا تدوم إلا مدّة قصيرة. وهي ليست خطيرة ما دامت لم تبلغ 40 درجة مئوية.
مع ارتفاع درجة الحرارة تنشط الخلايا التائية القاتلة CD8 + القادرة على تدمير الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بالفيروسات. وقد وجد الباحثون أن درجة حرارة الجسم العالية تزيد عدد CD8 +. وهذا يخلق استجابة مناعية ضد عدوى أكبر بكثير.
الإفراط في تعقيم بيئتنا واستخدام المواد الكيميائية الاصطناعية لهذه الغاية، مثل الأدوية الكيميائية ومخفضات الحرارة تجعل أجسامنا أكثر ضعفاً. هذه المنتجات هي بمثابة عكاز لا يسمح للجسم أن يتكيّف ويحفّز قواه. كثرة التعقيم والمسارعة إلى التداوي يجعلنا ضعفاء أكثر في بيئة مليئة بالتحديات الصحّية.
متى تصبح الحرارة مقلقة؟
استشيروا الطبيب إذا تخطّت الحرارة الأربعين درجة مئوية أو إذا استمرّت لفترة أطول من أربعة أيام. إذا ترافقت الحرارة مع شعور كبير بالتعب أو صعوبة في التنفس أو تشنجات ينبغي التوجّه إلى غرفة الطوارئ .
عند ارتفاع الحرارة اشربوا الكثير من المياه وعصير الليمون الحامض الطازج. السوائل ترطّب الجسم والليمون الحامض يساعد الجسم على التخلّص بسرعة من الميكروبات. عند ارتفاع الحرارة إلى الأربعين يمكن للحمام البارد أن يسساعد في خفضها قليلاً حتى لا تسبب ضرراً للأجهزة الحيوية في الجسم.
المصدر: ناتشورل سوسايتي
التعليقات مغلقة.